فاكهة الصيف في الأحساء يبيعها المزارعون والعمال وطلاب المدارس

أشهرها الرمان والتين والليمون والتمر

شاب أحسائي على طريق القرى يبيع فواكهه وخضرواته («الشرق الأوسط»)
TT

ينتعشُ أهالي واحةِ الاحساء خلال موسم الصَّيف بشتَّى صُنوفِ الثمار ومختلف أنواع الفواكه التي اعتادوا على الاستمتاع بتناولها كل صيف، حيثُ تُنتِج ُ مزارعُ الاحساء وبساتينها في فصل الصيف محاصيل البطيخ الأصفر والليمون الأخضر ذي الرائحة العطِرة والملمس الناعم مع التين السُّكرِي وسيُّد فاكهة صيف الاحساء الرطب بكافَّة أنواعه، التي من أهمها الغز والطيار والمجناز ويتصدرها الإخلاص.

ويستقبل الاحسائيون فواكههم الصيفية لهذا العام بشوق مشوب ٍ بوجل بسبب موجة الغبار المحمَّلة بالأتربة التي اجتاحت المنطقة خلال الأشهر الماضية وسوء الأحوال الجويَّة، التي من شأنها أن تُقلل من جودة المحاصيل وتتسبب في إفسادها. ويسارع المزارعون والبستانيون الى قطف ثمار مزارعهم وجني محاصيلها لعرضِها في الأسواق مع بدايةِ الموسم والتعجيل في بيعها بأسعارٍ مُغرية تُضاهي الأعوام السابقة قبل أن تكثر ويكثر الإقبال على شرائها من الأهالي فتقلُّ أسعارها مما يتسبب لهم في الخسارة المالية حينها. ولم يقتصر قطف وبيع المحاصيل الزراعية على المزارعين وأصحاب البساتين بل امتد ليشمل العمال الأجانب وطلاَّب المدارس الذين يستغلون أوقات العطلة الصيفية وغلاء أسعار الفاكهة الأحسائية مع بداية موسمها وسهولة بيعها في القرى والطرقات الجانبية للأرياف وعند أبواب المساجد وفي الأسواق.

أما عن أسعار تلك المحاصيل، فيشير البائع حبيب إبراهيم الحبيب «طالب في الثالث المتوسط» إلى أنها تتراوح ما بين 25 و30 ريالاً لصندوق التين والعنب الصغير، بينما يصل سعر صندوق الليمون الأخضر إلى 30 ريالاً، كذلك الرطب.

ويشير المزارع علي أحمد السالم إلى أن أشهر أنواع الرطب التي يبتاعها الخلاص والبكيرة والماجي والغري والشيشي والخنيزي والحاتمي. وذكر السالم أن النخلة الواحدة تنتج أكثر من 100 كيلوغرام من الرطب والتمور سنويا. في ظل توافر الظروف الملائمة لذلك، من جودة التسميد ووفرة المياه والاهتمام المستمر.

ويعد الرمان الحساوي السكري الطعم والطيب الرائحة والزاهي اللون من أشهر الفواكه الصيفية التي تنتشر في مزارع الاحساء بكثرة لتتلقفها أيدي المزارعين وعمالهم من صبية الاحساء الذين يعتمدون على بيع تلك الفاكهة على الطرقات بشوارع القرى الشرقية وبالقرب من المساجد والمجمعات التجارية والأسواق الشعبية، وبأسعار مناسبة تتراوح ما بين الـ25 والـ30 ريالا للصندوق المتوسط الحجم. ويُعرَفُ البطيخ الأحسائي باللون الأصفر الزاهي والرائحة الزكية والطعم السكري اللذيذ وبأحجام مختلفة وأنواع متعددة، منها ما يسمى بالبطيخ البلدي «الفريدوني» وهو دائري الشكل ويميل قليلاً للون الأخضر سُكرِّي الطعم، قليل الحُبيبات بداخله.

والنوع الآخر للبطيخ الحساوي يسمى «العياشي» ولونه مشابه للفريدوني، لكن يختلف من حيث الشكل، فهو غالباً يكون طويلا،أقرب للشكل البيضاوي، فطوله يبلغ تقريباً 40 سم وتكون الحبيبات التي بداخله كثيرة وطعمه معتدلا ويأكله الكثيرون من مرضى السكري. أما بالنسبة لأسعار البطيخ فيقول إبراهيم الحبيب «مزارع وبائع»: مع بداية جمع هذا المحصول ومع بداية موسمه، يباع بأسعار باهظة يصل سعر الحبة الواحدة إلى سبعين ريالا ومع كثرته وتواجده في الأسواق يقل سعره إلى 20 أو15 ريالاً حتى يصل إلى 10ريالات. وعن أماكن بيعه يقول علي الشبيب 32 سنة: يباع البطيخ الاحسائي في العديد من الأماكن بمدن الاحساء وقراها، حيث ينتشر باعته على جوانب الطرق الزراعية المؤدية للقرى والأرياف وفي تقاطع الطرق الرئيسية لأحياء المدن وعند أبواب المساجد والجمعيات الخيرية والدوائر الحكومية وفي أسواق الخضار والمراكز التجارية.

ويرتاد سوق الفاكهة الاحسائية الصيفية العديد من أبناء دول الخليج العربي من قطر والبحرين وعمان ومن مدينة الرياض، حيث تذكر حصة المالكي من دولة قطر أنها تقصد الاحساء في مثل هذا الوقت في كل عام لتحصل على الرطب الاحسائي الممتاز وتشتريه بكميات كبيرة لتحتفظ به مثلجا لشهر رمضان، حيث لا يحلو الإفطار إلا على حُبيبات منه مع اللبن البارد ووجبة الثريد إذ تستغل وجودها في الأحساء لتشتري رقاق خبز المسح من نسوة القرى والأرياف لوجبة الثريد الشهية. جدير بالذكر أن الاحساء يوجد فيها أكثر من 30 ألف مزارع وأكثر من مليوني نخلة وأكثر من عشرة آلاف هكتار من الأراضي الزراعية.