انقطاعات مُتكررة للمياه والكهرباء تؤرق الأهالي وسط درجات حرارة عالية

الشركة تُرجع الأسباب لعدم وجود احتياطي وتغطيات كافية * «المياه» تُحمل النمو السكاني المسؤولية

طوابير ناقلات مياه تصطف بما يُسمى بـ «الشيب» لتعبئة المياه وبيعها (تصوير: خالد الخميس)
TT

أرجع مسؤول في شركة الكهرباء السعودية سبب انقطاعات الكهرباء الذي تشهده العاصمة الرياض، لعدم وجود احتياطي كهربائي، وتغطيات كافية، قد تُساعد على تجاوز انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، الذي بات يؤرق سكان العاصمة السعودية الرياض والقرى والمحافظات التابعة لها.

وقال عبد السلام اليمني، نائب رئيس شركة الكهرباء السعودية للشؤون العامة، والمتحدث بلسانها، إن الطلب الكبير على الطاقة الكهربائية خلال هذه الفترة، وزيادة الأحمال، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة، بات مؤرقاً لشركته، التي قد تصل إلى تجاوز هذه المشاكل، عقب الفراغ من عدة مشاريع، تشهدها البلاد، تتجاوز تكلفتها أكثر من 55 مليار ريال.

وأكد اليمني لـ «الشرق الأوسط»، أن نسبة النمو الكهربائي في السعودية، خلال الأعوام القليلة الماضية، هو ما يزيد الطلب على الطاقة الكهربائية، الذي فاق 10 في المائة، في حين تبلغ الطاقة الكهربائية الموُفرة ما يُقارب 37 ألف ميغاوات.

وبين أنه خلال الفترة القليلة المقبلة، ستعود الأوضاع إلى الأفضل، مُشدداً على عدم تكرار انقطاع التيار الكهربائي، كما هو عليه هذه الأيام، بسبب قلة الطلب على التيار الكهربائي، عقب سفر الأسر السعودية للخارج خلال الإجازة الصيفية المُرتقبة.

وكشف عن دخول أكثر من 400 ميغاوات في المحطة التاسعة التي تشهد أعمال توسعة خلال الأيام الجارية، وهو ما قد يُساعد على توفير الكهرباء، بحجم يوازي حجم الطلب، أو يقترب منه على حد قوله.

وبين أن مدة انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من أحياء الرياض والقرى التابعة لها، لا تتجاوز وقتا محدودا، مُرجعاً الأسباب لاحتراق بعض المولدات الكهربائية الضخمة، التي قد يكون عمرها الافتراضي دخل مرحلته النهائية، خصوصاً كونها تعمل «تحت الأرض»، وهو ما تُعطيه إشارات انخفاض مُعدلات التوليد لتلك المولدات، مُشدداً اليمني على تهيئة شركته لفرق ميدانية تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة، من خلال فنيين مُختصين في معالجة انقطاعات التيار الكهربائي الذي قد يطرأ بشكل مُفاجئ.

وأسف اليمني على الانقطاعات التي عانت منها المنطقة الوسطى والمحافظات والقرى التابعة لها، واصفاً تلك المشاكل بالخارجة عن إرادة شركته، والتي عملت هي الأخرى على إصلاح الأعطال التي من الممكن أن تفقد المواطن بالمنطقة، التيار الكهربائي. وكانت الشركة السعودية للكهرباء، قد عرضت على نظيرتها وزارة التربية والتعليم، مشروع تقديم موعد اختبارات الطلبة من الجنسين، للمساعدة على تخفيف الأعباء التي تتحملها محطات توليد الكهرباء للعاصمة الرياض، خصوصاً في الفترة الجارية من كل عام، والتي تعتبر مؤرقاً لشركته، جراء زيادة الطلب على توفير الطاقة الكهربائية، إلا أن الاقتراح ما زال قيد النظر من قبل الوزارة، وبدء موعد الاختبارات السنوية على الأبواب.

وكان الدكتور علي الشكري، أستاذ العلوم الجيوفيزيائية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، قد توقع في وقت سابق، وفي تصريحات خاصة بـ «الشرق الأوسط»، أن تتخطى درجات الحرارة خلال أشهر يونيو، يوليو، أغسطس، من العام الجاري، حاجز الـ 51 درجة مئوية في العاصمة السعودية الرياض، وارتفاع مُعدلات الرطوبة في المناطق الساحلية السعودية، على غير عادتها من كل عام.

يُشار إلى أن العاصمة الرياض، تشهد خلال الأيام الجارية، انقطاعات مُتكررة في التيار الكهربائي، في وقتٍ تراه الأسر السعودية بـ «المهم»، جراء قرب دخول موسم الاختبارات السنوية، في ظل ظروف جوية لاهبة، ودرجات حرارة باتت بالقرب من تجاوز حاجز الـ50 درجة مئوية.

