مستشفى الأمل: عدد النساء اللاتي يتلقين العلاج لا يكشف الحجم الحقيقي للمدمنات

د. الزهراني لـ «الشرق الأوسط»: مخاوف المجتمع تؤدي للتستر على ظاهرة نساء المخدرات

TT

أكد الدكتور محمد الزهراني المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام لــ «الشرق الأوسط» أمس، أن نسبة النساء اللاتي يتلقين العلاج عن تعاطي أو إدمان المخدرات في مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام لا تتجاوز 1 في المائة، موضحاً أن هذا العدد لا يكشف حجم وعمق الظاهرة على حقيقتها بسبب ما أعتبره «طبيعة المجتمع المحافظ»، وخوف أفراده من انكشاف سرّ تعاطي فتيات للمخدرات. وأضاف الدكتور الزهراني ان هناك عددا أكبر من النساء اللاتي يتعاطين المخدرات، لكن طبيعة الخوف من انكشاف سرهن في ظل مجتمع محافظ أدت إلى احجامهن عن التداوي في المجمعات المختصة.

وقال الدكتور الزهراني انه تم علاج 12 امرأة متعاطية عددا من أنواع المخدرات في المنطقة الشرقية العام الماضي، مضيفاً أن «هذه النسبة بكل تأكيد ليست صحيحة، وان هناك عددا اكبر من ذلك». مفيدا أن 90 في المائة من المرضى في مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام، يتقدمون للعلاج عن طريق أنفسهم، فيما يأتي 10 في المائة منهم عن طريق جهاز مكافحة المخدرات، وأن أعمار المرضى تتراوح بين 25–45 عاما. وأوضح الدكتور الزهراني ان تقلب المزاج العام لدى شريحة كبيرة من الناس نتيجة للظروف المعيشية، يعد من الأسباب الرئيسية للاقبال على تعاطي المكيفات والمخدرات، كما أن هناك أسبابا أخرى تتعلق بالفرد والمجتمع، ويظل كل مريض له أسبابه الخاصة التي تدفعه للتعاطي وتختلف من شخص لآخر.

واكد ان التعامل مع المريض يتم بسرية تامة، حيث لا يسمح بزيارته سوى لأفراد عائلته من الدرجة الأولى، مضيفا أن هناك برنامجا علاجيا يستمر سنة ونصف السنة داخل المستشفى للاعراض الانسحابية بينما الجزء الآخر من البرنامج يتم في مركز الرعاية المستمرة ويعتمد على التأهيل النفسي تتخلله عدة أنشطة توعية ورياضية. وبين الزهراني ان مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام يؤمن السكن لمن يعاني من مشاكل أسرية خلال فترة علاجه. وقال، ان مجمع الصحة النفسية في الدمام يكثف الجانب التثقيفي بأضرار المخدرات، ضمن برنامجه التوعوي لمحاربة هذه المواد، وإظهار آثارها المدمرة لصحة الشخص الذي يلجأ إليها، إضافة إلى أثرها العام في المجتمع والاقتصاد المحلي، عبر تخصيصه هاتفين، للرد على الاستفسارات الطبية للسعوديين والمقيمين حول معرفة أضرار المخدرات، وأنواعها، وكيفية التصدي لها ومقاومتها.

واضاف ان مجمع الصحة النفسية يعول على الجانب التوعوي والتثقيفي، الأمر الكثير، للحد من انتشار المخدرات في أوساط الشباب، عبر توعيتهم في سن مبكرة، بأضرارها واثارها السلبية، وما تخلفه من أخطار على الصحة العامة، تصل إلى درجة الوفاة المفاجئة، بخلاف ضياع المستقبل، واللجوء إلى المحرمات والسرقات، من أجل توفير المخدر، وبخاصة الذين وصلوا إلى حد الإدمان.

وذكر الدكتور محمد الزهراني أن تخصيص الخطين الهاتفيين، يأتي في إطار احتفالات المجمع باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الذي جاء هذا العام تحت عنوان «المخدرات تقيد الحياة»، مشيراً إلى أن عدداً من أطباء المجمع والاختصاصيين، سيتولون الرد على استفسارات المتصلين، والتي ستتناول كل المعلومات الطبية والصحية والوقائية حول المخدرات وأنواعها والسبل العلمية للوقاية منها، إضافة إلى تجنب سلبياتها، موضحاً أن معرفة المعلومات الكافية حول المخدرات وطبيعتها، تجنب العديد من الوقوع في براثن هذه المواد، التي قد تنتشر عبر رفقاء السوء. وقال الزهراني ان عددا غير قليل من المواطنين تنقصهم معلومات علمية وطبية حول المخدرات، ولكن لدى الاستعانة بخطي الاتصال، يمكنهم معرفة ما يودون معرفته، وخصص المجمع الفترة بين الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثالثة عصراً لتلقي استفسارات المتصلين.

واشار إلى أن البرنامج التوعوي، يتضمن أيضاً توزيع نحو 7000 ملف توعوي في عدد من المجمعات التجارية والأسواق خلال هذا الأسبوع، في مدينتي الدمام والخبر، موضحاً أن عدداً من المتعافين من وحدة الرعاية المستمرة في المجمع، سوف يتولون مهمة الإشراف على التوزيع الميداني، من منطلق حرصهم على ألا يقع الشباب في فخ المخدرات.