هيئة السياحة والآثار لـ «الشرق الأوسط»: غياب «البنية» و«الخدمات» يعيق تسويق الشفا عربيا وخليجيا

رئيس الجهاز السياحي بالطائف: الإعلان عن مشروع عملاق لتطوير منطقتي الهدا والشفا سياحيا

TT

كشفت الهيئة العامة للسياحة والآثار أن مشكلة تردي البنية التحتية السياحية وعدم توفرها بالشكل المطلوب في منطقة الشفا السياحية في الطائف، يحول بينها وبين التسويق لها عربياً وخليجياً.

يأتي ذلك في وقت بدأت بشائر السياح القادمين من دول الخليج، خاصة الكويتيين، بالوصول الى «مدينة الورد» الطائف، في وقت تعكف فيه جهات على إعداد أجندة لمشروع عملاق لتطوير منطقتي الهدا والشفا السياحيتين. وقال الدكتور فهد الجربوع، مساعد الأمين العام لهيئة السياحة والآثار، لـ«الشرق الأوسط»، إن منطقة الشفا (غرب الطائف 40 كلم)، لا يمكن تسويقها عربياً وخليجياً في ظل تردي البنية الأساسية السياحية، حيث تفتقر لمعظم الخدمات الأساسية، وعلى رأسها وجود الفنادق والشاليهات المميزة. مبيناً أن على مجلس التنمية السياحية بالمحافظة، وضع الشفا على رأس أولوياته، من أجل تطويرها سياحياً، ودراسة الاحتياجات الأساسية الكفيلة بأن تجعل منطقة الشفا مطلباً خليجياً.

ومازالت منطقة الشفا، التي ترتفع نحو 3 آلاف قدم على سطح البحر، تفتقر لأهم الأبجديات السياحية، حيث تعاني من الشقق السياحية المتهالكة ذات الأثاث الرث، وتقصدها دول خليجية قطعت أكثر من آلاف الكيلومترات، وهو ما يشير إليه علي العجمي، أحد المصطافين من دولة الكويت لـ«الشرق الأوسط»: «نفضل السياحة الدينية، بل نشعر بأنه بلدنا، ومنطقة طالما كانت منارةً سياحية، لكنها بحاجة ماسة للتطوير، ويجب على القائمين على الشأن السياحي في المنطقة، بلورة أفكار شرق آسيا السياحية، أولئك الذين تقدمهم بلدانهم سياحياً لإيمانهم بالعائدات المادية أولاً، وبأن السياحة أصبحت صناعة قبل كل شيء». وأشار العجمي إلى أن الزائر غير القاطن لهذه المدينة، يفتقر لدورات المياه التي يحتاجها أي إنسان، وأولادنا يفتقرون كذلك لإقامة مهرجانات سياحية صيفية بالشفا، حيث لا توجد أي مدن ترفيهية للأطفال».

من جانبه، أوضح الدكتور محمد قاري، رئيس الجهاز السياحي بالطائف، لـ«الشرق الأوسط»: «أن منطقة الشفا تعتبر من أهم المناطق السياحية وأكثرها شهرة ليس في النطاق المحلي فقط، بل على مستوى المملكة، وحظيت بإقبال كبير من السياح والمصطافين خلال العقود القليلة الماضية، إضافة إلى شهرتها كمنطقة زراعية متميزة، إلا أنه من خلال السنوات الماضية ونتيجة لقلة هطول الأمطار، انحسرت الزراعة فيها بشكل كبير، وتحول النشاط الزراعي فيها إلى سياحي». وأضاف أنه أنشئ قبل عدة سنوات العديد من المنتجعات والشقق المفروشة ومرافق الخدمات الأخرى، ورغم أن مستوى بعضها يعتبر متطوراً، إلا أن الغالبية العظمى منها تحتاج إلى المزيد من الاهتمام، خصوصاً أن السائح لم يعد يقبل المستوى الذي لا يصل إلى مستوى طموحه، أو ما يدفعه من مال مقابل أي خدمات يتلقاها.

وأشار الدكتور قاري إلى أنه إذا كانت المنطقة ولاتزال تشهد حتى الآن إقبالاً كبيراً خلال موسم الصيف، إلا أنها في المقابل بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات السياحية المدروسة، فلم تعد الطبيعة وحدها ولا المناخ الجيد كافيين لضمان مستقبلها السياحي، ويعمل جهاز السياحة والآثار بالطائف حالياً على دراسة مستفيضة لواقع ومستقبل النشاط السياحي في منطقة الشفا. وأبان رئيس الجهاز السياحي بالطائف «أن هناك مشروعاً عملاقاً أعلنت عنه بلدية الطائف، وهو مشروع تطوير منطقتي الشفا والهدا والمنطقة الواقعة بينهما، وأعتقد أنه سيكون من أهم المشروعات السياحية ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى المملكة على أقل تقدير». موضحاً أن جهاز السياحة يعمل وفق الخطة التنفيذية، التي تشمل منطقة الشفا ضمن مناطق التطوير السياحي وبالتعاون مع الشركاء وفي مقدمتهم البلدية والقطاع الخاص.