انتقد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أداء وزارة الحج في المواسم السابقة، معتبرا أنها تستنفد طاقاتها خلال مواسم العمرة مما يفقدها القدرة على تنفيذ البرامج الجديدة أو تلافي أخطاء المواسم التي وصفها بـ«المتكررة» كل موسم.
ودعا الأمير خالد الفيصل، خلال افتتاحه ورشة عمل عن تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بمنتجع درة العروس بجدة البارحة، إلى أن تكون هناك أنظمة وأسس ومشاريع وشركات ومؤسسات تقوم بعمل الوزارة، معتبرا أن الوقت حان للقيام بهذا الأمر.
وقال أمير منطقة مكة «من المؤسف جداً أن يكون أقدم مرشد سياحي وأقدم خبير خدمات وأقدم مؤسسات في العالم في هذا المضمار لا يزالون حتى اليوم يحاولون تلمس كيفية خدمة ضيوف الرحمن في هذا البلد، فقد سبقتنا الأمم في السياحة وفي خدمة السياح وهذه الصناعة لديهم حديثة العهد لم تتعد 100 سنة في حين مرت آلاف السنين على إنسان هذه المنطقة وهو يمارس هذه الخدمة».
وأضاف «إننا في كل عام نواجه خدمة الحجاج وكأننا نواجهها للمرة الأولى والمؤسف أننا بحلول شهر رمضان نستنفر كل قوانا وكل إمكاناتنا، وكأننا نفعلها للمرة الأولى ومن المؤسف أننا نترك الأمر كل شهور السنة ونتنبه لهذا الأمر قبل الموسم بشهرين أو ثلاثة».
واقترح الأمير خالد الفيصل أن على وزارة الحج وضع خطط وبرامج للخمسة أو العشرة مواسم المقبلة، مطالبا المسؤولين بضرورة قيام العاملين في الوزارة بالعمل خلال موسم الحج وتفكيرهم يتطلع للموسم المقبل.
وتساءل الفيصل بتعجب عن كيفية صرف الأموال التي تقدمها الدولة لخدمة ضيوف الرحمن وقال «ونحن لا نجد وسائل نقل للحجاج، ولا نجد وسيلة لفك الاختناقات في الطرق وفي المشاعر وفي الشوارع من وإلى الحرم والمشاعر أيضاً والمدينة، ونواجه المشكلة في كل عام بنفس الأسلوب».
واستطرد «لماذا نواجهها بنفس الأسلوب ولماذا لا نطورها أو نغيرها أو نستبدلها بأحسن منها؟، آن الأوان لأن ننتقل إلى المستوى الذي يريده لنا الملك عبد الله وولي عهده ورئيس لجنة الحج العليا ورئيس هيئة تطوير منطقة مكة والمدينة والمشاعر المقدسة».
ووضع أمير منطقة مكة المكرمة جملة من الأسئلة أمام المشاركين بورشة العمل، التي يجب حلها، قائلاً «لماذا يبقى الحاج أربع وخمس ساعات في المطار، ولماذا يمر بعدة أشخاص حتى يخرج من المطار ويركب حافلته متوجهاً لمكة وكذلك الحال في نهاية الحج؟». كما طرح الفيصل السؤال الذي يعد المشكلة الكبرى والمتكررة سنويا في الحج، بسؤاله «لماذا نرى الحجاج وهم يفترشون الأرض في منى وفي عرفات ومزدلفة وفي مكة؟».
يشار إلى أن وزارة الحج تنظم في كل موسم عدة ورش عمل بمدن البلاد المختلفة، لوضع التصورات والخطط لموسم الحج المقبل.