مستشفى تخصصي للأطفال بسعة 350 سريرا في عام 2011

د. عبد الله الزبن: سيشكل إضافة بارزة للمنظومة الصحية في السعودية

TT

كشف الدكتور عبد الله الزبن مدير مستشفى الأطفال التخصصي التابع للشؤون الصحية بالحرس الوطني، أن المستشفى سيرى النور مطلع عام 2011، مؤكداً أن الأعمال تسير على قدم وساق لتجهيز المنشأة الصحية الوليدة، حيث تم تكوين لجان عمل تقوم على تجهيز المستشفى والإعداد له على مراحل متوالية، تنطلق من تجهيز المكان واحتياجاته والتخطيط الأولي، إلى أن تصل لمرحلة اعداد القوى العاملة المطلوبة وتوظيفها بناء على حجم المكان ومدى طاقته الاستيعابية. وأشار الزبن إلى أن المنشأة الصحية الجديدة ستجمع بين التطبيب والتعليم، إذ سيكون ذلك ميزة بارزة للمستشفى، وهي التي تضمن متابعة ومراقبة كل ما هو جديد في المجال الصحي، وإقامة الدراسات والبحوث الصحية التي تكسب الخبرة وتجعل القدرة التطبيبية والعلاجية أفضل وأحدث، موضحاً أن الأطباء سيكونون في الوقت ذاته أساتذة في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية، موضحا بأن هذا التداخل سيخدم جودة العمل.

وأرجع مدير مستشفى الأطفال التخصصي سبب إنشاء المستشفى والتوسع في العيادات ومراكز الإسعاف إلى أن عيادات الأطفال في مدينة الملك عبد العزيز الطبية لم تعد تستوعب المراجعين ولا الحالات القادمة من خارج المدينة، لافتاً إلى أن المستشفى التعليمي التخصصي، سيرتقي لأن يصبح جزءاً من المنظومة الصحية في السعودية، يقدم مستوى عالياً من العلاج، وخدمات أكثر للجميع سواء من منسوبي قطاع الحرس الوطني أو غيرهم.

وقال الدكتور عبد الله الزبن لـ«الشرق الأوسط»: إن مستشفى الأطفال التخصصي التعليمي، الذي يمتد على مساحة 82.000 متر مربع، ستبلغ طاقته الاستيعابية 350 سريراً، ويعد من المشاريع المتطورة التي ستحتويها المدينة الجامعية لجامعة الملك سعود للعلوم الصحية، مضيفاً أنه تجربة رائدة، سواء على مستوى التخصص الطبي أو التعليمي. وفيما يتعلق بما يقدمه المستشفى من جديد كونه تخصصياً للأطفال، أوضح أنه يحتوي على مرافق تقديم الرعاية الطبية الفائقة والمتميزة من خلال توفير وحدات للعناية المركزة وغرف العمليات وقسم الطوارئ وإسعاف المصابين، بالإضافة إلى التقنيات المتطورة، وتطوير البحث العلمي والتعليم الطبي لطلاب الجامعة مع التدريب العملي في بيئة المستشفى، ويوفر المستشفى أجنحة للأطفال المنومين وغرفاً مفردة لأمراض القلب وغرفاً للمعالجة اليومية، وأجنحة أخرى متنوعة الخدمات، إضافة للخدمات الاجتماعية وتوفر التصوير الطبي، والصيدلية، ومختبرات طبية، ومراكز للعلاج الطبيعي.

