مدير تعليم بنات الشرقية: أقفلنا 3 مدارس أهلية لم تلتزم بالنظام وتلاعبت بنتائج الطالبات

د. سمير العمران أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارة ليست معنية بحوادث المعلمات

د. سمير العمران (تصوير: بطرس عياد)
TT

أكد الدكتور سمير العمران مدير عام التربية والتعليم للبنات بالمنطقة الشرقية انه بعد 3 سنوات لن تكون هناك مدارس مستأجرة لإدارة تعليم البنات، حيث يصل الآن عدد المدارس المستأجرة إلى 60 مدرسة، مضيفا أن هذا العدد ليس قليلاً، وانه يشكل هاجساً لوزارة التربية والتعليم.

وقال العمران في حديث لـ«الشرق الأوسط» انه ابتداءً من العام المقبل لن تكون هناك عقود لمعلمات محو الأمية، بل سيكون هناك معلمات مثبتات بوظائف مثل وظائف المعلمات المعتمدات من قبل الوزارة وستلغى وظيفة أو مسمى محو الأمية كليا، مضيفا انه يؤيد وجود أخصائية نفسية تعمل ضمن الكادر الإداري داخل المدرسة. فإلى نص الحوار.....

* العقود السنوية التي تبرم مع معلمات محو الأمية يرى البعض أنها عقود مجحفة.. كيف تراها أنت؟

ـ هناك نقص في الكوادر المطلوبة، وهذا يعود الى النقل والتقاعد وحركة الإجازات، لذلك رأت وزارة التربية والتعليم أن تسد هذا النقص بعقد مدته عام دراسي، على أن تكون نهاية العقد مرهونة بنهاية العام الدراسي، وأن يجدد عام للمعلمة الراغبة في الاستمرار بشرطين، هما أن تحصل على تقدير (ممتاز) بتغير الأداء الوظيفي، والشرط الثاني أن يكون هنالك احتياج لها، فإذا تحقق هذان الشرطان فلن يكون هنالك مانع من تجديد العقد، وشكلت لجنة من ثلاث وزارات، هي وزارة التربية ووزارة الخدمة المدنية ووزارة المالية، ورأوا بأن تستحدث وظائف بعدد العقود هذه، وأن يفتح باب المفاضلة للجميع لأنه ليس من المنطق أن يثبت هؤلاء وأناس انتهى عقدهم من العام الماضي وقد يكونون خدموا لفترة أربع سنوات ولم يتم تثبيتهم وحتى تكون هنالك عدالة سيفتح باب للجميع للاتي على رأس العمل واللاتي كن تعاقدن ولم تجدد عقودهن، وغيرهن من الخريجات الحديثات واللاتي لم يحصل لهن التعاقد عن طريق محو الأمية. كلهن يتنافسن على هذه الوظائف، وأعتقد أن هذا الأمر فيه عدالة والبقاء سيبقى دائما للأصلح.

* ولكن المشكلة تبقى قائمة ولم تحل؟

ـ لا ليست هنالك مشكلة، جاء مقترح بأن يكون هناك تثبيت وقد كان الاختلاف على من تثبت هل من هي على رأس العمل الآن أم من كانت على رأس العمل العام الماضي أم ماذا؟ ولذلك قيل بأن الوظائف لا تتسع لكل هذا الكم من المنتظرات على بند التثبيت، فقيل أن يفتح باب الترشيح للكل لكي يتنافسن على الوظائف المطروحة للتثبيت والعقد مدته عام دراسي انتهى. ولذلك يبقى التثبيت حلا لهذه المشكلة، ولكن هذه الوظائف يتنافس عليها اللاتي على رأس العمل واللاتي كن على رأس العمل العام الماضي وغيرهن كلهن يتنافسن على هذه الوظائف وهي خمسة عشر ألف وظيفة وبعد ذلك اذا ثبتت يكون لها حق مثلما لأي معلمة في أي وظيفة رسمية.

