442 فائزا وفائزة يتقاسمون جوائز أبها.. وأولى الجلسات تشهد حضور الأسئلة وغياب الإجابات

أمير عسير يترك منصة الحفل للمتحدثين ويجلس في صفوف حضور جلسات الملتقى الثقافي

انطلاق ملتقى أبها الثقافي وتسليم جوائز أبها لعام 29
TT

تقدم امير منطقة عسير ورئيس اللجنة الرئيسة لجائزة أبها، الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، الحضور في مناقشات جلسات ملتقى ابها الثقافي 1429 التي انطلقت صبيحة امس في فندق قصر أبها والمنعقدة تحت عنوان «الشباب ومتطلبات المستقبل».

وكان الأمير الذي رعى الحفل وسلم الجوائز للفائزين قد تخلى عن منصة الحفل وجلس في الصف الاول لحضور الجلسة الاولى من اللقاء والمنعقدة باسم «دور الجمعيات والمراكز والدور الاجتماعية في خدمة الشباب». الى ذلك أكد الأمير فيصل بن خالد «إن جائزة أبها تنبذ التراخي وتثبت العزم لها في كل عام في موعد لا تخلفه كمواعيد المطر في جبال عسير حتى باتت تشبه النبت الذي يخرج من مداره وتتنشق عبير نباتات الجبل الأشم وترقص على زخات المطر وستبقى بإذن الله منارا وطنيا يتجه إليه الإبداع ويصعد إليه التميز».

وبين «ان العلم ليس له مدى لأن أبناء هذا الوطن لا يعرفون القبض على صفحات الخيبة لأن وطننا هو كل شيء»، داعيا المفكرين لتقديم المقترحات والرؤى لتطوير الجائزة وملتقاها.

الدكتورة عائشة نتو احدى المشاركات المدعوات من مدينة جدة تقول لـ«الشرق الأوسط»:«ان حضور الأمير بهذه الطريقة ترك انطباعا رائعا لدى الحضور والضيوف، وجلوسه للانصات لهذا الحوار، دليل حي على اهتمامه بالثقافة والحوار».

الجوائز التي تقاسمها نحو 442 فائزا وفائزة بلغت 1.7 مليون ريال مقدمة من امير عسير، وموزعة على فروع الجائزة الأربعة وهي جائزة الخدمة الوطنية وجائزة الثقافة وجائزة التعليم العالي وجائزة التعليم العام، اعتبرها الحاصلون عليها وساما ودافعا للمضي الى غد افضل، وهو ما يعلق عليه الدكتور أحمد محمد النعمي الفائز بجائزة أبها الوطنية، الذي قال:«ان هذه الجائزة تجمع النتاج الفكري والإبداع الوظيفي والتفوق الدراسي وتتواصل من خلالها أيادي الخير والنماء ومساعي التقدير والتشجيع واصفا إياها بأنها حزمة لسلسلة من وسائل التقدير المتواصل للمبدعين في هذه المنطقة في مثل هذا الوقت من كل سنة».

من جهة اخرى حضرت الأسئلة وغابت الاجابات، في الجلسة الاولى التي أقيمت على هامش ملتقى ابها الثقافي، وزادت بأكثر من نصف ساعة عن وقتها المحدد، بعد ان طرح الدكتور عبد العزيز بن ابراهيم الهدلق وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية المساعد للتنمية الاجتماعية، ورقة عمل استعرض فيها جهود وزارة الشؤون الاجتماعية في مجال رعاية الشباب بمختلف فئاتهم.

ورقة العمل التي أسهب بها وكيل الوزارة الذي عين حديثا، قال فيها الدكتور الهدلق: «ان فئة الشباب تمثل 60 في المائة من المجتمع السعودي»، مشيرا الى ان وزارته تبذل جهودا لاحتوائهم بشكل ايجابي يتسنى من خلاله الاستفادة من طاقاتهم».

واوضح ان 28 مركزا للتنمية الاجتماعية في السعودية تقدم خدماتها للشباب. ومبينا «ان في السعودية 612 جمعية منها 460 خيرية منها 30 نسائية، و160جمعية تعاونية، و126 متعددة الاغراض و25 جمعية تعاونية زراعية و3 جمعيات استهلاكية».

الحديث جاء مطولا عن قضايا الشباب واهتمام الوزارة بهم، وبعض من نشاطات الوزارة، لكن الأسئلة التي حاصرت مسؤول وزارة الشؤون الاجتماعية، انتقدت من خلال نحو 3 محاورين رئيسيين واكثر من 20 سؤالا طرحت من الحضور عن ابتعاد التقرير وورقة عمل الشؤون الاجتماعية عن التفصيل والخطط المستقبلية التي تعمل عليها والمشاكل التي تواجهها، وكذلك المنجزات التي لم تنفذها.

فبينما تشارك المحاوران الرئيسيان، الكاتب الصحافي صالح الشحي وفوزية ابو العيون، توجيه النقد لعدم وصول صورة من ورقة العمل التي من المقرر ان يطرحا حواراتهما بناء عليها، حيث اكدا عدم وصولها الا صبيحة امس على الرغم من انهما طلباها منذ فترة طويلة.

يقول صالح الشحي في مداخلته «ان مراكز التنمية الاجتماعية كانت منذ نصف قرن تجريبية ولا تزال على ذلك الحال»، مؤكدا «انا وغيري نسمع عن هذه المراكز ولا نرى دورها»، مشيرا الى ان هناك مراكز انطلقت مثل المجالس البلدية اخيرا ورأى الناس دورها وفعلها بينما لم يشاهد الناس أي وجود لمركز التنمية الاجتماعية.

وطالب الشحي بالنظر في وضع الأيتام، خاصة المطلقات اللاتي يواجهن مشكلة كبيرة بعد زواجهن وخروجهن من الدور الاجتماعي وبعد ان يطلقن لا يجدن الا الشارع، مطالبا بضرورة اعادتهن الى الدار.

ولم ينس الشحي ان يوجه سؤالا عن مدى متابعة الوزارة وهل لديها آلية لصرف مكافآت المعوقين وضمان صرفها عليهم.

أسئلة كثيرة حاصرت وزارة الشؤون الاجتماعية، تبدأ ولا تنتهي، شهدتها قاعة احتفالات قصر ابها، لم يخفف منها الا جرعات تخدير قدمها الدكتور عبد الله دحلان عضو مجلس الشورى، الذي أكد ان الوزير الذي يجلس في الصف الاول ووكيله حديثا عهد بالوزارة ولم تمض الا شهور على تسلمهما هذه المناصب، وهذه قضايا تراكمية، يعتقد الدحلان من خلال معرفته بالوزير انها ستشهد حلولا كبيرة خلال الفترة المقبلة.

وبينما تنوعت اسئلة الحضور ومداخلاتهم كانت مداخلة الدكتور فهد آل عقران رئيس تحرير جريدة المدينة السعودية اكثرها عمقا، اذ لخص مشكلة او مشاكل الشؤون الاجتماعية بوجود فجوة بين المخططين الذين عادة ما يكونون في عقدهم السادس غالبا، وبين من يتم التخطيط من اجلهم وهم شباب في عقدهم الثاني غالبا، معتبرا ان ذلك أوجد فجوة كبيرة صعبت من تنفيذ تلك الخطط او جدواها بالنسبة للشباب.

وطالب آل عقران وزير الشؤون الاجتماعية بالاستمرار في زياراته الميدانية التي يقوم بها منذ توليه الوزارة، معتبرا ان المكاتب سبب مشاكل كل الوزارة والبعد عن الاستماع لقضايا الناس مباشرة.