رمضان يحول الأراضي السعودية إلى مقصد للخليجيين

وجودهم رفع الحركة الشرائية في أسواق البلاد.. والتمور هدفهم الأول

بدأت الأسواق السعودية منذ وقت مبكر استعداداتها لشهر رمضان المبارك بتوفير كافة السلع الغذائية التي تشهد رواجا في هذا الشهر («الشرق الأوسط»)
TT

ساهم قرب دخول شهر رمضان المبارك، في تحول الأراضي السعودية إلى مقصد للخليجيين الذين فضلوا الاستعداد للشهر الكريم، مستفيدين من أسعار المواد الغذائية التي يرون أنها منخفضة في مناطق شرق البلاد، عما هي عليه في دولهم.

وتحول التمر، وهو أحد أهم المنتجات الزراعية في السعودية، إلى وسيلة دعائية، في جذب واقتناء سلع غذائية أخرى، لدى الخليجيين، الذين بدأوا يتوافدون هذه الأيام إلى شرق السعودية، استعدادا لشهر رمضان المبارك.

ويسعى الخليجيون الموجودون في المناطق السعودية، مع قرب إطلالة رمضان، إلى اقتناء أجود أنواع التمور، وشراء بعض الأصناف الغذائية المستخدمة في الأكلات الرمضانية، التي أصبحت هدفا رئيسا للمتسوقين الخليجيين لجلبها، وتلقى جملة من الأصناف الغذائية السعودية قدرا واهتماما خليجيا، نتيجة توفرها بكميات كبيرة، ورخص أسعارها، مقارنة بارتفاعها في الدول الأخرى، وهو الأمر الذي يفسره تجار السوق السعوديون بتناسب أسعار المواد الغذائية في البلاد.

ويقول العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأسواق العثيم، يوسف القفاري، إن تسوق الخليجيين داخل مناطق السعودية، هو على مدار السنة، ويزداد مع قرب شهر رمضان، نتيجة تفاوت الأسعار في بعض المواد الغذائية، إضافة إلى توفر الأصناف الغذائية وتنوعها في السعودية، مضيفا أن نسبة الخليجيين الذين يتسوقون في أسواق العثيم يشكلون 2%، وهذا ما قد يزداد خلال هذه الأيام.

وبحسب مدير التسويق والعلاقات العامة بشركة العزيزية بندة، المهندس رامي عبد الوهاب رجب، فإن نسبة المتسوقين الخليجيين في السعودية، خلال الفترة الحالية، لا يشكلون 1%، داخل المنطقة الشرقية، مضيفا أنه لا توجد إحصائية دقيقة، حول هذا الموضوع في عموم السعودية، بسبب عدم معرفة الغاية من وجود الخليجيين داخل السعودية، الذي قد تكون من أجل السياحة، أو الزيارة بين الأهالي، وأعمال أخرى، دون أن يكون هناك غاية للتسوق من أجل المواد الغذائية.

وأضاف رجب، أن الحركة الشرائية، تختلف من منطقة لأخرى من حيث الإقبال عليها، من قبل الخليجيين، ففي مدينة الجبيل الصناعية يقبل على منتجاتها الكويتيون، وفي حين يقبل على منتجات الدمام والخبر البحرينيون، كذلك الأحساء يقبل عليها القطريون والإماراتيون بشكل ملحوظ ، مرجعا ذلك لوجود تفاوت في بعض الأسعار بالنسبة لبعض الأصناف الغذائية، منها حب الهريس والطحين كذلك الرز والسكر وغيرها، إضافة إلى تميز السعودية بقوة شرائية عالية، تساعد على رخص أسعار بعض المنتجات، إضافة إلى بعض المنتجات المصنعة محليا، التي تساهم في التقليل من أسعارها.

وقال رئيس اللجنة التجارية، في الغرفة التجارية الصناعية في الأحساء، شاكر العليو، إن هناك حركة شرائية قوية في المنطقة الشرقية، التي تستقطب عددا كبيرا من الخليجيين، نتيجة لتوفر الكميات الغذائية في المنطقة بشكل كبير، حيث ان الحركة الشرائية ترتفع إلى أكثر من 30% في المنطقة مع إطلالة رمضان، مضيفا أن أكثر الذين يأتون هم من البحرينيين والقطريين والإماراتيين ونسبة قليلة من العمانيين.

وذكر العليو، أن طبيعة الأحساء من خلال موقعها وديموغرافيتها، سبب رئيسي لجذب عدد كبير من الخليجيين، إضافة إلى توفر السلع الغذائية بكميات كبيرة في السوق من قبل التجار، وأيضا فإن المنطقة مكتفية وآمنة من الناحية الغذائية الرمضانية المعروفة، إضافة إلى أن بعض السلع الغذائية المشهورة في رمضان قد لا تتوفر في الدول الأخرى، بسبب قلة سكان هذه الدول، والذي لا يخاطر فيها التجار بجلب بعض المواد الغذائية بكميات كبيرة، على خلاف ما هو موجود في السعودية، وحول مدى تأثير الخليجيين في السلع وارتفاعها، أوضح العليو، أن المنطقة تتميز بثبوت الأسعار، وأدى تنافس التجار إلى ثباتها وأحيانا لرخصها، وهو ما جعل الخليجيين يقبلون على شرائها، مشيرا إلى أن الخليجيين أيضا يستمتعون بالمنطقة، ويشترون في زيارتهم القهوة والهيل، كذلك حب الهريس والرز الحساوي وبعض الحلويات، مبينا ان بعض المواد الغذائية يكون عليها طلب كبير خصوصا في رمضان.