* هل ستتغير وظائف ورواتب معلمات محو الأمية في العام المقبل، وكم هو عدد العقود؟

ـ لدينا 268 عقدا لمعلمات محو الأمية كمعلمات، وفي العام المقبل لن يكون هناك عقود لمعلمات محو الأمية، بل ستكون هناك معلمات مثبتات بوظائف مثل وظائف المعلمات المعتمدات من قبل الوزارة، وستلغى وظيفة أو مسمى محو الأمية كليا، حيث سيصبح جملة الوظائف على مستوى السعودية 15 ألف وظيفة وستكون حاجة المنطقة الشرقية منها أكثر من 268 معلمة ستلبي احتياجات المنطقة من المعلمات، بينما الوظائف المطلوبة في تعليم بنات المنطقة الشرقية أكثر من 268 بكل تأكيد وقد تصل نسبتنا من المعلمات إلى 1500 معلمة، على اعتبار ان الخمسة عشر ألفا المشار اليها ستكون موزعة على كل مناطق المملكة.

* هناك إحصائية تؤكد ارتفاع معدل المعلمات السعوديات بحيث ان هناك معلمة واحدة لكل تسع طالبات.. ماذا تقول في هذا الصدد؟

ـ قد تكون هذه الإحصائية قديمة وهي قطعا ليست موجودة الآن، ولك أن تعلم بأن مديرات الإدارات إلى مديرات مراكز الإشراف إلى المشرفات كلهن محسوبات كمعلمات، ومن هنا تأتي الإشكالية لأنه ليست لدينا وظائف تعليمية ووظائف إدارية، فجميعهن محسوبات كمعلمات وهي إشكالية كبيرة نشكو منها واعتقد أن هناك دراسة معروضة على الجهات ذات الاختصاص في الخدمة المدنية تدعو بأن يكون هناك تشكيل للوظائف التعليمية، لذا يجب أن يحذف هؤلاء من الحسبة لأن الحسبة الصحيحة يجب ان تكون للمعلمات اللاتي يدرسن فقط في الفصول الدراسية للطالبات.

* كيف تتعاملون مع إجازات الأمومة ورعاية المولود؟

ـ هذه الظاهر مقلقة بالنسبة لنا، وينبغي أن لا تعامل المرأة كما يعامل الرجل من حيث الإجازات، نحن لدينا إشكالية في قضية الوضع العام في الإجازات الاستثنائية وإجازات مرافقة الزوج فينبغي أن يكون النصاب المعطى للمعلمة أقل من النصاب الذي يعطى للمعلم. ومن الإجحاف أن تحاسب المعلمة بعدد الساعات التي يحاسب بها المعلم في عدد ساعات الأسبوع من حيث الحصص وكذلك في الإجازات. ومن جانبنا رفعنا تصوراتنا ومرئياتنا عن إجازة الأمومة ورعاية المولود وبعض الملاحظات الى الوزارة وعرضه على وزارة الخدمة المدنية.

* هل تشكون من نقص في بعض الكوادر؟

ـ لدينا نقص في الكوادر في عدد من التخصصات مثل الرياضيات والفيزياء والحاسب الآلي.. نقص في مدارس الدمام ومدارس الخبر، والنقص يؤدي الى التكدس في الفصول لعدم وجود الكوادر التي تغطي كل الاحتياجات وهنالك معالجات ولكننا نقول في النهاية ان النصاب الذي يعطى بسبب هذه الإجازات أكثر مما يجب.

* ما هي أسباب الكثافة الطلابية في بعض المدارس؟

ـ لدينا كثافة تصل إلى 20% أو 30% في بعض المدارس في الدمام ويعود مردها الى وجود بعض الأحياء المأهولة بالسكان والتي نواجه فيها مشكلة أزلية تتمثل في اصرار ولي الأمر على ان تكون ابنته في نفس المدرسة التي تقع في الحي الذي يسكن فيه بوصفه الأحق من غيره.

* لكنه حق مشروع لأي طالبة بان تدرس في نفس الحي الذي تسكن فيه؟

ـ نعم نحن لا نقول عكس ذلك، لكن فتح مدرسة يحتاج إلى أولويات وهي ليست قضية مدرسة أو معلمة وليست قضية مبنى، بل تترتب عليها أشياء كثيرة لحل الإشكاليات القائمة والتي تشكل الكثافة الطلابية في المدارس بالدرجة التي تجعل الفصل الواحد به أكثر من 40 طالبا أو طالبة.

