دورة عن صناعة الأفلام تفتح الطريق أمام إنشاء معهد تمثيل سعودي

أولى ثمراتها فيلم باللهجة الحجازية لمدة ساعة

جانب من الدورة التي تقام في مدينة جدة «الشرق الأوسط»
TT

بدأ 18 شابا سعوديا تتراوح أعمارهم بين الـ17 والـ 25 عاما في وضع اللمسات الأخيرة لفيلم سعودي درامي باللهجة الحجازية، مدته ساعة واحدة بكادر سعودي 100 في المائة، بدءا من السيناريو والمونتاج والإخراج والتمثيل والتصوير، وبإنتاج يقدر بسبعين ألف ريال، إضافة إلى بدء تنفيذ مسلسل درامي من 30 حلقة يأملون في عرضه بشهر رمضان ويقدر إنتاجه بـ 200 ألف ريال.

هؤلاء الشباب هم حصيلة دورة «كيف تصنع أفلامك» المنظمة من قبل مشروع (الشباب بناء.. وعطاء) بالتعاون مع إدارة تعليم جدة. يشرح سمير السقا المسؤول عن وحدة الإعلام بمشروع «الشباب بناء وعطاء» مراحل الدورة بأنها شملت 4 دورات على ثلاث مراحل وتطرقت الدورة إلى تدريب الطلاب والشباب على مراحل صنع الأفلام، وذلك من خلال تعلم كتابة السيناريو والتصوير التلفزيوني والمونتاج والإخراج التلفزيوني، وكان لكل دورة يوم واحد واستمرت لمدة أربعة أيام، لتبدأ المرحلة الثانية والمستمرة لمدة 6 أيام خصص لكل دورة يومان للبدء بالاحتراف والتطبيق ولنصل بعدها إلى المرحلة الثالثة في إنشاء وتكوين فريق إعلامي سعودي شبابي تطوعي يجيد كل واحد منهم التخصص الذي اختاره في الدورة.

وحول هدف دورة «كيف تصنع أفلامك» يقول السقا بكلمات متفائلة وحالمة «نريد أن يتعلم ويتقن الشاب السعودي مثل هذه الأعمال الفنية والجمالية، التي باتت مهمة اليوم، خاصة في وقت صار يطالب الكثير بدور سينما وإنتاج أفلام ومسلسلات سعودية».

ويكمل الحديث نيابة عنه المنسق العام للمشروع الدكتور عبد الوهاب نور ولي بأن هذه الدورة تأتي في سياق منهجية عمل مشروع (الشباب بناء.. وعطاء) الهادفة إلى إبراز المبادرات الشبابية في المجال الإعلامي وتنمية الإبداع والحس الفني لدى الشباب وبناء قدراتهم وتحفيزهم على الابتكار، وغرس ثقافة الاتصال الجماهيري والتواصل الإنساني عن طريق العمل التلفزيوني والمساهمة في الحدّ من ظاهرة البطالة. ويضيف نور ولي «إقامة هذا النوع من الدورات وورش العمل، خاصة في مجال صناعة الأفلام مهمة جدا، حيث يلعب الفيلم دوراً مهماً في مجال الثقافة الإنسانية المعاصرة، وحث الشباب السعودي على ولوج هذا المجال الإبداعي واتخاذه وسيلة من وسائل التعبير المهمة والفاعلة تمكنهم من نقل وتجسيد ما يدور في بيئتهم».

ويشير السقا الى من قام بتعليم والإشراف على هذه الدورة نخبة من روادها في السعودية مثل السيناريست عاطف بكر، والمصور عماد، والمونتاج أحمد زهران، والإخراج كان من إشراف ياسر أحمد وصلاح نديم.

السقا يحلم بإنشاء معهد للتمثيل ليتعلم فيه كل من يحب هذا الفن من دون الاعتماد على الهواية فقط دون دراستها واجادتها بكل عناصرها ويقول «قبل أن نطالب بافتتاح دور سينما في السعودية علينا بالارتقاء بالفن السعودي وبكل عناصر الفريق، لذلك فكرنا بهذه الدورة التي ستستمر لحين إنشاء معهد أو أكاديمية خاصة في يوم من الأيام بدل أن نصور أفلامنا السعودية بكاميرات ديجيتال أحرجتنا كثيرا».

وبسؤاله عن سبب غياب الفتيات السعوديات أجاب قائلا «ومن قال ذلك؟ الدورة المقبلة ستشمل الذكور والإناث، ولكن في هذه الدورة كانت بدايتنا وما زلنا نتلمس الطريق المتعثر فأحببنا أن نمهده أكثر لبناتنا الواعدات والمبدعات».

وعن مشاريعه يقول «إننا نعمل على تعليم شابين سعوديين في أحد معاهد تعليم فنون السينما والتمثيل خارج السعودية ليكونا هما نواة مشروع المعهد في المستقبل».

وعن التمويل للمشروع وعلاقة إدارة التربية والتعليم يقول السقا «الراعي الرئيسي لمشروع «الشباب بناء وعطاء» بكل دوراته شركة سدكو، أما إدارة التربية والتعليم في جدة ومكة وبعض الجامعات السعودية فهي شريك في المشروع».