في هذه الأثناء، يحرص السعوديون على متابعة درجات الحرارة في مناطقهم، خلال أجهزة قياس درجات الحرارة في عدد من الأماكن العامة، كأجهزة الصراف الالكتروني التابعة لعدد من البنوك السعودية، إضافة إلى اللوحات المعلقة في الشوارع ما بات يُشكل هاجساً لبعض الجهات الرسمية المهتمة بتقفي أثر درجات الحرارة في فصل الصيف.

وكانت محافظتا حفر الباطن والقيصومة، قد عاشتا ظلاماً دامساً منتصف شهر أبريل الماضي، دام أكثر من 4 أيام، جراء قطع التيار الكهربائي عن المحافظتين بشكل نهائي، نتيجة تعرض عدد من «دعامات» أبراج الضغط العالي للسرقة من قبل أشخاص، تحفظت عليهم السلطات الأمنية في وقتٍ لاحق، في الوقت الذي أمنت فيه الشركة عددا من المحولات الكهربائية المتحركة، لتأمين الكهرباء لمستشفيات المحافظة، ومراكزها الصحية، خشية توقف الأجهزة الكهربائية الصحية، التي يحتاجها مرضى مراكز المحافظتين الصحية.

من جانب آخر، قال أحمد الحميدي، من سكان العاصمة الرياض ان المعاناة مستمرة بسبب انقطاع المياه، ووصف هذه الحالة بـ «المشكلة الأزلية»، فيما لجأ عدد كبير منهم إلى شراء مياه بمبالغ مالية، ستزداد خلال الأيام المقبل، التي ستشهد ارتفاعا لاهباً في درجات الحرارة.

وبين أن المياه المؤمنة لهم من قبل الجهات الحكومية المسؤولة عن تأمين المياه، شهدت توقفا في عمليات الضخ، لمدة تجاوزت الشهرين، في الوقت الذي طالبوا فيه باتساع رقعة مشاريع تحلية المياه التي تشهدها البلاد في عدة جوانب منها.

وأشار الى أن ناقلات المياه المؤمنة من قبل الجهات الرسمية الحكومية، لا تتجاوز أعدادا وصفها بالقليلة، وبالتالي، لن تستطيع تأمين المياه للمنازل التي تُعاني من انقطاعات في ضخ المياه، وهو ما قاد قائدي ومسؤولي تلك الناقلات إلى رفع أسعار المياه، التي باتت أكبر من طاقة الكثير من الأسر السعودية.

إلى ذلك، اعترف المهندس عبد الله العبودي مدير مياه العاصمة الرياض، بوجود ما وصفه بـ «شكاوى» من تكرار انقطاعات المياه المتكررة في عدد من أحياء العاصمة الرياض، مؤكداً أن ذلك أمر متوقع في ظل ذروة الطلب على المياه، جراء ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام.

وأرجع العبودي الأسباب في ذلك، لكميات المياه التي تزود بها منطقة الرياض، فيما تعمل مصادر توفير المياه بطاقتها القصوى، سواءً طاقة المياه الموفرة من قبل مؤسسة التحلية، أو المحطات الداخلية التي تعمل على مساندة مؤسسة التحلية في توفير المياه للمناطق الوسطى من البلاد.

وأنكر العبودي في تصريحات خاصة بـ «الشرق الأوسط» ما أكده عدد من المواطنين عن انقطاع المياه عن منازلهم لمدة تتجاوز الأسبوع، مشيراً إلى أن عمليات ضخ المياه لأحياء الرياض، تتم من خلال عمليات ضخ ليوم واحد كل 3 أيام لجميع الأحياء، وهو ما قد يوفر احتياجات تلك الأحياء من المياه، مشيراً في الوقت نفسه إلى التزام متعهدي المياه في العاصمة بالتسعيرة الرسمية لناقلات المياه، والتي لم تتجاوز 75 ريالا منذُ أعوام.

ولم يتجاهل نسبة النمو السكاني السنوي للعاصمة السعودية الرياض، والتي تبلغ في بعض الأعوام ما يزيد على 7 في المائة، وهو ما يُعتبر نسبة لا يُستهان بها من حيث توفير المياه لتلك الزيادة، وهو ما يُحتم زيادة مصادر توفير المياه، على حد قوله.

وأعلن قرب توفير ما يربو على 50 ألف متر مكعب من المياه خلال الأيام القليلة المقبلة، والتي سيتم توفيرها عن طريق محطات تحلية العاملة في محافظة الجبيل (شرق السعودية)، فيما أكد على قرب انطلاق مشروع رأس الزور، الذي سيوفر 800 ألف متر مكعب من المياه بشكل يومي، في حين سيُساند مشروع تحلية المياه في صلبوخ محطات تحلية المياه في المناطق الوسطى، بتوفير مياه تزيد كميتها على أكثر من 120 ألف متر مكعب يومياً للمنطقة الوسطى والقرى والمحافظات التابعة لها.