أمير المدينة: المساجد لم تكن يوماً مكاناً للتحريض والسباب

آل الشيخ: التهييج وراء اعتناق الشباب الفكر التكفيري

TT

نبه الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة أن المساجد لم تكن يوما من الأيام مكانا للإثارة والتهييج، او التحريض أو السباب او الشتم أو إلصاق التهم بالناس دون دليل شرعي، وإنما ظلت مكانا للإصلاح والدعوة الصادقة والتلاحم والترابط، وشدد على أن الأمن الاجتماعي هدف وطني ينطوي على جوانب سياسية وثقافية ووطنية، باعتباره مظهرا من مظاهر القدرة على التحرر من المؤثرات الخارجية. وشدد الامير عبد العزيز خلال كلمة له أمام لقاء الأئمة والخطباء والدعاة بالمدينة المنورة، بحضور الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، على أن من غير المقبول أن تتجه الجهود إلى بحث القضايا البعيدة أو التدخل في شؤون الغير على حساب القضايا الداخلية، وقال: إن التوسع في تناول بعض القضايا قد يوجد حالة من عدم التوازن في الطرح، فتستغل المساجد والمنابر من قبل البعض لتسويق أفكار هدامة وإثارة الفتنة. من ناحيته كشف وزير الشؤون الإسلامية في كلمته خلال اللقاء أن الحماسة والتهييج في بعض الخطب والدروس كانت وراء اعتناق بعض الشباب للفكر الضال والانخراط فيه، ودعا الوزير الى تكامل المسؤولية في الجانب الأمني بين الأسرة وإمام وجماعة المسجد، وقال «لا يحل أن يترك إمام المسجد وخطيبه شبابه ورواده فريسة للوقوع في مزالق الفكر التكفيري»، مطالبا أن يراعي الخطيب مسؤوليته في حث قلوب الناس على الخير ويتفطن للشباب الذين يُغرَر بهم وأن يأخذهم على الحق، وأنّ يعمل على تحصينهم في المسجد وخارج المسجد من خلال برنامج يبين لهم ويعلمهم حتى لا يخرجوا عن نطاق الجماعة.

ونبه آل الشيخ إلى أهمية مناسبة الحديث للحاضرين، وقال: إن على الداعية أن يقرن بين المدلول الشرعي والمقتضيات الواقعية والعقلية، وأن يقدم درء المفاسد على جلب المصالح، فيكثر المصالح ويكملها ويقلل المفاسد ويدرؤها، مبينا ضرورة الانتباه الى من يدعي الإصلاح لتبرأ ذمته بإلقاء موعظة أو خطبة فلا بد أن يكون الإصلاح تحت مظلة الشريعة ومظلة الجماعة. وحذر وزير الشؤون الإسلامية من إشاعة الفاحشة بذكر الشر في الخطب والمواعظ وقال إذا كان ذكر حوادثها في وسائل الإعلام ونشرها لا يجوز، فكيف تقال وتنشر في المسجد، فبعض المنكرات إذا ذكرت زادت وإذا لم تذكر لم تضر إلا صاحبها، فمعالجة مآخذ المجتمع بتكثير ما يقابلها من الخير مما يغرس الاستحياء من المنكر.

ووصف تناول بعض الخطباء للموضوعات السياسية بأن الخطيب يضع نفسه مكرراً لما تبثه وسائل الإعلام من تقارير وأخبار أيا كانت وجهتها ونواياها ويخوض في مجال احتار فيه أهله من الساسة، فلا بد من أن يربأ بنفسه عن الحديث في غير تخصصه، وقال: «اننا نرغب في من يفكر بما يتكلم ثم يزن الكلام قبل أن يحرك به لسانه».