«نور»: التوصية بإعلان «مدينة المعرفة» موطنا دوليا للعلماء من كافة أنحاء العالم

مطالب بمنح تسهيلات التملك والإقامة للعلماء والمفكرين

TT

أوصى المشاركون في أعمال منتدى المعرفة الدولي «نور»، بالتأكيد على أن مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة، هي موطن معرفي دولي للعلماء من جميع أنحاء العالم من دون التركيز على جنسيات محددة، ونبهوا إلى ضرورة الإسراع في تطبيق استراتيجية تطوير التعليم العام في المملكة، ودعم الأفكار الإبداعية لصغار المستثمرين في مجال تقنية المعلومات وبقية الصناعات القائمة على المعرفة.

وجاء في توصيات المنتدى الذي عقد في المدينة المنورة برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وناقش في الفترة 22 ـ 24 يونيو (حزيران) الحالي، الاستثمار المعرفي في قطاعي الرعاية الصحية وتقنية المعلومات بجملة من التوصيات ركزت على الجوانب التخطيطية والاقتصادية والإدارية والتنفيذية. وخلص عدد من العلماء والباحثين والمفكرين الذين شاركوا في إعداد التوصيات إلى أهمية منح تسهيلات خاصة للعلماء والباحثين وأساتذة الجامعات خاصة في المجالات العلمية من حيث الإقامة والتملك العقاري والتنقل في المملكة، وذلك من أجل استقطابهم للعمل في المراكز البحثية والعلمية المتخصصة في مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة، كذلك إنشاء صندوق استثماري من قِبل القطاع الخاص يقترح تسميته «نور» للاستثمار في الصناعات القائمة على المعرفة في مدينة المعرفة الاقتصادية ولتمويل الأبحاث والاختراعات بما يسهم في تطبيقها على أرض الواقع.

وشددوا على أهمية تنسيق الجهود بين الجهات الحكومية في المملكة المعنية بخطوات التحول إلى مجتمع معرفي وتسريع هذه الخطوات وفقا لبرامج زمنية محددة، وتعيين لجنة استشارية دولية للمنتدى وللمجمعات المعرفية بالمدن الاقتصادية في المملكة.

ونبهوا إلى ضرورة الإسراع في تطبيق استراتيجية تطوير التعليم العام في المملكة، مع إعطاء اهتمام أكبر بالتعليم الابتدائي وتطوير مهارات وأداء المعلمين والمعلمات في هذه المرحلة وإدخال التقنيات الحديثة في التعليم الابتدائي، ودعم الأفكار الإبداعية لصغار المستثمرين في مجال تقنية المعلومات وبقية الصناعات القائمة على المعرفة وتوفير التمويل لها من قِبل صناديق الإقراض الحكومية، وعلى أهمية تركيز الجامعات على التخصصات العلمية واحتياجات سوق العمل مع مراعاة الكيف قبل الكم في سياسات القبول في الجامعات.

وأكدوا على توسيع وزيادة سرعة الشبكة المعلوماتية الواسعة (broadband) لزيادة الاتصال الفعال مع العالم الخارجي، وأهمية تكثيف التعاون بين مدينة المعرفة الاقتصادية والجهات المعنية بالبحث العلمي والعلوم والتقنية وتبني برامج محددة بين الطرفين لتوثيق هذا التعاون، وتركيز الشركة المطورة لمدينة المعرفة الاقتصادية على أولويات محددة في تطوير المدينة وتأسيس المراكز العلمية بها.

وطالبوا بالتأكيد على أن مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة هي موطن معرفي دولي للعلماء من كافة أنحاء العالم من دون التركيز على جنسيات محددة. وفي المجال الصحي أوصى المشاركون على إنشاء مركز وطني متخصص في تشخيص وعلاج والحد من انتشار مرض التوحد في إحدى المدن الاقتصادية بالمملكة وربطه بالمراكز العالمية المتقدمة من خلال التقنيات المتطورة التي ستوفرها هذه المدن الحديثة، والسعي في إنشاء مراكز بحثية صحية في المدن الاقتصادية تقوم بدراسة الأمراض المنتشرة في المملكة وإنشاء مركز بحثي طبي يعنى بالطب النووي، ودعم الاستثمار الخاص في القطاع الطبي وإنشاء صندوق حكومي لإقراض المستثمرين في هذا القطاع مع إلزام الجهات الحكومية والخاصة بالتأمين الطبي على كافة منسوبيها.

وقال عمرو بن عبد الله الدباغ، محافظ الهيئة العامة للاستثمار: «إنه سيتم رفع توصيات منتدى المعرفة الدولي للمقام السامي للنظر في دراسة المقترحات التي تقدم بها العلماء المشاركون في المنتدى وتنفيذها من قِبل الجهات الحكومية ذات العلاقة، بينما ستقوم الهيئة ـ بالتعاون مع مدينة المعرفة الاقتصادية ـ بالتنسيق مع رجال الأعمال لتنفيذ مبادرات استثمارية محددة لتفعيل التوصيات ذات العلاقة بهيئة الاستثمار».

وأضاف أن تطبيق هذه التوصيات بصورة فعالة سيسهم في بناء المجتمع المعرفي في المملكة وتفعيل دور المدينة المنورة كمنارة علمية تشع بنورها على العالم ولتصبح مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة معلماً حضارياً لسكان وزوار المدينة المنورة وموطناً دولياً للاستثمارات المعرفية ومحركا رئيسيا لاقتصاد المنطقة وللصناعات القائمة على المعرفة. وأوضح طاهر باوزير، المدير التنفيذي لمدينة المعرفة الاقتصادية، أن شركة تطوير مدينة المعرفة ستشرع في توقيع التزامات استثمارية واستشارية ملزمة خلال الربع الأول من 2009، عقب استكمال الصفة النظامية لتسجيل الشركة رسمياً من قِبل هيئة سوق المال وطرحها للاكتتاب العام.

وأضاف باوزير أن منتدى «نور» يمثل البذرة الأولى لسلسة منتديات سنوية تعمل المدينة على تنظيمها، مؤكداً أن محور منتدى العام المقبل سيواصل مناقشة محور التعليم وتقنياته الذي تم مناقشته في الدورة الأولى للمنتدى كركيزة أساسية للمعرفة.