وعن أبرز الجهود التي تبذل حتى الانتهاء من بناء المشروع، من تجهيز الكوادر والإعدادات الفنية، أشار الزبن إلى أن الخطوات تبدأ حسب البرامج المعمول بها في الحرس الوطني، حيث تم تكوين لجان عمل تقوم على تجهيز المستشفى والإعداد له، ويكون التركيز في البداية على المكان واحتياجاته والتخطيط الأولي لكل قسم وإجراء التصاميم المناسبة له، وبعد ذلك يحين دور الخطوة الثانية وهي اعداد القوى العاملة المطلوبة بناء على حجم المكان ومدى طاقته الاستيعابية، مضيفاً أن القائمين على الأعمال لا يدخرون جهداً من أجل وضع الخطة النهائية وإعداد الكوادر المطلوبة للعمل، إضافة إلى تحديد الأجهزة الطبية وغير الطبية والتأثيث، وفق مراحل متتالية ومتوالية تقود إلى إنهاء العمل بالشكل المطلوب الذي يضمن مستشفى حديثاً متكاملاً يضم جميع الخدمات المتقدمة.

وأوضح الدكتور عبد الله، فيما تقدمه هذه التجربة للشؤون الصحية بالحرس الوطني بشكل خاص ولمنظومة الصحة في السعودية بشكل عام، أن المستشفى سيكون تعليمياً وتخصصياً، وسيرتقي لأن يصبح جزءاً من المنظومة الصحية في السعودية، يقدم مستوى عالياً من العلاج، بالإضافة إلى أنه سيكون مستشفى تخصصياً تحويلياً من الدرجة الثالثة، وسيقدم خدمات راقية على مستوى عال، إلى حد يخدم فيه المرضى ويوفر لهم كثيراً من المستلزمات الطبية والأدوية، التي قد لا يجدها المرضى في بعض الأحيان، أو تضطر وزارة الصحة إلى إرسال أولئك المرضى للخارج لمعالجتهم.

وعن إمكانية أن تشكل هذه المنشأة مركزاً إقليمياً، أجاب «نحن قادرون على استيعاب هذا الأمر»، وأعقب ذلك بأن المستشفى سيكون علامة بارزة للتوجه السابق والمستمر.

وفي سؤال عن الدوافع الملحة لإنشاء هذا المستشفى، عزا السبب في ذلك إلى أن عيادات الأطفال لم تعد تستوعب المراجعين ولا الإحالات القادمة من خارج مدينة الملك عبد العزيز الطبية، التي تحتاج إلى خبرات أطباء المدينة الطبية، ونظراً لاستشراف العاملين والمتخصصين للمستقبل ودراستهم بعيدة المدى للحالة، وجدوا أنه لا بد من الاستعداد والتوسع، لافتاً إلى أن المستشفى الجديد سيضم العيادات الموجودة حالياً، من عيادات أطفال وجراحة أطفال وتخصصات جراحة الأطفال بكل أنواعها، إضافة إلى عيادات زراعة الكلى للأطفال وزراعة الكبد وعيادات زراعة مخ العظم لأورام الأطفال وستكون هناك عيادات ومراكز زراعة قوقعات للأطفال فاقدي السمع. وحول الشراكات البحثية والعلمية مع بعض الجامعات السعودية والأجنبية، أوضح أن مستشفى الأطفال التعليمي جزء من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، ملمحاً إلى أن الأطباء سيكونون أساتذة في الجامعة، إضافة إلى عزم الجامعة على التعاون مع جامعات عالمية، مما يخدم القدرات التعليمية والتخصصية في المستشفى.

وعن الدور الذي سيقوم به المستشفى في توطين الوظائف، أفصح الزبن أن كثيراً من الوظائف في مدينة الملك عبد العزيز الطبية تقوم عليها كوادر سعودية، اكتسبت خبرة كافية خلال الفترات الماضية، حيث قضت المدينة الطبية 25 سنة من الخبرة وتشرب الأطباء السعوديون والعاملون في المستشفى الخبرات الكافية، مشدداً على أن الحاجة تكمن الآن فقط في زيادة أعداد الكوادر، مردفاً أن هذا الشيء أصبح من السهل في ظل دعم توطين الوظائف وإرسال كل التخصصات المطلوبة سواء بالابتعاث الداخلي او الخارجي أو التدريب داخل الميدان وأروقة المستشفى، استعداداً للعمل خلال السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة.