تطوير أحد أهم منابع العيون الحارة العلاجية في خوبة جازان

د. محمد بن علي لـ «الشرق الأوسط»: العين تحتوي على مواد تعالج 4 أمراض

مسن من اهل جازان يقف على طرف العين («الشرق الأوسط»)
TT

في أول مشروع من نوعه، ينتظر ان يتم البدء في تطوير احد اهم العيون الحارة التي تستخدم للعلاج «عين خلب» في مدينة جازان (جنوب السعودية) وذلك خلال الايام القادمة بعد ان تم ارساء المشروع على احد المستثمرين.

وكشف عبد الله العليان رئيس المجمع القروي بالخوبة في محافظة الحرث في جازان لـ «الشرق الأوسط» عن ارساء مناقصة لتنمية موقع نبع «عين خلب» الطبيعية ضمن الخطط المستقبلية للسياحة في جازان، مشيرا الى تسلم المستثمر لارض المشروع استعدادا لانشاء حديقة بمواصفات راقية.

وتقع «عين خلب» في وادي خلب العملاق الذي يقع في محافظة الحرث ويقسمها نصفين ويعتبر ملتقى الاودية الثلاثة، وادي سيال ودهوان وخلب، وهي تقع ضمن سلسلة من العيون الحارة في المنطقة والتي تحولت الى منتجعات سياحية ومتنزهات ريفية يزورها الناس من داخل وخارج المملكة للاستشفاء بمياهها الكبريتية الحارة، ومنها عين في محافظة العارضة اخذت نصيبا من الخدمات للسائحين والزوار.

واشتهرت هذه العين بحرارة مائها وتدفقها المستمر، وتعدد منابعها الجارية من اسفل ذلك الجبل الاحمر الداكن، حيث تنبع نحو 8 من العيون الصغيرة من اسفل الجبل مكونة جدولا من المياه الحارة التي يعتقد الاهالي في انها تعالج بعض الامراض.

وبالعودة الى عبد الله العليان رئيس المجمع القروي بالخوبة قال «عندما باشرت العمل رئيسا لهذا المجمع قبل اشهر فوجئت بان هذه العين مازالت كما هي منذ عرفتها قبل 14 سنة، لذلك تم وضع مشروعها فورا من ضمن المشاريع والخطط المستقبلية والتنموية للمحافظة والتي ستنفذ في القريب العاجل علما بان مظاريف المناقصة قد سلمت للمستثمر والمستفيد وسيتم العمل فيها قريبا وقد بدا مسح موقع لحديقة في موقع قريب منها وهو يعلوها شمالا مطلا على الوادي».

من جهته يقول محمد بن منصور بهلول محافظ الحرّث في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سبق وتحدثت عن «عين خلب» الشهيرة في مناسبات ووسائل اعلام متنوعة. والحقيقة ان مثل هذه العين يجب الاهتمام بها من كل النواحي وألا يتردد المستثمر وصاحب المال في احيائها واستثمارها حتى تصبح عينا جميلة ملتقى للزوار».

واستطرد «المحافظة مقبلة على خير ومشاريع تنموية كبيرة التي تعتبر نقلة نوعية للمحافظة ومن ضمنها مشروع تطوير العين الحارة في هذا الوادي الجميل»، مشيرا الى انهم بصدد انتظار بدء العمل بها، «علما بان المقاول والمستثمر قد تسلم المشروع وهو على وشك البدء».

من جهة أخرى يواظب اهالي جازان وزوارها على زيارة العين الحارة التي ارتبطت بوادي خلب في علاقة حميمة تروي قصة من حكايات عشق هذه الارض، ويفد اليها الكثير من الناس بغرض التنزه والاستجمام والاستشفاء، حتى غدت مقصدا سياحيا ومتنفسا يجذب الناس بحثا عن علاج شاف عبر رش مياهها على اجسادهم، او الاستلقاء على رمالها الساخنة، ويحرص الزوار على الحضور فجرا لرؤية الدخان المنبعث من العين الى عنان السماء.

ولم يدون التاريخ عمرا لهذه العين، لكن احد مواطني المنطقة من كبار السن، قال ان «اجداده ولدوا واستفادوا من مياهها».

ويواصل العم محمد عبد الله حديثه وهو يرش الماء على وجهه ويديه «العين لها اسماء متعددة فكانوا يطلقون عليها الخدروش، او العشة، او بيت الطين، كنت انزلها مع والدي لنرعى دوابنا وابلنا ونشربها من ماء الوادي، حيث نقوم بحفر حفرة كنا نسميها ذلك الوقت والى الان بالفضّية وهي عبارة عن حوض صغير من رمال الوادي الدافئة والنظيفة، وانا كما تراني الان مازلت اتداوى من مائها من آلام عظام ركبتي والتهابات مفاصلي».

ويتحسر الرجل المسن على الحال الذي وصلت اليه العين ويقول «كانت هذه العين انظف في الماضي من حالها اليوم وذلك لعدم وجود المخلفات الكثيرة الاستهلاك من المطاعم والتموينات ولا توجد غير انية الشرب وحليب الابل وكسر بسيطة من الخمير والخضير ان وجدت، اما الان فهي كما تشاهده اصبحت مرمى نفايات ومخلفات الزوار ومعتادينها بلا وعي مستهترين لا يثمنون ماءها الحار».

وتستقطب العين الحارة رغم عدم وجود أية خدمات بعدد كبير من الزوار حيث يقول سعد بن عبد الله الثبيتي وهو زائر من الطائف «انني قدمت للمنطقة زائرا لزميل لي يعمل ضابطا بالدفاع المدني واخذني الى سوق الخوبة صبيحة يوم الخميس ثم مر بي الى هذه العين التي لا اعرفها بل اسمع عنها فقط من الناس وزملائي الذين قدموا للمنطقة قبل فترة طويلة لما تربطهم علاقة ببعض اهالي المنطقة».

واضاف «لم اكن اتصور بان ما سمعت هكذا هي ارض بطبيعتها لم يتدخل أي انسان في نموها وتطورها ولا احياءها يجب ان يستثمر هذا الماء الحار الذي يتدفق من اعوام كثيرة مضت، تصورت قبل مجيئي ان بها المسابح الحارة وحمامات السونا والبخار ودورات المياه والشقق والمطاعم ومجمع اسواق صغيرة وكافتيريا متنقلة وغيرها من مقومات النزهة والاقامة والاستجمام».

ولان صدقية استخدامها في العلاج مازالت حائرة بين تحذيرات طبيب منها ودعوات اخر، فقد قال الدكتور محمد بن علي بن احمد الذي يعمل بمستشفى الملك فهد بجازان لـ«الشرق الأوسط»: «لقد عملت العديد من التحاليل المخبرية لماء العين الحار ووجد انها تحتوي على العديد من المواد الكبريتية والمعدنية والاملاح التي بدورها تساعد في علاج بعض الامراض الجلدية والتهابات المفاصل وتفتح مسامات البشرة وتلين الجسم اذا تعود عليها فهي تحوي الشفاء»، وأضاف «يجب ان تستمر الدراسات الجيولوجية وعمل التحاليل لرمالها ومائها وصخورها النارية الجوفية البركانية».