سعوديات يحيين الأكلات الشعبية الحساوية.. وحرفة «الخوصيات» تستقطب الزوار

أكثر من 25 ألفا زاروا مهرجان «حسانا فله»

اللجنة تقوم بفرز أفضل طبق في مسابقة الأكلات الشعبية في الأحساء («الشرق الأوسط»)
TT

في خطوة لإحياء الأكلات الشعبية القديمة، تنافست 26 امرأة من محافظة الأحساء، في مسابقة أفضل طبق شعبي، خلال مهرجان صيف الأحساء الثالث (حسانا فله)، أول من أمس، حيث حقق المركز الأول طبق «المفلق بالربيان والبيض» وجاء الثاني طبق «مفلق بالربيان»، والثالث «المرقوق» ثم «الهريس» و«مفلق الدجاج»، وجميعها عبارة عن أكلات يتم طهيها بالطريقة التقليدية.

وتشتهر الأحساء بالأكلات الشعبية القديمة، التي ما زالت تنافس الطبخات الحديثة، رغم قلة صناعتها من قِبل الأجيال الحالية، منها العصيد، الجريش، الودمة، الفتيت، الملتوت، الممروس، الساقو، وحم بصيص، إضافة إلى عدد كبير من الطبخات الشعبية التقليدية من أهمها صناعة الأرز مثل المندي، الكبسة، والمطموم، وهي طبخات تتميز برائحتها الذكية، حيث يتم طهيها على الطريقة التقليدية من جذوع النخيل أحيانا.

وقدمت النساء المشاركات الأطباق في أوان ذات أشكال مختلفة وألوان متنوعة، والمصنوعة من الفخار والمعدن، حيث امتزجت هذه الأواني بألوان ذات طابع تراثي قديم، تحاكي فترة استخدامها قبل عقود من الزمان، لتتناسب مع نوع المأكولات المقدمة.

وأوضح مدير المهرجان بدر الشهاب، أنه دخلت المنافسة 26 امرأة سعودية في المسابقة، حيث قدمت كل منهن طريقتها الخاصة في إعداد الطبق، وتولت لجنة التحكيم اختيار الأفضل منها، الذي يتطابق مع الشروط التي تتطلبها المسابقة.

وأشار الشهاب، إلى أن اختيار الفائزة من قِبل لجنة التحكيم جاء لتميزها في تقديم الطبق الذي ضم جميع الشروط المطلوبة، سواء من حيث طعم وجودة الطبق، والأواني المستخدمة التي تم وضع الطعام فيها، وطريقة التقديم، وشعبية الطبق.

وسجلت الأرقام الإحصائية لعدد الحضور طيلة الأيام الأربعة الماضية لمختلف فعاليات المهرجان، أكثر من 25 ألف زائر، توزعوا على مختلف مواقع المهرجان، والأعداد الكبيرة من الزوار، التي سجلتها مدرجات المسرح الخارجي «المفتوح»، الذي تقام فيه المسابقات والألعاب والعروض الفولكلورية.

من جهة ثانية، شهدت حرفة «الخوصيات» في القرية التراثية بالمهرجان، توافد أعداد كبيرة من زوار المهرجان، الذين حرصوا على مشاهدة الأعمال التراثية والحرفية، التي يقوم بأدائها علي بن معتوق البراهيم.

وأوضح البراهيم خلال حديثه، انه حريص على إتقان حرفته التي أحبها، والتي ارتبطت بالنخلة، فحرفته يرى أنها مثال حي على أن النخلة مباركة لا يُرمى منها شيء، مبينا أن كل ما في النخلة نافع ومفيد. وعن أهم «الخوصيات» التي يصنعها، رغم قدم المهنة التي يمارسها، هي صناعة القرطلة، الزبيل، مروى، الخرج، مكنسة، حذاء من الليف، وحدايج ومحاوي الخاصة بالجمال، مؤكدا على أنه يشعر بالاعتزاز، ويمضي ساعات طويلة في صنع هذه الأنواع من «الخوصيات».

وبيّن البراهيم، أن الليف الذي يستخدمه لصناعة «الخوصيات» هو من ليف «الجدب»، أما القشر الخارجي لجذع النخلة الذي يزال بواسطة العمال، فهو غير صالح كواجهة خارجية، لكنه يستخدم كحشو داخلي.

ويشكو البراهيم، من قلة الليف الذي يستخدمونه للصناعة، معللاً ذلك بإقدام الكثير من أصحاب المزارع على إحراقه، مما يضطره لشرائه في كثير من الأحيان. وعزا البراهيم استمراره في ممارسة هذه المهنة، إلى حبه في الحفاظ على تراث الآباء والأجداد، ووصف التراث بأنه ثروة وطنية لا بد من التمسك بها والمحافظة عليها. وحول ما إذا كانت صناعاته تلقى رواجاً بين جيل اليوم، أجاب البراهيم أن الكثير من الشباب لا يقبل على الشراء، إلا أن آباءهم هم من يشترون، وبين أن أسعار مصنوعاته تتراوح ما بين 10 إلى 250 ريالا، حيث يمثل (الخرج) الذي يوضع على ظهر الحمير لنقل البضائع أو الرمل أو الحجر، أغلى مصنوعاته.