قاموس سعودي يرصد مسيرة الأدب والأدباء منذ نشوء الدولة السعودية الأولى

د. السماري لـ«الشرق الأوسط»: يضم أكثر من 1000 مادة ويترجم عالميا إلى الإنجليزية

د. فهد السماري
TT

أوضح الدكتور فهد السماري، الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، ورئيس اللجنة المشرفة على إعداد قاموس الأدب والأدباء في السعودية، أن القاموس يتحدث عن الأدب والأدباء منذ نشوء الدولة السعودية الأولى إلى الوقت الحاضر، مضيفا أن القاموس يشمل جميع مواد الأدب السعودي، كذلك الأدباء السعوديين بشكل عام، وسوف يترجم إلى اللغة الإنجليزية بعد إنجازه، ليكون عالميا.

وبين السماري أن الأصل في إعداد القاموس كان عن الأدباء المعاصرين، غير أن اللجنة المشرفة عليه، قررت أن تكون المعلومات الموجودة فيه عن الأدب والأدباء منذ نشأة الدولة السعودية الأولى، وذلك للترابط التام بين فترات الدولة السعودية في أدوارها الثلاثة. وقال السماري في حديثه مع «الشرق الأوسط» أمس، ان اللجنة المشرفة على القاموس قطعت شوطا في إعداد قائمة برؤوس الموضوعات التي سوف يشتمل عليها، من الأسماء الأدبية، والفنون الأدبية، وهي تستعين في ذلك ـ بالإضافة إلى خبرتها ـ بالأندية الأدبية السعودية، بهدف التعرف الى أدباء المناطق المختلفة، إضافة إلى استعانتها بالمراجع التي ترجمت للأدباء السعوديين، مشيرا إلى أنه يتوقع أن تكون ألا تقل مواد القاموس عن ألف مادة، مبينا أن الأهم في انطباق معايير الاختيار لمن يكتب عنهم القاموس، وهي معايير علمية موضوعية يتم تطبيقها على كل مادة قبل تكليف الباحثين بالكتابة عنها لإدخالها ضمن القاموس، وهي تشمل مسيرة كاملة للأدب والأدباء.

وأشار السماري، إلى أن القاموس مشروع علمي كبير تعمل دارة الملك عبد العزيز على تنفيذه، وتشرف عليه لجنة علمية مكونة من قبلها، إذ ان كتابة مواده يقوم بها باحثون ومختصون سعوديون، حيث يشرف عليه الدكتور محمد الربيع المستشار بالدارة، كما أن اللجنة المشرفة وضعت الخطوط الرئيسة لتنفيذ هذا المشروع العلمي الذي يعد توثيقاً تاريخياً لأسماء ونتاج مؤسسات الحركة الأدبية السعودية، وكان الاجتماع الثالث للجنة الذي عقد أخيراً في مقر الدارة قد اتفق على أسماء الأدباء من الرجال والنساء الذين سيترجم لهم، كما رشح المجتمعون مَنْ ستستكتبهم الدارة لهذا الغرض فضلاً عن المعايير والاشتراطات في أسماء الأدباء والموضوعات والمؤسسات والمطبوعات والأجناس والجوائز والمهرجانات الأدبية التي ستدون في القاموس.

وبين السماري، أن الدارة أجرت دراسة مسحية شاملة لكل الكتب والموسوعات والأدلة المتعلقة بالأدب السعودي، للتأكد من أهمية العمل الجديد ومعرفة الجوانب الإيجابية في تلك الأعمال السابقة، والاستفادة منها، كذلك معرفة الجوانب السلبية لتجنب الوقوع فيها، كذلك الكشف عن جوانب النقص واستكمالها، بعدها تم وضع خطة العمل المشتملة على الأهداف والمواصفات وشروط الاختيار لمن سيكتب عنهم في القاموس مع وضع تقنينات دقيقة لأسلوب الكتابة وما تشتمل عليه أي مادة من مواد القاموس.

وقال السماري، انه يتوقع أن يمتاز القاموس بالشمولية، والمنهجية العلمية، والمعيارية، والانضباط والتوثيق، إضافة إلى إيراد أحدث المعلومات عن الشخص المترجم له، متوقعا أن يحظى القاموس بحلة جديدة ويلاقي رواجاً وانتشاراً في السعودية والوطن العربي، حيث تعتزم الدارة ترجمته إلى اللغة الإنجليزية ـ في مرحلة لاحقة ـ ليكون عالمياً عن الأدب والأدباء في السعودية.

وأضاف السماري، من المتوقع إنجاز القاموس بعد عامين من الآن، حيث إن دارة الملك عبد العزيز تقوم بتنفيذ أعمال موسوعية كبرى، وتبني قواعد ومعلومات شاملة عن العلماء، المفكرين، المؤرخين والجغرافيين وغيرهم، ممن خدموا السعودية في أي نشاط من أنشطة الحياة، فهي ستواصل العمل في إصدار قواميس وموسوعات متنوعة حتى تكون أعمالها البحثية شاملة ومتكاملة.

وقال السماري، ان القاموس سوف يضم السير الذاتية والإنتاجية لروائيين وقاصين ومسرحيين ونقاد وأصحاب دراسات وبحوث وكتاب في فنون الأدب والفن من الجنسين ممن لهم إنتاج واحد على الأقل في مجال إبداعه الذي عرف به، وأشار إلى أنه عمل علمي يأخذ بالمنهجية المحمكة وفق القواميس الدولية المعروفة حتى تتحق فيه سمات التكامل والشمولية والدقة ليكون رافداً للدراسات الأدبية التاريخية ويقدم تعريفاً للحركة الأدبية المحلية بشكل يعكس إنجازاتها ومقدراتها للآخرين وبالتالي يسد الحاجة الملحة في المكتبة لمثل هذا الرصد والوصف والتعريف.