«السويدة» تنهي صيف الرطب في المدينة المنورة

استمر 70 يوما وبمحصول 40 طنا يوميا

باعة سعوديون يعرضون بضاعتهم من التمور في نهاية الموسم الصيفي («الشرق الأوسط»)
TT

تتسارع عمليات الشراء في سوق الرطب بالمدينة المنورة أكبر سوق لبيع محصول الرطب في السعودية، وذلك بعد ظهور (السويدة)، التي ينبئ ظهورها بقرب انتهاء الموسم وارتفاع أسعار ما يرد من محصول المزارع إلى الأسواق.

وتشهد ساحة الحراج في سوق الخضار على الدائري الثاني، تنافساً في الاستحواذ على الكميات مع اقتراب نهاية فصل جني محصول الرطب بين الدلالين وأصحاب البرادات في شراء كميات رطب الروثانة، ربيعة، بيض، برحي، الحلوة، اللونة، وسويدة، عبر مزادات بيع محصول الرطب التي تقام أربع مرات يومياً في السادسة فجراً، والثاني عند الثانية عشرة ظهراً، والثالث بعد العصر، ويستمر حتى صلاة العشاء، ومن بين حوالي 40 طناً من أنواع الرطب غالبيتها من الروثانة تعرض يومياً، يتم الترحيل الفوري لحوالي 40 بالمائة منها في شاحنات صغيرة ومتوسطة إلى مناطق المملكة وبعض دول الجوار كالكويت وقطر، ويحرص الناس على ابتياع كميات من الرطب كفاكهة للصيف وهدايا، سواء من أهالي أو زوار المدينة أو حفظ كميات مبردة.

ويعد الناس موسم الرطب الذي يستمر حوالي 70 يوماً، ترمومتراً للمناخ، فكلما ارتفعت درجة الحرارة زاد المعروض من المحصول وانخفضت الأسعار، وغالبا ما تكون في شهر أغسطس، الذي يوافق برج الأسد ويحرص المزارعون خلاله على جني الرطب والسماسرة على بيعه قبل أن يتلف المحصول من شدة الحر.

وتطرح عبوات الرطب للبيع في صناديق ذات سعة متفاوتة ما بين 1 ـ 3 كيلوغرامات، ويعد موسم الرطب أو ما يسمى بالصيف، أهم ركائز الإنتاج الزراعي الذي تتميز به المنطقة، كما ينفرد بكونه يسبق المناطق الزراعية الأخرى في جني محصوله الذي تتربع على صدارته الروثانة، التي يصل سعر الصندوق منها في بداية الموسم ونهايته ما بين 30 ـ 40 ريالا.

وتشهد محاولات إبرام صفقات شراء محصول المزارع من الرطب تنافساً محموماً وذلك قبل حلول شهر مارس (آذار) سنوياً، وتسجل مزارع (العوالي وقباء والعاقول وضعة) النسبة الأكبر لوفرة مائها وكثرة نخيلها، وتنتج النخلة في المتوسط عبوة 50 صندوقاً، وسجلت بورصة الأسعار أعلى سعر لمحصول صيف هذا العام بسبب قصر الفترة بين انتهاء الصيف وحلول شهر رمضان الذي يتم في العادة إعادة عرضه للبيع بعد تخزينه في برادات ويقدم على موائد إفطار الصائمين، ضمن عبوات بأحجام مختلفة لبيعه بكميات خلال شهر رمضان إذ يقبل عليها الصائمون وأصحاب الموائد الرمضانية ويبلغ سعر العبوة 15 ريالا للكيلوغرام، وغالبا ما يتم تبريد نوع البيض والأنواع الأخرى، كما ينشأ نشاط موسمي يسهم في توليد فرص عمل للشباب خلال موسم الصيف عبر منافذ موسمية لبيع المحصول، كذلك نشاط لحركة النقل ما بين المدن.