دراسة: السكتة القلبية تحصد أرواح 6% من سكان الرياض

«تخصصي الرياض» يتهيأ لإطلاق دراسة حول الموت الفجائي في السعودية

TT

كشفت مصادر طبية أن معدل وقوع حالات الموت الفجائي «السكتة القلبية» في مدينة الرياض يصل إلى 6 في المائة لمن هم فوق سن الأربعين عاما، حيث يرى فريق طبي في دراسة أعدت أن ارتفاع معدل حدوث هذه الوفيات في المجتمع أمر يستلزم القيام بدراسة مفصلة ودقيقة.

ويتزامن البدء في هذه الدراسة مع إطلاق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض برنامجاً لدراسة حالات الموت الفجائي في السعودية، يتم من خلاله إجراء الدراسات والبحوث الجينية للعائلات التي حدثت لديهم وفيات من هذا النوع، في الوقت الذي يستعد المستشفى إلى إجراء دراسات ميدانية بالتعاون مع عدد من المؤسسات الصحية لتحديد حجم المشكلة في مختلف مناطق البلاد. ويهدف البرنامج إلى دراسة حالات الموت الفجائي في المجتمع السعودي لرصد معدل هذه الوفيات وأسبابها وفعالية الإسعافات الأولية لمعالجة السكتة القلبية حال حدوثها، إضافة إلى معرفة الأشخاص المعرضين للموت الفجائي قبل حدوثه للتقليل من هذا الخطر أو إزالته، خاصة أن هناك أطباء وباحثين في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يعكفون بالتعاون مع نظرائهم في جامعة الملك سعود ووزارة الصحة على تعميم هذه الدراسة ونقلها إلى مشروع وطني يدرس المشكلة على المستوى البيئي ويعنى بتدريب العاملين بالمجال الصحي للتعرف على هذه الحالات قبل فوات الأوان، ونشر الوعي في المجتمع بشكل عام.

من جهته أوضح الدكتور ماجد الفياض، رئيس فريق الدراسة استشاري كهربائية القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي لـ«الشرق الأوسط» أن الموت الفجائي، أو ما يعرف بـ«السكتة القلبية» يعرف طبيا بأنه الموت في غضون 60 دقيقة من بداية ظهور الأعراض دون وجود سبب واضح للوفاة. وأشار الدكتور الفياض إلى أن جلطات القلب الناجمة عن انسداد الشرايين تعد العامل الأكثر شيوعاً لحدوث حالات الموت الفجائي وتحدث لمن تجاوزوا سن الأربعين في معظم الأحيان، في حين أن نحو 25 في المائة من الحالات يكون لها أسباب أخرى، بيد أنها تحدث لمن هم دون سن الأربعين، ما يجعل صدمة مثل هذا الحدث اكبر وأشد تأثيرا. وبين الدكتور الفياض أن البرنامج سيشتمل على دراسة ميدانية لمدة ثلاثة أعوام بهدف معرفة أسباب الظاهرة ومعدل حدوثها في المجتمع، إلى جانب دراسة الجينات المسببة للأمراض التي ينتج عنها الموت الفجائي، مضيفاً أن فريق البحث ممثلاً بالدكتور عبد العزيز بن سعيد رئيس قسم طب العائلة بجامعة الملك سعود أجرى دراسة مبدئية لحالات الموت الفجائي في مدينة الرياض تبين أن معدل حدوثها يصل إلى 6 في المائة، مما يشير إلى ارتفاع معدل حدوث هذه الوفيات في المجتمع، الأمر الذي يستلزم القيام بدراسة مفصلة ودقيقة، لافتاً إلى أن الفريق البحثي اختار منطقة القصيم لعمل الدراسة الميدانية المقبلة بالتعاون مع وزارة الصحة ممثلة بالشؤون الصحية في المنطقة. ويعكف الباحثون في مركز الأبحاث التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي بدراسة الجينات المسببة لأمراض القلب، وبالذات حالات الموت الفجائي، حيث ستتم دراسة العائلات التي تكثر فيها حالات الموت الفجائي لمعرفة حقيقة الخلل الجيني عن طريق أخذ تحاليل لجميع أفراد العائلة.

وقال الدكتور الفياض «إن من الثابت علمياً أن الجينات الحاملة للصبغات الوراثية تحمل في طياتها الكثير من أسرار الأمراض الشائعة بيننا، ومن المسلم به أيضاً أن هذه الجينات تختلف من مجتمع إلى آخر، ومن المهم أن نبحث في الخصائص الوراثية الخاصة بمجتمعنا». وبين أن مركز الأبحاث في المستشفى التخصصي قام خلال الفترة الماضية بدراسة عدد من العائلات السعودية وتم تشخيص ومعرفة الخلل الجيني المسبب للمرض، وتبين أن بعض هذه الجينات تكتشف لأول مرة. موضحاً أنه تم تشخيص عائلات سعودية بمتلازمة (بروغادا).