في ظل تكرار انقطاع الكهرباء.. متضررون يلجأون إلى قوالب «الثلج» لإطفاء لهيب الصيف

«السعودية للكهرباء» تبرر المشكلة بالتضخم الخارج عن إرادتها.. و«الصحة» تلجأ للمولدات لتشغيل مصحاتها

وزارة الصحة لجأت للمولدات الكهربائية لضمان استمرار التيار الكهربائي في مرافقها في حال تعرضت للانقطاع («الشرق الأوسط»)
TT

تواصلت المعاناة مع مسلسل انقطاع التيار الكهربائي الذي طال عدداً من مناطق ومحافظات السعودية، وأدى بكثير من المتضررين إلى تغيير نمط حياتهم واتباع أساليب بدائية لتخفيف حرارة الصيف التي جاوزت معدلاتها المعتادة في مختلف مناطق البلاد، حيث ابتكر البعض طريقة جديدة، عن طريق استخدام قوالب الثلج في التبريد، حال انقطاع التيار الكهربائي من منازلهم، وهو الذي رافقهم خلال فصل الصيف الجاري.

ولجأ المتضررون لهذا الابتكار في الوقت الذي اقتربت فيه درجة الحرارة في بعض مناطق ومحافظات بلادهم من الـ 50 درجة نهاراً، و47 ليلاً، عقب إن حُرموا من أجهزة التكييف، بسبب انقطاعات طرأت على التيار الكهربائي في أجزاء من المناطق السعودية على مدى الأسبوع الماضي، وما قبله.

وعاش البارحة الأولى عدد من أحياء العاصمة السعودية، الرياض، ظلاماً دامساً عقب تعرض التيار الكهربائي للانقطاع، بدون سابق إنذار، وهو ما لم يعتد عليه عدد من أهالي المنطقة الوسطى في البلاد، وعدد من المحافظات الأخرى، التي كان لها نصيب آخر من حيث انقطاع التيار الكهربائي.

وأرجع مسؤول في الشركة السعودية للكهرباء، فضل عدم الكشف عن هويته، انقطاع التيار الكهربائي بين وقت وآخر، لتضخم مُعدلات النمو في البلاد والتي تفوق إمكانيات شركته، على حد وصفه، في حين ربط ما بين زيادة الطلب على التيارات الكهربائية، وارتفاع أسعار المواد التشغيلية الكهربائية، في إشارة منه إلى مادة النحاس التي تقوم الطاقة الكهربائية عليها بدرجة أساسية.

وكشف أن مشاريع تتبع للشركة لا تزال قائمة، فاقت تكلفتها أكثر من 20 مليار ريال، في الوقت الذي أكد فيه صرف شركته أكثر من 93 مليار ريال مقابل مشاريع، البعض منها رأى النور في وقتٍ سابق، والبعض الآخر لا يزال قيد التشغيل. وفي سياقٍ مُتصل، كشفت وزارة الصحة السعودية عن تركيب مولدات كهربائية «أوتوماتيكية» في أغلب مستشفياتها على مستوى البلاد، والتي تعمل آلياً حال انقطاع التيار الكهربائي عن المصحات التي تعمل بها.

وقالت الوزارة، على لسان ناطقها الإعلامي الدكتور خالد مرغلاني، لـ «الشرق الأوسط» ان المولدات الكهربائية غير متضررة، وأن وزارته أجرت عليها اختبارات للتأكد من حالة عملها، وأثبتت جاهزيتها وعملها أوتوماتيكياً حال انقطاع التيار الكهربائي.

وفي المنطقة الشرقية عاد مسلسل انقطاع التيار الكهربائي ظهر أمس، من جديد، لكن هذه المرة في حي الطبيشي، أحد أحياء مدينة الدمام، الذي استمر زهاء ساعة واحدة.

وأوضحت شركة الكهرباء السعودية أن سبب انقطاع التيار الكهربائي هو نتيجة خلل في إحدى محطات التوزيع الكهربائي في المنطقة، وقالت إن انقطاع التيار الكهرباء على سكان الحي كان محدودا، ولفترة زمنية قصيرة، نافية في الوقت نفسه أن تكون هناك أحياء أخرى أصابها انقطاع في التيار الكهربائي، مبينة أن جميع الأحياء القريبة والبعيدة من الحي لم تنقطع عنها الكهرباء.

من جهته استغرب سعد المعجل، نائب رئيس الغرفة التجارية في الرياض، ورئيس اللجنة الصناعية في مجلس الغرف، في حديث لـ«الشرق الأوسط» عجز شركة الكهرباء السعودية في توفير الطاقة الكهربائية لبلد ينتج الطاقة، مضيفا، إذا استمر أداء شركة الكهرباء على حاله، ولم تطور خدماتها لتوفير التيار الكهربائي في أوقات الذروة، فسوف تتكرر العملية في السنوات المقبلة، خصوصا مع النمو العمراني والسكاني والصناعي في السعودية. واقترح المعجل توفير شركات بديلة لتوفير الطاقة البديلة عن الكهرباء، من خلال توزيع الغاز المسال والجاف لتوليد الطاقة في المدن لاستخدمها في التكييف، خصوصا في المنشآت السكانية والإدارية والتجارية الكبيرة.