* كم مدرسة مستأجرة في المنطقة الشرقية، وإلى متى ستبقى الوزارة تعتمد على المباني المستأجرة للمدارس؟

ـ هناك 60 مدرسة ويعتبر هذا العدد ليس قليلاً، نعمل الآن على وضع خطة استراتيجية مقننة ستضع حدا فاصلا للمباني المستأجرة التي تقوم عليها المدارس وسوف نصل في عام 1432ه- إلى اكتفاء ذاتي من المباني المستأجرة وستكون كل مدارس المنطقة الشرقية مباني خاصة مؤهلة تملكها الدولة لاستيعاب الطلاب في مختلف المراحل وهذه الآلية سوف تغنينا عن الكثافة التي تعج بها المدارس، وتحل لنا إشكالية توزيع جهود المعلمات في مدارس صغيرة بحيث يجتمعون في مدرسة واحدة لتوزيع عدد النصاب وسوف تكون الفصول مريحة للطلاب والمدرسات.

* أين وصل المشروع السكني للمعلمات في المناطق النائية للحد من الحوادث المرورية التي تقع للمعلمات؟

ـ وضع استبيان للمعلمات الراغبات في السكن في المشروع الإسكاني في المناطق النائية التي تبعد عن المدن ولكننا فوجئنا بأن معظم المعلمات المعنيات بالأمر لا يرغبن في السكن في تلك المجمعات وقد أقدمنا على هذه الخطوة المسبقة حتى لا نقوم بإهدار الأموال العامة لأننا إن أقمنا المساكن قبل ان نسأل المعنيين بالأمر وتفاجأنا بعد ذلك بالرفض فسنكون قد ساهمنا في إهدار المال العام فيما لا طائل منه ولا نفع، ولذلك أقدمنا على هذه الخطوة قبل ان نبدأ في المشروع ففوجئنا بالرفض للفكرة من أساسها وتبين انهن لا يحبذن الفكرة فكان لا بد من صرف النظر عنها رغم أن تفكيرنا كان ينصب في توفير الراحة وتهيئة المناخ المناسب للمعلمات.

* حوادث المعلمات باتت ظاهرة مزعجة ومؤلمة كيف تتعاملون معها؟

ـ الوزارة ليست معنية بهذه الحوادث ودورنا في هذا الصدد يتمثل في عدد من النقاط أولا بأن نوجه جهة الاختصاص بأن لا تعين المعلمة إلا في المكان الذي تقطن فيه بقدر الإمكان، لأن ذلك يقلل تلقائيا من كثرة الحوادث خاصة في التعيين الجديد. ثانيا أن أشدد على كل المعلمات بأن تكون وسيلة المواصلات التي يتنقلن بها وسيلة آمنة تتوفر بها كل سبل السلامة. ثالثا أن يكون هنالك تعاون وثيق مع رجالات المرور لمراقبة الطرق البرية السريعة وحث السائقين على الالتزام بقوانين المرور وعدم القيادة في الظروف غير الطبيعية مثل الضباب والمطر وما إلى ذلك، هذا اقصى ما نفعله من الاحترازات.

* هل تفكرون في التعاقد مع شركات خاصة لنقل المعلمات في المناطق النائية وغيرها؟

ـ هناك شركة الناغي لنقل الطالبات في المنطقة الشرقية، وكذلك في الرياض وجدة والقصيم والمدينة المنورة. أما فيما يتعلق بنقل المعلمات، سواء كان ذلك في المناطق النائية أو في مناطق العواصم الكبيرة فإن الأمر يخضع للمعلمة، حيث ان دورنا دور توجيهي داخل المدرسة من أجل الحفاظ على سلامة المعلمات والطالبات معا، ويأتي بعد ذلك دور ولي الأمر ودور رجالات المرور وهي ادوار مكملة في الحفاظ على سلامة المعلمة والطالبة على حد سواء.

* هناك عدة قضايا منظورة في ديوان المظالم الشرقية ضد إدارة تعليم البنات هل تحدثنا عن تلك القضايا؟

ـ لا ليست لدينا قضايا، بل هي قضية واحدة وصدر حكم لصالحنا وهي قضية مجمع مدارس الأمير محمد بن فهد.

* وماذا عن قضية إحدى المدارس الأهلية المنظورة في الدائرة السادسة عشرة في ديوان المظالم، وماذا عن إقفال عدة مدارس أهلية؟

ـ صحيح هناك قضية منظورة من قبل إحدى المدارس الأهلية وهناك مدارس لم تلتزم بالنظام أو التلاعب بنتائج الطالبات وقمنا بإرسال خطاب بهذا المعنى بعدم التزامها بالنظم الموضوعة وصدر أمر من وزير التربية والتعليم بإغلاق تلك المدارس.

* وكم عدد تلك المدارس؟

ـ 3 مدارس أهلية.

* ماذا عن الهيكلة الإدارية الجديدة؟

ـ هيكلة ادارة تعليم البنات في المنطقة الشرقية تعاني الترهل ولكن في الهيكلة الجديدة، جمعت الكثير من الأقسام والشعب في إدارة وهذا يلغي الازدواجية في العمل.

* أنشأتم فريق دعم فنيا لصيانة الحاسب الآلي داخل المدارس ماذا عن هذا المشروع؟

ـ يعتبر فريق الدعم الفني أول فريق دعم فني نسائي في إدارات التعليم في السعودية، وهو فريق يتكون من 6 فتيات يقمن بتغطية مدارس المنطقة الشرقية حسب الاحتياج، وهن يحملن شهادة البكالوريوس في نظم الحاسب الآلي، ونحن بصدد تطوير الفريق لتصبح في كل مدرسة موظفة لصيانة الحاسب الآلي خلال السنوات المقبلة في مدارس البنات وقت الدوام وفي حضور الكادر الإداري والحفاظ على سرية المعلومات الموجودة وجودة العمل.

* قامت إدارة التعليم قبل فترة بإنشاء خدمة 700 لمعرفة نتائج الطالبات وكانت حصة شركة الاتصالات من الخدمة تبلغ 50% و25% للشركة المشغلة بينما كانت حصتكم 25%، كيف تعاملتم مع تلك الأموال ولماذا لم تعد الفكرة مرة أخرى؟

ـ كانت الفكرة قبل أربع سنوات وكان المقصود بها خدمة الطالبة، ولم يتحقق أي مردود مادي وقدمنا الخدمة مجانية من خلال الانترنت والمدارس، ولم نكرر التجربة لأنها لم تكن ذات جدوى وكان الهدف خدمة الطالبات اللاتي خارج المنطقة ولم يتمكن من معرفة نتائجهن.

* هناك مطالب لإضافة مادة التربية الرياضية في جميع المراحل الدراسية لأهميتها في تنمية الطالبة عقليا وجسديا وروحيا، وكذلك توفير اختصاصية نفسية في كل مدرسة فهل تؤيدون ذلك؟

ـ إدخال مناهج ومواد دراسية ليس لنا بها صلة فهي تأتي من قبل الوزارة ونحن جهة تنفيذية، ولم ترد أي طلبات من الإدارات ولا من المدارس وليس هناك أي مقترح من قبل أولياء أمور الطالبات، ولو جاء طلب لرفعنا ذلك للوزارة، أما بالنسبة إلى وجود اختصاصية نفسية في جميع المدارس فانا أؤيد وجود اختصاصية نفسية تعمل ضمن الكادر الإداري داخل المدرسة.

* هناك حديث من قبل مصدر مسؤول في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الشرقية يفيد بأن تقديم مواعيد خروج طالبات الثانوية عند نهاية كل فصل دراسي أو عند استئناف الدراسة في اعقاب العطل الرسمية يسبب حالة من الفوضى وتكثر فيه حالات الخلوة غير الشرعية، فما رأيكم بذلك؟

ـ نحن في المجلس التعليمي في المنطقة الشرقية قررنا بان تكون مواعيد دوام وخروج مدارس البنات يسبق دوام الطلاب بربع ساعة وكذلك مواعيد الخروج، بحيث يصلن إلى بيوتهن دون مضايقة لهن، ولا تخرج الطالبة من المدرسة قبل نهاية الدوام الرسمي، سواء في فترة الاختبارات أو غيرها إلا مع ولي أمرها، أو مع حافلة المدرسة، وبعد ذلك نحن لسنا مسؤولين عن ما يحدث في الشارع.

* ما هي خططكم المستقبلية في تطوير عملية التعليم في المنطقة الشرقية؟

ـ نسعى إلى إنهاء معاناة المباني المستأجرة وذلك سيكون بعد 3 سنوات، وكذلك نحن بصدد ان يكون تعامل الإدارة مع المدارس اليكترونيا في جميع التعاملات وسيتم ذلك بالتعاون مع معهد الإدارة في المنطقة الشرقية خلال السنتين المقبلتين، كما نطمح ان ننتقل من التعليم التلقيني إلى التعليم التشاركي وهناك عدة أفكار مطروحة بحيث تكون المدرسة جاذبة.