فريق طبي ينجح في «استيلاد» طفل سليم من زوجين حاملين لـ«الثلاسيميا»

في أول عملية من نوعها في الشرق الأوسط

TT

أجرى فريق طبي بمستشفى سعد التخصصي في مدينة الخبر شرق السعودية، استيلاد طفل سليم تماما، لزوجين سعوديين حاملين لمرض وراثي يطلق عليه اسم (بيتا ثلاسيميا) باستخدام تقنية أطفال الانابيب رغم قدرة الزوجين على الإنجاب بشكل طبيعي. وتقدر احصاءات طبية عدد الحاملين لمرض (بيتا ثلاسيميا) غير المصابين في المنطقة الشرقية بـ40 في المائة وهو أكثر أمراض الدم الوراثية انتشارا في السعودية.

وأوضح الدكتور علي الحلاني مدير معمل التحليل الوراثي بمستشفى سعد التخصصي، وأحد افراد الفريق الطبي، أن هذه العملية، ستساعد كثيراً على ولادة أطفال سليمين لآباء حاملين للمرض. وأصدرت الجهات الرسمية في السعودية في الخامس والعشرين من مارس (آذار) الماضي قراراً يلزم وزارة العدل بعدم إتمام عقود الزواج للحاملين لأمراض الدم الوراثية، الذين يتوقع أن ينجبوا أطفالاً مصابين في المستقبل، وتقدر دراسات ميدانية عدد المصابين بمرض الثلاسيميا في السعودية ما بين 2 إلى 3 في الألف من تعداد السكان، وتعتبر محافظتا الأحساء والقطيف في المنطقة الشرقية ومنطقتا جازان والمدينة المنورة، الأعلى في تسجيل حالات الإصابة بأمراض الدم الوراثية. وقال الفريق الطبي: إن النجاح الذي تحقق في هذه العملية، يفتح الأمل لذوي الأطفال المصابين بالأمراض الوراثية، في التحكم في عملية الإنجاب، واختيار إنجاب أطفال غير مصابين بهذه الأمراض، كما أن هذه الطريقة ستكون الأكثر فاعلية في إنتاج خلايا جذعية من داخل الأسرة لعلاج أفرادها المصابين بتلك الأمراض وبنسب نجاح عالية، حيث تعتبر من أفضل فرص العلاج بالخلايا الجذعية. وتعد هذه العملية هي الأولى التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت الأنسجة متطابقة تماما وبنسب تتجاوز الـ 99 في المائة، بين الطفل الواهب للخلايا الجذعية والمستقبل أخته المصابة، وجاءت الفكرة عندما عرض الفريق الطبي على الزوجين إنجاب طفل ثالث بطريقة طفل الأنابيب، للحصول على خلايا جذعية لعلاج أخته المريضة بالثلاسيميا.

يقول الزوج علي رسول الخنيزي: تزوجت قبل أن يشترط على المتزوجين ضرورة الفحص قبل الزواج، وأنجبت طفلتين الأولى سليمة والثانية مصابة بمرض الثلاسيميا، ويضيف: فكرت أنا وزوجتي في التوقف عن الإنجاب خوفاً من إنجاب المزيد من الأطفال المصابين بالمرض.

وكان الفريق الطبي قد أجرى، تجربة التلقيح خارج الرحم لـ 16 بويضة، معتمداً على تقنيات التشخيص المعملي الوراثي PGD وأطفال الأنابيب (IVF) ليحصل الفريق على 14 بويضة مخصبة، وبعد 48 ساعة تم فحص البويضات التي تم تلقيحها للتأكد من خلو الطفل القادم من المرض، ووجد الفريق أن بويضتين فقط يمكن أن تعطيا طفلا سليما من الأمراض الوراثية، وتم زرع احداهما في رحم الأم بعد اليوم الثالث. العملية لم تكتمل حتى الآن، حيث سيكون على الطفلة المصابة زراعة نخاع الدم باستخدام الخلايا الجذعية التي حصلت عليها من دم الحبل السري لأخيها، والتي نقلت إلى بنك للخلايا الجذعية خارج السعودية، وستجرى عملية الزراعة في وقت لاحق في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، بحسب الفريق الطبي. فيما أكد الدكتور إلياس فاضل، استشاري أمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظم، بمستشفى سعد التخصصي، أن الطريقة المتبعة في الكشف ما قبل الزواج ليست كافية، لكشف أمراض وراثية تظهر على الأبناء في المستقبل، وقال: لا بد من تطوير تقنيات وطرق كشف ما قبل الزواج لتلافي هذه الأمراض مستقبلياً. وبين الدكتور مصطفى حسين والدكتورة سهام العاكوم، استشاريا الحمل والانجاب وعضوا الفريق الطبي، أن الاقتراح باللجوء إلى تقنية أطفال الأنابيب (IVF)، بالرغم من قدرة الزوجين على الإنجاب الطبيعي، كان لضمان التمكن من اكتشاف الجنين المصاب واستبعاده في وقت مبكر، واختيار الجنين الصالح، غير المصاب، والمتكافئ في الأنسجة مع الأخت المصابة المطلوب علاجها، والثالث: استخلاص الخلايا الجذعية من الحبل السري وحفظها بطريقة مناسبة من أجل استعمالها لاحقًا في عملية الزراعة المخطط لها.

وفي شأن آخر، أمنت وزارة الصحة علاج أكسجيد Exjad ومساه أقراص Deferasirox لعدد 19 مريضا مصاباً بالثلاسيميا بمبلغ وقدره 247.8 ألف ريال وذلك تنفيذا لتوجيهات وزير الصحة الدكتور حمد المانع.

واوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني انه سيتم تأمين 15000 قرص من التركيز 125 ملغم و14000 قرص من التركيز 250 ملغم بتكلفة إجمالية قدرها 960 ألف ريال عن طريق الشراء المباشر، مؤكدا انه سيتم طرح المستحضر ضمن ملحق الادوية رقم 30 بما يغطي احتياج المرضى لمدة عام.

واشار إلى ان الوزارة تقوم بتأمين مستحضر بديل ويغطي جميع الاستخدامات العلاجية عند الاطفال والبالغين وذلك بناء على توصية اللجنة العلمية لتحديث دليل أدوية الوزارة حيث أوصت اللجنة بأن كلا المستحضرين لهما نفس الاستخدام لعلاج الثلاسيميا ويمكن استخدام احدهما بدلا عن الاخر.