حوادث الحرائق في الصيف.. تعددت الأسباب والمتهم المواطن

نائب رئيس شركة الكهرباء: لسنا معنيين بما يحدث داخل المنازل

TT

بقدر ما شكل الحريق الذي أودى بحياة سبعة أفراد من عائلة واحدة في حي الجلوية بمدينة الدمام، صدمة نفسية للمواطنين في المنطقة الشرقية، بقدر ما فتح الباب على مصراعيه حول اسباب الحرائق التي تنتشر في المنطقة خصوصاً في فصل الصيف، والتي يكون منشأها كهربائيا.

ففي اليوم التالي لحريق الجلوية، وقع حريق مماثل في مدينة الخبر في مجمع للشقق المفروشة، حيث قفزت أم وابنتها من الدور الثالث هرباً من الحريق، لتصاب بكسر في العمود الفقري، بينما كسرت ساق البنت، وتمكنت فرق الدفاع المدني من اخماد الحريق وإنقاذ المحتجزين.

عبد السلام اليمني، نائب رئيس الشركة الموحدة للكهرباء، قال لـ «الشرق الأوسط» ان شركة الكهرباء غير معنية بما يحدث داخل المنازل، مشدداً على أن مهمة الشركة تنتهي عند عداد الكهرباء فقط، مؤكداً أن هذه الحرائق تكون نتيجة زيادة الأحمال على العداد الكهربائي نتيجة إضافة ملحق أو استخدام أجهزة كهربائية غير مطابقة للمواصفات والمقاييس، أو نتيجة خلل في التمديدات الكهربائية داخل المنزل.

اليمني الذي تأسف لما حدث للعائلة التي قضت في حادث حريق الجلوية، نفى أن تكون شركة الكهرباء طرفاً في الحادث، حيث قال ان السبب داخلي ولا دخل لنا فيه، مشيراً إلى أن مثل هذه الحوادث تقع نتيجة اجتهادات شخصية، يقوم بها المستهلك، مضيفاً أن مثل هذه الحوادث تقع في كل دول العالم وشركات الكهرباء غير معنية بها.

وطالب اليمني المستهلكين بمراعاة عدد من العوامل لتفادي الحرائق الكهربائية، منها أن تكون التمديدات الداخلية للمنازل بمواصفات جيدة، وأن تنفذ هذه التمديدات من قبل كهربائي متخصص، وأن لا تزيد الأحمال الكهربائية الداخلية للمنزل دون الرجوع إلى شركة الكهرباء للتنسيق معها لزيادة الأحمال، وأن تكون الأجهزة الكهربائية المستخدمة داخل المنزل ذات مواصفات جيدة، إضافة إلى عدم العبث بالأجهزة دون وجود متخصص.

وقال اليمني، ان مهمة الشركة فقط عداد وطاقة كهربائية، كما يمكن للشركة أن تقدر احتياج المنزل من الطاقة الكهربائية وحجم العداد الذي يوفر هذه الطاقة، مؤكداً أن المستهلك يتحمل ما يحدث داخل المنزل بعد ذلك.

المهندس محمد يوسف أبوسل، مدير فرع المنطقة الشرقية لشركة تصنيع أجهزة السلامة وإطفاء الحريق، يقول: عادة يشترك في أسباب الحريق، مالك العقار والمستأجر، فالمالك له دور من ناحية استخدام التمديدات الكهربائية ذات المواصفات والمقاييس المعترف بها، كذلك تنفيذ الشبكة الداخلية للمنزل باستخدام تمديدات تتناسب مع الأجهزة التي ستعمل عليها.

ويضيف: دور المستأجر يأتي في المستوى الثاني، من ناحية استخدام الطاقة الكهربائية وكيفية توصيل الأجهزة بالكهرباء، وهل تسبب زيادة في الأحمال أو أنها مناسبة للنقاط التي تم وصلها بها، ويشير إلى أهمية ثقافة السلامة المنزلية في حالات حوادث الحريق، وكيفية التعامل معها.

ويؤكد أبوسل أن المسؤولية هنا مشتركة، بين المواطن والدفاع المدني والمواصفات والمقاييس، وضرورة الرقي بالوعي بالسلامة ومتطلباتها.

المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية، العقيد سعد العثمان قال ان أكبر عائق يواجهه الدفاع المدني في التعامل مع حوادث الحريق وإنقاذ المحتجزين داخل المنازل يكون من وجود (شباك الحرامي)، وهو السياج المعدني الذي ويوضع على النوافذ لمنع الدخول منها، مضيفاً أن هذا الشباك يرفع عدد الوفيات في الحرائق بشكل كبير لأنه يمنع استخدام النوافذ في عملية الإخلاء، وقال العثمان ان الدفاع المدني منذ فترة طويلة يحذر من وضع هذا الشباك، مضيفاً أن كثيرا من المواطنين بعد أن يحصل على شهادة النظافة والكهرباء لمنزله يعمد إلى وضع هذا الشباك، والذي يعد مخالفة صريحة لأنظمة السلامة. وأضاف أن شركة الكهرباء تصرف كثيرا من الأموال على برامج التوعية بتقليل استهلاك الكهرباء، إلا أننا نأمل منها المساهمة في زيادة الوعي بالسلامة، مضيفاً أن أكثر حوادث الحريق في فصل الصيف تكون كهربائية.

وذكر العثمان أن الدفاع المدني، يجري كثيرا من البرامج التوعوية في المدارس وأجهزة الإعلام، إلا أن زيادة الوعي في هذا الجانب تحتاج إلى مضاعفة الجهود. العثمان ألقى باللائمة على المواطن في عدم وجود وعي بالسلامة، واستخدام أجهزة وقاية من الحرائق والتي لا تكلف كثيرا بينما تعتبر من الضروريات في المنازل، كذلك تساهل أرباب الأسر في وضع خطة إخلاء للمواقع التي يكونون فيها تحسباً لوقوع حوادث الحريق، وعندما يقع حادث تجد التصرفات تكون بشكل عشوائي، وقال ان التصرف السليم في اللحظات الأولى للحريق نصف الحل، وقد يخفض نسبة الإصابة بشكل كبير، مشيراً إلى ان الحريق في الدقيقة الواحدة يتضاعف 10 مرات.