فتيات يفضلن لقب الزوجة الثانية والثالثة مع خمسيني على لقب الأولى مع ثلاثيني

إحداهن يشدها بياض شعره وأخرى تجاعيد وجهه وهو يضحك

TT

عندما يتقدم العمر بالفتاة ويتجاوزها قطار الزواج، أو عندما تكون الظروف الأسرية التي تعيش فيها غير مناسبة، قد يدفعها ذلك للقبول بمن هو في سن والدها، لكن الغريب في الأمر حينما تكون الفتاة يافعة وفي عنفوان صباها وتقبل بخمسيني يكبرها بأكثر من ضعف عمرها وتزاد الغرابة حينما تفضل ذلك الخمسيني على شاب في مثل عمرها، والسبب لأن هذا الأخير ما زال في بداية حياته المهنية ولن يشبع رغباتها وتطلعاتها.

وتقول جواهر الغميشي: «ما يثير الاستغراب هو موافقة شابات جميلات تتراوح أعمارهن بين الـ18 والـ24 عاماً على الزواج من رجل متزوج ليحظين بلقب الزوجة الثانية وربما الثالثة، والشابات المقصودات هنا لسن من النوع الذي يجبرن على ذلك من قبل عائلاتهن، لأنهن يبحثن عن هذا الخمسيني المقتدر مادياً».

في حين ترى فايزة عيسى، التي تبلغ من العمر 23 عاماً، أن الرجل المتزوج مليء بالحنان والدفء، وتضيف: «سأوافق على الزواج من رجل متزوج مقتدر، فهو أكثر نضجاً من غيره ويقدر المسؤولية، وتجربته في الحياة تؤهله لأن يؤسس أكثر من بيت، وإذا كان أبا فهذا هو المطلوب لأنه سيكون حنونا ومتفهما».

كما أن شيرين محمد ذات الـ20 ربيعاً، لا ترى غرابة في ذلك، خصوصاً إذا كان الزوج وسيماً، وتضيف: «إذا ما كان مقتدراً من الناحية المادية إضافة إلى النضج والخبرة، فإن ذلك كاف من وجهة نظري».

وتقول سارة سعد، الطالبة الجامعية، إنها إذا أحبت شخصاً فهي ترضى بكل ظروفه وعيوبه ومحاسنه، ومن ذلك الفارق الزمني الكبير بينهما، كما لا تمانع على الرغم من صغر سنها من تربية أبنائه في حال فقد زوجته في طلاق أو بسبب وفاتها، لكنها مع ذلك لا تقبل بأن تصبح الزوجة الثانية.

لكن هناك من يرى الصورة بشكل آخر، حيث ترى أمل عبد اللطيف، ذات الـ24 ربيعاً، أنّ سبب قبول الكثير من الشابات بالرجل المتزوج هو الهروب من شبح العنوسة، كما أنّ الأهل في الغالب هم الذين يقنعون الفتاة بالزواج من رجل متزوج، خاصة إذا كان غنيا.

ياسمين عبيد، التي تبلغ من العمر 18 عاما، تقول: «إن الرجل كلما تقدم في السن، زادت جاذبيته أكثر، وما يشدني إليه هو بياض شعره»!. وتضيف أنه لا مانع عندها بأن يكون متزوجا، ورغم أنها تقول إن والديها سيرفضان ذلك العريس إذا تقدم لها، إلا أنها تقول إذا كنت أحبه وهو يحبني، فسأفعل المستحيل من أجله.

ولا تبتعد كثيراً فاتن مهدي مصطفى، ذات الـ19 عاما، عن هذا الحلم، حيث تقول إن الرجل بعد سن الأربعين يكون في أجمل أيامه، وتضيف: «تعجبني تجاعيد الوجه خاصة عندما يضحك، لكنها ترى أن سبب هذا الإعجاب قد يكون مرده فقدانها لوالدها وهي صغيرة».

لكل فتاة شروطها في زوج المستقبل، لكن أن تنتظر فتاة رجلا في الـ50 من عمره وتعتقد بأنه سيتخلى عن أسرته من أجلها، كما تعتقد سامية أحمد ذات الـ22، فهذا ما لا يبدو منطقياً، وذلك لأنها تخاف من نظرة المجتمع لها باعتبارها خطافة الرجالة كما تقول، لذلك تشترط في خمسيني المستقبل أن ينفصل عن زوجته الأولى في حال أراد الزواج منها.

وتؤكد الدكتورة إخلاص عبد الرحيم مصطفى، الباحثة التربوية والمرشدة الاجتماعية، أن الفتاة اليافعة لا تلجأ إلى مثل هذا الزواج إلا لظروف قاهرة تجبرها عليه وتحاول الهروب منها إلى ملاذ آمن يحميها من خوف الحياة ويقيها من توقعات المستقبل المجهول.

وتشير إلى أن موافقة فتيات على مثل هذه الزيجات ربما يكون بدافع الإحساس بالحرمان العاطفي من الأب بفقده أو بابتعاده لأي سبب آخر، مما يجعلها تهوى حنان الأبوة الذي افتقدته وتعوضه بزوج تعتبره أبا لها في ذات الوقت الذي تتصرف معه كزوجة، معتبرة أن هذا الإحساس خطير وشائك وربما يؤدي إلى فشل الحياة الزوجية فيما لو استمر بهذه الطريقة. وتوجه الدكتورة إخلاص نصيحتها للمراهقات في التأني والتريث في اتخاذ مثل هذه الخطوة التي قد تنقلب وبالا عليهن، مع تأكيدها أنه ليس كل علاقة زوجية يكون الفارق العمري فيها كبيرا بين الزوجين مردها الفشل، مضيفة أن هناك فتيات قد ارتبطن بمن يكبرهن عمرا ومع ذلك شعرن بالسعادة والراحة.