توقعات بأن يصل عدد المعتمرين إلى 4 ملايين العام الحالي

بسبب تزامن موسم العمرة مع الإجازة الصيفية

تغري السكينة والروحانية التي تصاحب شهر رمضان المبارك الكثير من المسلمين في قضاء الشهر في رحاب مكة المكرمة («الشرق الأوسط»)
TT

توقعت مصادر عاملة في مجال الحج والعمرة في السعودية لـ «الشرق الأوسط» زيادة عدد المعتمرين هذا العام الى نحو 3.750 مليون معتمر بزيادة 200 الف معتمر عن العام الماضي، وعزت ذلك الى اقتران رمضان هذا العام بموسم الاجازة الصيفية. وتوقعت نفس المصادر زيادة حجم انفاق المعتمرين هذا العام الى نحو 18 مليار ريال، وهي التي بلغت في العام الماضي 15 مليارا.

اوضح ذلك سعد القرشي نائب رئيس لجنتي الحج والعمرة بغرفتي جدة ومكة والذي اشار الى ارتفاع نسب الاسكان في الفنادق الى نحو 70 في المائة في الوقت الحالي فيما بلغت نسب الحجوزات 100 في المائة في مكة المكرمة. وابان القرشي ان تزامن شهر رمضان هذا العام مع الاجازة الصيفية سيسهم في تعويض قطاعي الاسكان والنقل عن الخسائر الكبيرة التي تكبداها والتي تجاوزت نحو 100 مليون ريال بسبب تقليل عدد المعتمرين هذا العام، وفق نظام الكوتة الذي حدد عدد المعتمرين من الخارج وهو النظام الذي اقرته وزارة الحج بالتعاون مع وزارة الخارجية. وأشار القرشي الى وجود نحو 54 شركة عاملة في مجال الحج والعمرة في السعودية ويبلغ حجم استثماراتها نحو 250 مليون ريال. وكان بندر بن الفهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة قد اشار في وقت سابق لـ «الشرق الأوسط» الى أن 47 في المائة من الطاقة الفندقية في المملكة العربية السعودية تتركز في مدينة مكة المكرمة، وان عدد غرف الفنادق المصنفة ما بين 4 و5 نجوم في المدينة يصل الى 31 الف غرفة تتراوح اسعارها بين 93 و1066 دولارا. ويعتمد السعر على قرب وبعد الغرفة عن مقر المسجد الحرام.

واوضح الفهيد ان قيمة الدخل من قطاع الفنادق في المدينة يتراوح بين 250 و300 مليون دولار خلال شهر رمضان وحده، وان هناك ما لا يقل عن 20 مشروعا فندقيا واسكانيا في المدينة باستثمارات قيمتها 800 مليون دولار. وغالبا ما يستغل سكان مكة المكرمة فترات الحج والعمرة في تقديم الخدمات للحجاج وهو ما دفع احدى الشركات التسويقية هذا العام بالتعاون مع وزارة التجارة بمكة المكرمة الى اقامة ملتقى للمنتجات المكية يوم 27 اغسطس الجاري. وأوضح منظمو الملتقى انه يهدف الى جمع المنتجات المكية واليدوية والاستهلاكية تحت سقف واحد والى ابراز اكثر من 50 مهنة من المهن اليدوية والحرفية التي يشتهر بها ابناء واسر مكة المكرمة.

وأوضحت عزيزة عبد القادر عبد الرحيم رئيسة اللجنة المنظمة للملتقى ان الملتقى يستهدف 20 الف زائر من داخل المملكة والخليج والعالم الاسلامي الذين يؤدون العمرة هذه الايام الى جانب سكان مكة المكرمة والمقيمين فيها، وانه سيقام على مساحة تقدر بأكثر من 1000 متر مربع.

وابانت رئيسة اللجنة المنظمة للملتقى الى ان الملتقى سيتضمن اجنحة متخصصة تعرض فيها منتجات اصحاب الحرف والمهن من ابناء مكة المكرمة للزوار والمعتمرين تشجيعا للعمل اليدوي واحياء التراث المكي الذي تزخر به المنطقة وتفعيل الدور الاقتصادي لهذه المنتجات اليدوية ودعم الانتاج المحلي ونشر ثقافة الاعمال الحرة بين قطاع الشباب ذكورا واناثا والتقليص من ظاهرة البطالة وجعل المجتمع اكثر انتاجية الى جانب دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية في مكة المكرمة من خلال تشجيع اصحاب المشاريع الصغيرة الفاعلة وتعزيز المناخ المناسب لنمو اعمالهم. واشارت عبد الشكور الى الدعم الكبير الذي يوليه المجلس الثقافي في امارة منطقة مكة المكرمة ودعمه لاقامة مثل هذه الملتقيات التي تجلب الزائرين والمعتمرين لمكة المكرمة وتدعم مجالات التنشيط السياحي فيها ورؤية بعض المنتجات التي ظلت تحافظ على تاريخها وتراثها العريق من اجل اقتنائها من قبل الحجاج والمعتمرين واهدائها لذويهم بعد مغادرتهم الاماكن المقدسة. واكدت عبد الشكور ان الملتقى يعكس الجهود الموفقة التي تبذلها الهيئة العليا للسياحة من اجل جذب السياح والزوار لهذه البلاد وتوفير ما تتميز به من مقتنيات تراثية يدوية وحرف يمتاز بها اهالي مكة المكرمة يتوفر فيها عنصر الابتكار والابداع، حيث يرى الزائر لمكة ما لا يراه في اي بقعة اخرى. واوضحت ان المقتنيات التراثية والحرف اليدوية تمثل ما نسبته 25 في المائة من ناتج السوق المحلي وسوف يستفيد المشاركون من هذا الملتقى بان يكون لديهم موقع دائم بالقرب من المسجد الحرام. وبينت ان الملتقى يشارك فيه العديد من القطاعات وسوف يصاحب فعاليات الملتقى حملة اعلانية في ميادين العاصمة المقدسة والمواقع الالكترونية وتوزيع الكتيبات والمنشورات الاعلامية التي تحمل اهداف الملتقى واشهر الحرف اليدوية الى جانب بعض اشهر المأكولات الشعبية التي تميزت بها مكة.

ولفتت الى ان المعرض المصاحب سوف يعرض انواع السجاد المخصصة للصلاة والمشغولة باليد وبعض الاشكال الزخرفية الاسلامية والآيات القرآنية والسبح والمصاحف التي طليت بماء الذهب والفضة وانواع العطور والبخور وشرائط الكاسيت لابراز قراء المسجد الحرام.