دراسة: زيت السمسم في عسير وجازان يتفوق على أدوية الضعف الجنسي

الباحث لـ «الشرق الأوسط»: «الجلجلان» يحتوي على فيتامينات قوية وأحماض دهنية > مصنعوه يصفونه علاجا للأمراض الجلدية والباطنية والجنسية والإجهاض والتجميل

مواطن يعمل في عصر «الجلجلان» ليتحول إلى «زيت السمسم» في معصرة قرب مدينة جازان («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت دراسة سعودية أن زيت السمسم «الجلجلان»، الذي يصنع في تهامة عسير وجازان وما حولهما والمنطقة الساحلية، تفوّق على عقارات الضعف الجنسية الموجودة في السوق لاحتوائه ـ بحسب الدراسات ـ على فيتامينات مفيدة وطبيعية.

وأوضح كمال الدين حسين طاهر، المحاضر بجامعة الملك سعود بالرياض، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عن دراسة أجراها «أن زيت السمسم تفوق على عقارات جنسية، حيث انه يحتوي على فيتامينات قوية وأحماض دهنية، مثل حمض «الليينولئيك» و«حمض الاولولينيك»، التي تتوفر في زيت السمسم الذي ينتج ويستخلص من المعاصر التقليدية القديمة التي ما زالت متوفرة ومستخدمة بالمناطق الجنوبية في عسير وجازان».

وأضاف «أن هذه الأحماض التي يحتويها عصير السمسم تساعد على بناء أغشية الخلايا وإنتاج البروستجلندينو البروستاسيكلين، وهما المادتان اللتان تساعدان على علاج الضعف الجنسي».

ويعتبر زيت السمسم، او كما يسمى في مناطق جنوب السعودية «الجلجلان»، من المنتجات الزراعية المهمة في جازان، ويضاف إلى زراعة الدخن والحبوب الأخرى مثل الذرة وحب الزيدية والأحمر، حيث ما زال مزارعو جازان يحافظون عليها، خاصة فلاحي القرى، حيث تبدأ زراعته بذورا ثم ينتقل للحصد ومنه إلى المعصرة التي يقودها ذلك الجمل المغطى على عينيه ليستخلص منه زيتا وعصيرا يعرف بالسمسم.

ويبدو انه بعد هذه الدراسة سيتحول العاملون في هذه المهنة على طريق الساحل في عسير وجازان إلى أطباء صيدليات، خاصة في ظل نشاط كبير تسجله تجارة العقارات الجنسية في السعودية وسط بحث عن بدائل طبيعية.

ويقول العم محمد بجوي، صاحب معصرة تقليدية في جازان، متحدثا لـ«الشرق الأوسط»، عن عملية استخراج زيت السمسم ومراحل عصره «كما تلاحظ ان المعصرة عبارة عن جمل وقاعدة من الخشب القوي منحوت ومجوف باطنها تجويفا واسعا وبداخلها عود خشبي سميك قوي، حيث تدهن هذه الأخشاب بزيت او ما شابه، وهذا العود الذي بداخل القاعدة المجوفة يسمى (قطب) مربوط بعود آخر اصغر منه حجما موصول بمجموعة من الأكياس الثقيلة تسمى ثقالات مرتبطة بالجمل تتحرك بتحرك الجمل ودوران عمود القطب».

ويضيف بجوي عن مراحل استخلاص عصير السمسم «تستغرق عملية عصر بذور السمسم من الساعة إلى الساعتين، وأضع تلك البذور كما تلاحظها داخل القاعدة الخشبية التي يقوم الجمل بالدوران حولها عاصرا تلك البذور، حيث من المستحسن ان تغطى أعين الجمل حتى لا يهيج ويحطم تلك الأشياء».

ويستطرد «عند الانتهاء من عصر تلك البذور يخرج سائل يعرف بعصير السمسم له رائحة مميزة وجذابة للأكل يفضلها أهالي المنطقة مع السمك او حتى مغموسة بحب الذرة، ويعبأ في الجالونات ويكون حينها جاهزا للتسويق».

وبين العم البجوي «ان عملية العصر الواحدة تنتج عدد 4 جالونات حجم كل جالون 3 لترات وقيمة الجالون الواحد 60 ريالا».

لكنه يراهن على تفوق هذا الزيت على كل أنواع الأدوية الجلدية والجنسية وغيرها ويقول «لزيت السمسم فوائد كثيرة منها علاج بعض الأمراض الجلدية والوقاية من القرحة المعدية والاثنى عشر ويساعد على تنشيط إفراز البويضات ونسبة الإخصاب وتقليل حالات الإجهاض المبكر في الأيام الأولى من الحمل وتخفيف آلام الحيض، كما أن له فوائد للبشرة ويستخدم كمرطب وحام للبشرة من أشعة الشمس».

لكن معاصر السمسم تواجه مشكلة كبيرة أسهمت في انقراضها، فبالإضافة إلى الكساد الذي تواجهه هذه التجارة سابقا، نظرا لتوجه الناس للزيوت الصناعية، زاد ارتفاع أسعار «الجلجلان» من صعوبة الأمر، وهو ما يشير له العم بجوي بقوله «إن المعاصر القديمة تواجه مشاكل قد تسبب اختفاءها، ومنها ازدياد سعر «الجلجلان» وهو بذور السمسم، كذلك القصب الأخضر الذي هو غذاء للجمل الذي زاد بدوره والذي يكاد ينعدم أحيانا».