فتاة لم تستسلم للبطالة.. تقيم مشروعا صغيرا زبائنه الأطفال

بعد انتظار للوظيفة دام 10 سنوات

TT

عشرةُ أعوام مضتْ على ليلى موسى الحسن منذ أن تخرجت في قسم اللغة العربية بجامعة الملك فيصل بالأحساء، وهي تنتظر وظيفة في المدارس الحكومية أو مدارس القطاع الخاص، داخل المحافظة أو خارجها، ولم تظفر بشيء من ذلك، حتى تبخرت المعلومات التي تعلمتها أثناء الدراسة الجامعية.

عندها فكرت في استثمار مواردها المالية البسيطة في بيع أنواع الشوكولاته والبسكويت والعصائر والفيشار والبليلة وورق العنب والذرة المشوي على أولادِ أخوانها وأخواتها وأطفال الحارة مُستغلة وجود بيتها في أحد الأحياء الجديدة التي تخلو من محلات بيع المواد الغذائية، وكذلك كثرة الأطفال.

ولم يمض شهر على مشروع ليلى البسيط، حتى تضاعف رأس مالها، وتقول عن بدايتها «لم أتوقع أن الحظ سيبتسم لي هذه المرة بعد أن تملكني اليأس من ترددي على ديوان الخدمة المدنية السنوي وعلى مدارس التعليم الخاصة». وتطمح ليلى في توسعة مشروعها مستقبلا، حيث تقول «أطمح إلى تطوير مشروعي الجميل خلال الأيام المقبِلة وذلك بالذهاب إلى أسواق دبي الشعبية والتجارية للمُتاجرة في بيع الجلابيات والعبايات الخليجية المشهورة في الإمارات وفي العطورات والإكسسوارات ومستلزمات التجميل والبخور وبعض الحلويات ولربما مع الأيام وبالتوفيق الإلهي أتمكن من افتتاح محل أُكمل من خلاله رحلتي في الحياة». لا يوجد وقت محدد للبيع، ففي كل الأوقات تستقبل أطفال أخوتها والأقارب وأطفال الحارة ويكثر عليها طُلاب المدارس الابتدائية مع صبيحة كل يوم لشراء وجباتهم اليوميَّة وأحيانا عند عودتهم من المدارس في أوقات الظهيرة والعصر وعند المساء، وفي أوقات العطل والإجازات الأسبوعية حتى وقت متأخر من الليل. وترى الاختصاصية الاجتماعية عائشة عسيري فكرة ليلى الحسن في إقامة مشروع خاص بموارد مالية بسيطة، تجربة رائدة وفاعلة في أوساط الفتيات الخريجات وتحيي فيها روح المُبادرة في المُساهمة في النهوض بمستوى المرأة وإبراز قُدراتها واستثمار طاقاتها فيما يعود عليها بالنفع ِ. وناشدت عسيري الفتيات الخريجات اللاتي لم يحالفهن الحظ في فرص التعيين بالتحرك بما يتناسب وتوجهاتهن وقدراتهن وألا يستسلمن للبطالة وإهدار الوقت في انتظار التعيين، ومجالات العمل في الحياة عديدة ومتنوعة لو فكرت الفتيات فيها. وطالبت عسيري المُستثمرة ليلى الحسن ألاَّ تتهاون في مشروعها الاستثماري وتكون على تواصل مستمر بمركز سيدات الأعمال بالغرفة التجارية ومحاولة الاستفادة من المؤسسات الوطنية التي تدعم مثل تلك المشاريع الاستثمارية الصغيرة .

مثل صندوق تنمية الموارد البشرية وصندوق رزق جميل لعبد اللطيف جميل وعليها ألا تتردد في الالتحاق بدورات تدريبية تعدها الغرفة التجارية في كيفية التخطيط للمشاريع الاستثمارية والتواصل مع سيدات الأعمال والإطلاع على تجاربهن وفرص عملهن وعدم التهاون في تنفيذ الأفكار التي تراودها من توسعة مشروعها ومحاولة تطويره حسب تمكنها واستطاعتها.