قرى جازان الحدودية تشتكي غياب الخدمات الرئيسية

«الكهرباء» دعت إلى السداد و«الصحة» بررت بالزحام و«البلدية» قدمت الجوائز

TT

تواجه المناطق الحدودية جنوب السعودية ضعفا في الخدمات العامة اسهمت ـ وفقا للسكان ـ في انقطاع العديد من المواقع عن التواصل مع بقية التجمعات السكانية، وبعضها في منطقة جازان التي تأثرت بالسيول والامطار، فظل سكانها يعانون من انقطاع الكهرباء، وهرعوا الى ظلال الشجر بحثا عن ظل يقيهم من حرارة الطقس، بينما عادوا الى الانارة عبر «الفوانيس» القديمة.

واشار عدد من المواطنين الى ان غياب مشاريع شبكات المياه التي لا توجد الا في نطاق محدود بقلب المحافظة خلق سوقا رائجة لاصحاب الوايتات التي تزدحم من الفجر على آبار المياه لبيعها للمستفيدين بأسعار متفاوتة تخضع لامزجتهم.

ويصف احد مديري المدارس عملية الاتصال الهاتفي بالمعاناة ويقول ان القرى ليس بها هواتف ثابتة مع غياب تام لشبكة الجوال رغم النمو السكاني والعمراني المتزايد ووجود الادارات الحكومية الامر الذي حول بعضها الى مدن صغيرة، وقال ان الطرق وخدمات النقل والمواصلات فتعتبر معاناة أخرى للاهالي، حيث تصعب على الدارسين مواصلة تعليمهم لعدم توفر المواصلات وسوء تمهيد الطرق وجريان السيول لكثرة الاودية التي تشكلها حركة السيول.

خدمات الصحة لا تزال عاجزة ـ وفقا لعدد من السكان ـ نسبة لبعد المستشفيات واقسام الطوارئ التي قد تبعد عن بعض القرى مسافة ساعتين او اكثر من المناطق الحدودية والجبلية، كما أن المستشفيات رغم بعدها فإنها عادة ما تكون مكتظة بالمراجعين، فضلا عن قلة توفر الكفاءات من الاطباء والطبيبات، سواء كانوا سعوديين أو اجانب في جميع التخصصات الطبية، مما ادى الى وقوع العديد من حوادث الاخطاء الطبية المفضية الى الوفاة، خاصة لضحايا حوادث الطرق التي تعاني من بطء الانقاذ وبعد المسافات بين القرى والمستشفى الوحيد بالمنطقة.

من جانبه أوضح ابراهيم الجبيلي، مدير مستشفى صامطة العام، في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان التقصير في الخدمات الطبية ناتج عن الازدحام المستمر على طوارئ وعيادات المستشفى من كثرة الحوادث وارتفاع الحالات الاسعافية، مشيرا الى ان مستشفى صامطة العام يستقبل كل مرضى ومراجعي القطاع الجنوبي، بالرغم من وجود مستشفيي الموسم والاحد العام، ونحن في انتظار اكتمال ما تبقى من مستشفى الحرث الذي سيفتتح في القريب العاجل الذي سيخدم نحو 300 قرية.

وأعرب عدد من السكان عن تخوفهم من التأثيرات السالبة لعدم وجود حاويات للنفايات في القرى، الامر الذي قد يسبب تلوثا بيئيا في القرى جراء تجمع تلك المخلفات امام المنازل واجتذاب الحشرات والقاذورات والجراثيم المسببة للامراض، الى جانب المصانع ذات المواقع العشوائية غير المخطط لها التي اصبحت ملوثا لقربها من القرى.

وفيما طالب المواطن يحيى علي زيلعي بتوفير مرمى مخصص للنفايات بعيد عن التجمع السكاني، قال عبد الله العلياني، رئيس بلدية الحرث لـ«الشرق الأوسط» ان البلدية تسعى لتوفير الخدمات من انارة للقرى وسفلتة الطرق مع التركيز على النظافة، ونعمل على اشراك السكان في هذه الامور، وفي هذا الصدد قدمنا جائزة للبيت النظيف، وها نحن نحاول الوصول لتقديم كل ما يهم مواطني هذه القرى.

واشار الى وجود ميزانية خاصة لمشاريع الخشل وتشغيل المسلخ الجديد، اضافة الى تنظيف وتنسيق حديقة ومتنزه (وادي الدحن) وقد بدا مسح الارض التي في العين الحارة لتكون حديقة ومتنزها والعابا وملاهي للاطفال، مفيدا أن قضية النفايات محل اهتمام، حيث ان هناك عمالا للنظافة يعملون طوال الاسبوع.

من جانبه طالب المهندس ابو الحسن الحدادي، مدير مكتب شركة الكهرباء بالخشل بمحافظة الحرث الحدودية في رد لـ«الشرق الأوسط»، السكان بضرورة الترشيد في الكهرباء والاهتمام بتسديد الفواتير حتى لا ينقطع الامداد عنهم.