أرجعت وزارة التربية والتعليم أمس، قرارات تعيين المعلمين الجدد، لوزارة الخدمة المدنية، عقب تجمع مئات من خريجي كليات المعلمين أمام وزارة التربية والتعليم وسط العاصمة الرياض.
وأخلت مصادر في وزارة التربية والتعليم مسؤوليتها فيما يتعلق بتعيينات المعلمين الجدد، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن الآلية المُتبعة في التعيين، تتم عن طريق وزارة الخدمة المدنية، التي تتلقى احتياجات الجهات الحكومية من حيث التوظيف، ومن بين تلك الجهات، وزارة التربية والتعليم، المعنية بتعيين خريجي الكليات والجامعات السعودية.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن وزارة التربية والتعليم رفعت في وقت سابق احتياجها لتعيين أعداد من المعلمين، وهي الجهة المخولة في التعيين أياً كان موقعه في البلاد، مشيرةً في الوقت نفسه إلى وضوح آلية نقل المعلمين عقب تعيينهم من وزارة الخدمة، وهي ضرورة إمضاء المُعلم سنة دراسية كاملة، ليُجيز النظام بعد ذلك نقله إن أمكن للمنطقة التعليمية الراغب في النقل إليها.
وكان مئات من خريجي كليات المعلمين، قد تجمهروا أمس الأول أمام مقر وزارة التربية والتعليم في الرياض، احتجاجاً على تعيين مُعلمين تخرجوا بعدهم بسنوات، مطالبين بأولوية التعيين، عقب أن أمضوا 4 سنوات دراسية في كليات المعلمين التابعة لوزارة التربية والتعليم.
واستدعى تجمهر خريجي كليات المعلمين، تدخل الجهات الأمنية، جراء ما تسببوا به من تعطيل لحركة السير، في حين شهدت التجمعات عددا من حالات الإغماء، ومشادات بين الخريجين والجهات الأمنية المسؤولة عن الأمن في مقر وزارة التربية والتعليم في العاصمة.
ويأتي التجمهر الذي يعتبره بعض مسؤولي الوزارة بـ«المُعتاد»، والذي شهدت باحات وزارة التربية والتعليم مثيلاً له في سنوات سابقة، جراء صدور قرارات لم تشمل المُتجمهرين.
وجاء صدور قرارات تعيين، لم تشمل بدورها خريجين لسنوات سابقة من كليات المعلمين، مُثيراً لحفيظتهم، في حين وجهوا أصابع اتهامهم للوزارة التي وصفوا قرارات تعيينها للمعلمين بـ«القرارات العشوائية».
ودعا تجمهر خروج الناطق بلسان وزارة التربية والتعليم الرسمي، الذي أشار إلى استشعار وزارته الحرص الكبير الذي أظهره خريجو البكالوريوس من الراغبين في الالتحاق بالوظائف التعليمية، واتجاههم لوزارة التربية والتعليم لتحقيق أملهم بالانضمام إلى العمل التربوي والتعليمي، ومطالبتهم هذه الوزارة بإنجاز مطالبهم، مشيراً في الحين ذاته إلى إعلان وزارة التربية والتعليم عن الاحتياج وفق المتاح لها من الشواغر، سواءً من خلال استحداث وظائف جديدة، أو اعتبار الوظائف المعين عليها متعاقدون شاغرة وفق توجيه المقام السامي بذلك، في حال وجود مواطن تنطبق عليه مسوغات التعيين.
وقال الناطق بلسان وزارة التربية والتعليم، ان الوزارة أوضحت في بيانات سابقة وفي بيانات مماثلة لجهات أخرى، أنه تم وبالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى في الدولة، تحديد مسوغات التعيين على الوظائف التعليمية، والتي نصت على أن شغل احتياج الوزارة من الوظائف التعليمية في المرحلة الابتدائية من المعلمين، يتم استيفاؤه من خريجي كليات المعلمين، فيما يتم شغل احتياج الوزارة في المرحلة المتوسطة والثانوية من خريجي الجامعات، مشيراً إلى أن الوزارة تُراعي في إعلان الاحتياج الشاغر من الوظائف، ولا يتسنى لها إعلان احتياج يفوق ما تم إقراره من وظائف تعليمية وفق إعلان وزارة الخدمة المدنية.