يبدو أن حملة أمانة جدة الشاملة التي أعلنتها في مارس (آذار) 2007، للقضاء على الغربان لم تحقق النجاح، رغم أنها وعدت في ذلك الحين بالقضاء على 60 ألف غراب تنتشر في سماء جدة بعقد مكافحة مع إحدى الشركات قدره 5 ملايين ريال.
وكالعادة وقبيل إجازة الصيف اتجهت أخيرا أمانة جدة إلى محاربة الغربان التي تنتشر بشكل كبير في مدينة جدة، خاصة على البحر، عبر تثقيف الناس وتوجيه دعوات مفتوحة لحضور ندوة عن مكافحة الغربان تعقد صبيحة اليوم برعاية المهندس عادل بن محمد فقيه، أمين جدة، تحت اسم «المكافحة المتكاملة للغربان بين الواقع والمستقبل»، وذلك في مسرح الأمانة.
المشروع الذي أعلنت عنه الأمانة في العام الماضي، وصلت فيه تكلفة القضاء على الغراب الواحد 83 ريالا، حيث قدرت أعداد الغربان في ذلك الحين بنحو 60 ألف غراب، بحسب أمانة جدة، وبعقد قيمته 5 ملايين ريال مع إحدى الشركات المتخصصة في عمليات المكافحة، واستعانت فيه الأمانة ـ على حد قولها ـ بخبراء وأكاديميين في جامعة الملك عبد العزيز لإعداد دراسات خاصة بمكافحة الغربان والقوارض. وتشهد سماء جدة انتشار أنواع من الغربان في مقدمتها (الغراب الأفريقي) و(الغراب الجندي)، التي على ما يبدو أنها تفضل قضاء إجازتها الموسمية على امتداد كورنيش جدة، الذي يعتبر منتجعا سياحيا لها منجذبة إلى كمية النفايات التي يتركها الناس خلفهم كل مساء. وبالعودة الى الندوة التي تعقد صباح اليوم، أوضح الدكتور عبد الغفار أزهري، مساعد وكيل الخدمات لشؤون النظافة والبيئة، أن الندوة التي تقام اليوم، تهدف إلى إطلاع الجميع على الخطوات التي اتخذتها الأمانة للحد من وجود الغربان، بالاستفادة من تجارب بعض الدول في هذا المجال مثل سنغافورة، التي أتت ثمارها المرجوة منها خلال فترة تطبيقها منذ سبعة أشهر ماضية، حيث تبين من خلال قياس الأداء والمشاهدة الميدانية انخفاض وجود الغربان بنسبة تقدر بـ30 في المائة عما كان عليه سابقا، مشيرا إلى استمرار العمل حتى نهاية العام المقبل. وأشار أزهري إلى أنه سيتم تدشين موقع المكافحة على الشبكة العنكبوتية يلي ذلك فعاليات الندوة التي ستكون على فترتين، الأولى تتضمن محاضرتين، إحداهما للدكتور هاني كمال، مدير برنامج مكافحة الغربان، عن دور المكافحة المتكاملة للغربان في البيئة المحلية لمحافظة جدة، والأخرى للدكتور محمد يسلم شبراق، بكلية العلوم جامعة الطائف، عن مكافحة الغربان واعتبارها من الآفات الضارة.
الفترة الثانية، ستخللها محاضرتان أيضا، الأولى للدكتور حسن محفوظ فلمبان، من جامعة الملك عبد العزيز، عن استراتيجية الخطة المستقبلية للمكافحة المتكاملة للغربان، والثانية للمهندس محمد عبد الحميد الطيب، مشرف عمليات المكافحة الميدانية، عن آلية تشغيل أعمال المكافحة ميدانيا.
من جانبه، أشار عوض القحطاني، مدير الوقاية الصحية بالأمانة، إلى أن تلك الندوة تندرج ضمن خطة الأمانة في زيادة التوعية لمرتادي منطقة الكورنيش والتنبيه على عدم ترك بقايا الأطعمة على الشواطئ مما يزيد من وجود الغربان ووجوب المحافظة على نظافة أماكن التنزه، خاصة الحدائق العامة والمناطق التي بها أشجار عالية، مهيبا بالمواطنين بضرورة تقليم أشجار منازلهم أولا بأول، والإبلاغ عن مناطق تكاثر الغربان إلى عمليات الأمانة.