تشكيل لجنة وزارية عليا للسيطرة على ظاهرة «الجامعات الوهمية»

تضم «التعليم العالي» و«الداخلية» و«الإعلام» و«التجارة» والاستعانة بـ «العلوم والتقنية» لملاحقة المواقع التي تروج لها

TT

كشف لـ «الشرق الأوسط»، مسؤول رفيع في وزارة التعليم العالي، عن صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على تشكيل لجنة وزارية عليا، لوضع حد لظاهرة انتشار الجامعات الوهمية التي يروج لها في السعودية بشكل كبير هذه الأيام.

وقال الدكتور عبد الله القحطاني، مدير عام إدارة معادلة الشهادات الجامعية في وزارة التعليم العالي السعودية، انه صدرت الموافقة الأسبوع الماضي على تشكيل لجنة عليا، من وزارات (التعليم العالي، الداخلية، الثقافة والإعلام، التجارة والصناعة، والعمل)، إضافة إلى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، لتحجيم انتشار الشهادات غير المعترف بها في صفوف الطلاب السعوديين.

وجاء الكشف عن هذا الأمر، بالتزامن مع تبني وزارة التعليم العالي، لحملة إعلانية كبرى عبر الصحف، تحذر فيها الطلاب من مغبة الانسياق وراء بعض الجامعات التي يروج لها، وتلك التي غير معترف بشهادتها محليا.

وأعرب القحطاني، الذي كان يتحدث لـ «الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس، عن قلق وزارة التعليم العالي، من حملة الإعلانات التي تروج لجامعات لا تعترف بلاده بشهاداتها. وقال إن «وزارة التعليم العالي تشعر بقلق إزاء تزايد أعداد الجهات التي تحاول التغرير بالطلاب لصالح جامعات وهمية، أو غير معترف بشهاداتها».

وشرعت وزارة التعليم العالي، في الفترة الأخيرة، بمخاطبة وزارة الثقافة والإعلام، حول تمسك بعض الصحف بالترويج لمكاتب خدمات ومؤسسات محلية، تزعم فيها ترخيص الوزارة لبعض الجامعات التي تروج لها.

وذكر مدير عام إدارة معادلة الشهادات الجامعية بوزارة التعليم العالي، أن الوزارة «خاطبت فعلا وزارة الثقافة والإعلام، وصحفا، لا تزال تبث إعلانات حول جامعات وهمية وأخرى غير معترف بها».

وتندر في السياق ذاته، على حال إحدى صحف بلاده، التي نشرت أمس الأول، إعلان وزارة التعليم العالي التحذيري، إلى جانب إعلان عن جامعة في إحدى الدول العربية، غير معترف بشهادتها.

وأهاب المسؤول السعودي، بصحف بلاده، بضرورة التنسيق مع وزارة التعليم العالي، من أجل التثبت من صحة الجامعات المعلن عنها هذه الأيام، وهي الفترة التي تشهد إقبال الطلاب السعوديين على الالتحاق بالمؤسسات التعليمية الداخلية والخارجية.

وأكد الدكتور القحطاني، أن الغالبية العظمى من مكاتب الخدمات والمؤسسات التي تروج لجامعات داخلية وخارجية، تعمل دون غطاء رسمي من وزارة التعليم العالي. وقال «معظم تلك الجهات غير مرخص لها من الوزارة».

وبحسب عبد الله القحطاني، فإن وزارة التعليم العالي، تتابع بشكل يومي، جميع ما يعلن بالصحف حول الجامعات الوهمية، وتخاطب فيها وزارتي الداخلية والثقافة والإعلام، بشكل مستمر.

وستستعين اللجنة الوزارية العليا، التي وافق الملك عبد الله على تشكيلها، بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والتي سيتمثل دورها، بحسب القحطاني، في ملاحقة مواقع الانترنت التي تروج لجامعات وهمية.

وقال إنهم الآن بصدد «الإعداد للجنة الوزارية العليا، ووضع ضوابط لعملها، تمهيدا للانطلاق في مكافحة ظاهرة الترويج للجامعات الوهمية»، والتي قال إنها «ظاهرة آخذة بالاتساع، وان الأدوار الوقائية فقط لم تعد كافية من أجل كفها عن الطلاب».