الحجيلان: السعودية بادرت لمساعدة مصر صبيحة حرب حزيران.. فردت: نحن على ما يرام

الملك فيصل امتنع عن إقامة علاقة مع الاتحاد السوفياتي.. «لا أعترف بمن ينكر وجود الله»

TT

قال جميل الحجيلان، وزير الإعلام الأسبق في حكومة الملك فيصل بن عبد العزيز، أن السعودية بادرت إلى مساعدة مصر صبيحة بدء العدوان الإسرائيلي عليها في 5 يونيو (حزيران) 1967، لكنها (مصر) كانت تُظهر أنها تسيطر على الوضع.

ولفت الحجيلان، إلى أن الملك فيصل، حينما وصله خبر العدوان الإسرائيلي على المطارات المصرية، طلب من الأمير سلطان بن عبد العزيز، أن يتصل بالمشير عبد الحكيم عامر قائد الجيش المصري، لينقل له استعداد السعودية لوضع كافة إمكاناتها تحت تصرف المصريين.

وبعد أن تعذر على الأمير سلطان الوصول إلى المشير عامر، أجابه شمس بدران رئيس أركان الجيش المصري، بحسب الحجيلان، والذي ذكر أن الأمير سلطان أبلغ بدران برسالة الملك فيصل حول استعداد بلاده لمساعدة مصر، لكن بدران قال «لا تقلقوا.. كل شيء على ما يرام».

وسرد الحجيلان، هذه الوقائع التاريخية، في الجلسة الختامية للندوة العلمية المخصصة عن الملك فيصل بن عبد العزيز.

وقال «في التاسع من حزيران، حينما اعترف جمال عبد الناصر بهزيمته من الإسرائيليين، هاتفني الملك فيصل في نفس اليوم، وهو ليس من عادته أن يهاتف أيا من وزرائه، وأخبرني في ذلك الاتصال بضرورة أن تترفع الصحف السعودية عن الخروج بمواقف شامتة اليوم التالي من إعلان الهزيمة».

ووضع الملك فيصل، وزير إعلامه الحجيلان، كما يقول الأخير، في موقف المسؤول عن أي شماتة من الممكن أن تبدر بحق الرئيس عبد الناصر في الإعلام السعودي.

وقبل ذلك، يقول الحجيلان، إن الملك فيصل أمر بأن تقف وسائل الإعلام السعودية عن الرد على الحملات المصرية التي كانت توجه للسعودية على إثر الخلاف حول اليمن بين البلدين.

وتحدث جميل الحجيلان، والذي تولى أمانة مجلس التعاون الخليجي في فترة مضت، عن إصرار الملك فيصل على عدم إقامة علاقة مع الاتحاد السوفياتي، على الرغم من أنه كان في ذروة عنفوانه.

ويرجع الحجيلان سبب عدم إقدام الملك فيصل على إقامة علاقة طبيعية مع الاتحاد السوفياتي، وهو السؤال الذي كان دائما ما يطرحه عليه الصحافيون الأجانب خلال لقائه بهم، لأن الملك فيصل كان يرفض إقامة علاقة مع نظام ينكر وجود الله.

وقبل رحيل الملك فيصل بن عبد العزيز، تنبأ بسقوط الاتحاد السوفياتي، وفقا لوزير إعلامه السابق، والذي ذكر أن تنبؤاته صدقت بعد 15 عاما من استشهاده. وقال الأمير خالد الفيصل: «لقد تنبأ والدي بسقوط الاتحاد السوفياتي، وصدقت تنبؤاته، كما أنه تنبأ بحدوث أمر آخر، لن أكشف عنه حتى يقع».