باعة سعوديون يتزاحمون على الطرق لبيع الفواكه الحساوية رغم حرارة الشمس

التين والرطب والليمون تجذب السياح الخليجيين

أحد باعة الجح يجلس على قارعة الطريق في الدمام، بالمنطقة الشرقية والذين يتزايد عددهم مع إطلالة فصل الصيف، ويتزايد إقبال الناس على شراء البطيخ الأحمر أشهر فاكهة الصيف (تصوير: أثير السادة)
TT

تجذب فاكهة الصيف، في محافظة الأحساء، السائحين الخليجيين والآسيويين، إضافة إلى السعوديين القادمين من المناطق المختلفة، لما تتميز به الفاكهة الأحسائية من طيبة ثمارها وحسن مذاقها ورائحتها الفواحة، وهي محاصيل مشهورة بإنتاجها مثل الرطب السكري، التين الأحمر، التوت الأسود، الليمون الأخضر، العنب، البابي، والبطيخ الأصفر.

ومع بداية الصيف الحالي، تبدأ مجموعة من المحاصيل الزراعية في النضوج سريعا، بسبب حرارة الشمس الحارقة، وسرعان ما تنتشر هذه المحاصيل من قِبل الباعة المتجولين على الشوارع والأرصفة والدكاكين الصغيرة والأسواق التجارية والشعبية.

وكانت وما زالت تشتهر واحة الأحساء بمزروعاتها ومنتجاتها المحلية، من أنواع الفاكهة والخضر، حيث يعد فصل الصيف موسما ثريا للمزارعين والباعة من الفلاحين، وذلك لعدد من المحاصيل الزراعية، نتيجة وفرتها، وكميات توزيعها، حيث بدأت هذه المحاصيل من الفاكهة تغزو الأسواق المحلية بكثافة هذه الأيام، وبأسعار متفاوتة، حيث تختلف قيمة السلعة من المحصول نفسه من بائع لآخر، حسب الكمية والجودة.

وكل ما في الأمر، أن المتجول في مدن وقرى الأحساء، سوف يجد تنافسا شديدا بين الباعة للظفر بموقع متميز على جنبات الطرق الرئيسة والفرعية، وحجز موقع مناسب يكون فيه البيع وفيرا، حتى لو كان الموقع مكشوفا غير مظلل من حرارة الشمس، خصوصا في فترتي الظهر والعصر، الأمر الذي يؤدي أحيانا إلى تزاحم الباعة في طريق واحد، أيضا ينتشر البائعون في الأسواق الشعبية التي تشتهر بها الأحساء، كما يتوزعون على الشوارع الواصلة بين القرى والمدن، وأيضا الخط الواصل بين الأحساء والدمام.

يقول الخبير الزراعي، المهندس مهدي ياسين الرمضان، إن هناك محاصيل زراعية بدأت ترتفع نسبة كمياتها مثل الليمون الحساوي والتين الحساوي، خلال الـ6 سنوات الماضية، في حين أن بعض المحاصيل الأخرى بدأت تندثر، مثل الرمان، حيث لا يوجد سوى كميات قليلة جدا، كذلك بعضها اندثر نهائيا ولم يعد لها وجود على أرض الأحساء مثل الخوخ والمشمش.

ويضيف الرمضان، أن نسبة إنتاج الأحساء من المحاصيل الزراعية من الفاكهة تقدر بنحو 6% من دون ثمار النخيل. مبينا أن تراجع بعض المحاصيل الزراعية من الفاكهة واندثارها يعود لوجود بعض الأمراض التي أصابت الأشجار والتربة مثل (النيماتودا) أو الديدان الثعبانية، وهو ينتقل عن طريق الماء، كذلك العدوى عن طرق نقل الأشجار المصابة والتربة، حيث بعض الأشجار يقاوم هذا الطفيل والآخر لا يستطيع مقاومته.

وتتميز الفاكهة الأحسائية برائحتها الطيبة ومذاقها الحلو، يقول عبد الله المسيليم (38 عاما)، بائع متجول، إن محاصيل الفاكهة بدأت تنتشر في الأحساء، نتيجة حرارة الصيف الباكرة، التي ساهمت في نضوج المحاصيل، مضيفا أن أسعار الفاكهة الموجودة تتفاوت حسب الكمية والجودة، حيث يصل سعر صندوق التين المتوسط بين 15 إلى 20 ريالا، في حين يصل سعر الليمون الحساوي من 10 إلى 20 ريالا، حسب نوع وحجم الليمونة واصفرارها.

وأضاف المسيليم، أن صندوق الرطب الآن لا يتجاوز 20 ريالا من الغر والمجناز والطيار، وخلال الأيام المقبلة، سوف يتم دخول عدد كبير من الأصناف، مثل الخلاص، الشيشي، الرزيز، والهلالي. وبين المسيليم أن البابي بدأ ينتشر في السوق، حيث يصل سعر الصندوق 15 ريالا، وأن العنب إنتاجه قليل، إذ لا يتوفر في المزارع بكميات كبيرة.

وتستقطب الفاكهة الأحسائية، عددا كبيرا من مواطني دول الخليج الذين يقبلون على شرائها أثناء وجودهم في الأحساء، مثل القطريين والبحرينيين والكويتيين، الذين يعشقون أنواع المزروعات الأحسائية من الفاكهة المتنوعة، كذلك لرخص أسعارها، إضافة إلى أنها طازجة، وغير مبردة.