إلغاء الرحلات الجوية مع مطار رفحاء يتسبب في مشاكل طبية واقتصادية وتعليمية

المستشفى: 50 مريضا يفقدون مواعيدهم في مستشفيات الرياض * المحافظ: الإلغاء تسبب في تذمر المواطنين والمقيمين * هيئة الطيران: إعادة توزيع تشغيل المطارات على «السعودية» و«ناس» و«سما»

مدخل صالة المغادرين بعد إلغاء رحلات الطيران
TT

أكد محمد ديسان العنزي مدير عام مستشفى رفحاء لــ«الشرق الأوسط» أمس أن هناك أكثر من 50 مريضا أسبوعيا يفقدون مواعيدهم في مستشفيات الرياض بسب إلغاء جميع الرحلات من مطار الملك خالد الدولي الى مطار رفحاء بعدما كانت تسير خطوط «ناس» 7 رحلات أسبوعيا. وأضاف العنزي ان معظم المرضى لديهم مواعيد مهمة ويعانون من أمراض خطيرة لا تقبل الانتظار كمرض السرطان، والقلب. ناهيك عن عدم زيارة وفود طبية ومستشارين لكسب خبرات جديدة.

وعن الاجراء الذي قام به مستشفى رفحاء العام قال العنزي إن مستشفى رفحاء خاطب وزارة الصحة للتدخل لوضه حل للمرضى الحرجة حالتهم، كما طلب العنزي من هيئة الطيران المدني ان تتدخل بشكل سريع لوضع حل وإعادة الرحلات المتوجهة للرياض لأن جميع المرضى ليس لديهم بديل عن ذلك. من جانبه قال محافظ رفحاء عبد العزيز فهد الزمام لــ «الشرق الأوسط» أمس ان هناك تذمرا من المواطنين والمقيمين بعد إلغاء جميع الرحلات المتوجهة للرياض، حيث ان ارتباط المحافظة بمدينة الرياض هو ارتباط عضوي خاصة بالنسبة للمستشفيات والوزارات والقطاع الحكومي والخاص. وأضاف الزمام أن محافظة رفحاء تبعد عن مدينة الرياض 800 كيلو متر ويسكن رفحاء أكثر من 120 ألف نسمة وتتبعها اكثر من 23 هجرة، وان المحافظة وصلها عدد كبير من الشكاوى من المواطنين المتضررين ومعظم تلك الشكاوى من المرضى. وتابع محافظ رفحاء ان «إلغاء الرحلات له مشاكل عدة على حياة المواطنين سواء طبية او اقتصادية أو تعليمية، فهناك مرضى ومراجعون وطلاب يبحثون عن فرصة في الجامعات مما شكل عبئا كبيرا على ساكني المحافظة». وعن الإجراء الذي قامت به محافظة رفحاء قال الزمام ان «المحافظة خاطبت إمارة منطقة الحدود الشمالية ونقلت شكوى المواطنين والمقيمين إلى هيئة الطيران المدني ومن يمثلها عن سبب إلغاء الرحلات المتوجهة إلى مدينة الرياض والاستفسار عن ما حدث لحل الأزمة التي تعيشها المحافظة». من جانبه أكد مصدر مسؤول في هيئة الطيران المدني (طلب عدم ذكر اسمه) ان هيئة الطيران المدني ستعيد رحلاتها للمطارات الصغيرة بعدما تخلت شركة ناس للطيران بالكامل عن تسيير رحلاتها، مضيفا ان تخلي «ناس» عن إقلاع رحلاتها إلى مطار رفحاء يعود لعدم الجدوى الاقتصادية، حيث الأسعار المحددة لا تتناسب مع التكلفة التشغيلية. وقال المصدر إن تخلي شركة ناس للطيران عن المطارات الصغيرة وإلغاء جميع رحلاتها وخاصة مطار رفحاء وضع هيئة الطيران في موضع اتهام رغم ان هيئة الطيران المدني ليست المسؤولة عن ذلك، مضيفا ان «ناس» هي المسؤولة عن ما يحدث من إلغاء الرحلات، مؤكدا انه يجب على «ناس» ان تقوم بنفس الدور الذي كانت تقوم به الخطوط السعودية من حيث عدد الرحلات وعدد الركاب، وان هذا الانسحاب اثر على حركات الطيران المدني في السعودية. وأضاف المصدر ان هناك اتفاقا بين هيئة الطيران وشركات الطيران التي دخلت السوق مؤخرا «ناس وسما» بأن تقوم بنفس الخدمة التي كانت تقدمها الخطوط السعودية. مضيفا ان هيئة الطيران المدني في طور حل مشكلة الغاء الرحلات إلى المطارات الصغيرة وعمل جدولة جديدة لتشغيل المطارات الصغيرة، وإعادة توزيع تشغيل المطارات على الخطوط السعودية وناس وسما في 15 يوليو (تموز) الجاري. وبين المصدر ان هيئة الطيران المدني تستبعد أي إجراء قانوني تجاه شركة ناس أو سحب الترخيص للطيران داخل الأجواء السعودية.

وعن دخول شركات طيران جديدة في السعودية قال المصدر ان الهيئة فتحت باب تسجيل طلبات الدخول للشركات الراغبة في تسيير رحلات داخلية في السعودية، لكنه استبعد دخول شركات جديدة في الوقت الراهن لعدم وجود جدوى اقتصادية وارتفاع الوقود وبقاء التذاكر بنفس الأسعار.

من جانبه قال مدير مطار رفحاء سالم بن سفر انه منذ أكثر من 10 أيام توقفت رحلات ناس إلى مطار رفحاء، معربا عن ان الكثير من المسافرين كانت لديهم حجوزات مؤكدة من رفحاء إلى الرياض وكانوا موجودين داخل المطار على أمل سماع عودة الرحلات المتوجهة للرياض، مضيفا ان جميع الرحلات المتوجهة الى الرياض ألغيت من دون معرفة الأسباب. وكانت «الشرق الأوسط» حاولت الحصول على رد من شركة ناس للطيران حول إلغاء رحلاتها إلى محافظة رفحاء، إلا أنها رفضت الإدلاء باي تعليق حول الموضوع.