«تحلية المياه»: الأسعار العالمية رفعت تكاليف إنتاج المياه في المحطات السعودية

أكدت أن التسعيرة النهائية لن تؤثر على المستهلك

TT

كشف المهندس أحمد العريفي، مدير عام الأبحاث وتقنيات التحلية بالمؤسسة العامة لتحلية المياه، أن تكلفة إنتاج المياه المحلاة بدأت في الارتفاع في الفترة الأخيرة، بسبب الارتفاع الذي تشهده أسعار المعادن عالمياً، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود منذ فترة.

وأكد العريفي لـ«الشرق الأوسط» ان هذا الارتفاع لن يكون له تأثير في التسعيرة النهائية للمستهلك، مشيراً إلى أن هذه التسعيرة تخضع لتقييم وزارة الماء والكهرباء ودور المؤسسة ينحصر في عمليات الإنتاج فقط، كما أكد أن المؤسسة العامة لتحلية المياه تسعى لتلافي هذا الارتفاع من خلال بناء محطات تحلية أكبر واستخدام أيد عاملة أقل.

وقال العريفي ان متوسط تكلفة انتاج المتر المكعب للماء المحلى في السعودية ريالان، معتبراً هذه التكلفة معقولة، مشيراً إلى أن تكاليف الإنتاج تخضع لعدة عوامل منها حجم المحطة وعدد الأيدي العاملة التي تقوم بتشغيلها.

وبين العريفي أن بعض محطات التحلية السعودية تعمل بأعلى من الطاقة التي صممت لأجلها، مؤكداً أن ذلك يعود إلى الأبحاث التي تجريها المؤسسة لتطوير التقنيات الحالية في هذه المحطات، وابتكار تقنيات جديدة. وأشار العريفي الى أن المحطات التي تجاوزت العمر الافتراضي لها، تم تمديد أعمارها لفترات تصل إلى 15 سنة، بسبب إجراء بعض التعديلات عليها، وتطوير عمليات التشغيل والصيانة بها. وتدشن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة اليوم تجارب استخدام تقنيات النانو في عمليات التقطير المتعدد التأثير، وذلك عبر مشروع بحثي مشترك لمدة ثلاث سنوات، بين المؤسسة ومركز تطوير إعادة استخدام المياه الياباني بمقر معهد أبحاث المياه المالحة التابع للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بمدينة الجبيل.

وذكر العريفي، أن هذه التقنية الجديدة، سترفع من كميات المياه المحلاة لأنها ستقلل من تأثير الأملاح في الماء، مضيفاً أن هذه التقنيات ستمكن المحطات التي تعتمد على التحلية بالحرارة من رفع درجات حرارة الماء إلى أكثر من 130 درجة، مما يعني أنها ستنتج كميات أكبر من الماء بواسطة هذه التقنيات، مع تراجع في تكاليف الإنتاج.

المشروع البحثي الذي يعتمد على دمج المعالجة الأولية بأغشية النانو مع عمليات التقطير المتعدد التأثير المصحوبة بضغط البخار، يجرى عن طريق إقامة أبحاث منفصلة تجريها كل جهة في المرافق التي تديرها، بعدها تحدد فترات لدراسة نتائج سير البحث وتبادل الخبرات. وبين العريفي أن المشروع سينتج تقنيات مهمة للعمليات التي تجرى على المياه قبل تحليتها، مبيناً أن معهد أبحاث التحلية برع في إنتاج تقنيات حديثة خفضت تكاليف الإنتاج في مؤسسة التحلية بنسب ملحوظة، بالإضافة إلى زيادة في كمية المياه المحلاة، وكان معهد تحلية المياه بمدينة الجبيل قد نشر 450 بحثاً وحاز 5 براءات ابتكار، منها براءتان حول تقنية أغشية النانو، يجري تسجيلهما في عدد من الدول.

وسيرعى تدشين المشروع، محافظ المؤسسة فهيد بن فهد الشريف وبحضور مدير مركز تطوير إعادة استخدام المياه الدكتور تاكاجي أكيا وعدد من كبار المسؤولين بالمؤسسة وعدد من الشركات اليابانية، وممثلين لعدد من الجهات داخل المملكة مثل هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركة ارامكو السعودية وشركة مرافق وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود وجامعة الفيصل وجامعة الملك عبد العزيز.