تنفيذ برنامج لتسهيل وصول المعاقين في البيئة العمرانية السعودية

يضطلع به مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة

TT

من الغريب أن ترفع بعض الجهات الحكومية والخاصة في السعودية، شعارا، للأسف تحول إلى مجرد شعار، وهو توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنحهم فرصا وظيفية بمميزات رائعة، لكنها لا تحتوي على «سلالم» أو وسائل تساعدهم على حرية التنقل والحركة، وهو ما بات يعرف عالمياً باسم تهيئة النظام العمراني لذوي الاحتياجات.

وقصة سالمين بن عبد الله (22 عاما)، خير مثال على الأمر. فهو أحد طلاب مدارس التأهل الشامل في مدينة نجران، ويعاني كباقي زملائه من معضلة أن صفوفهم المدرسية هي ضمن إحدى المدارس الاعتيادية، التي تتسم بالزحام مع الطلاب الأكثر صحة منه بدنياً، خاصة أنه يعاني من الجزء الأيمن في جسده، في الدخول والخروج للمدرسة لعدم توفر سلالم خاصة للصعود، وأحياناً يضطر وزملاؤه إلى مساعدة زميل لهم مقعد وحمله مع كرسيه، عند بوابة المدرسة.

وكشف المهندس مختار الشيباني، لـ«الشرق الأوسط»، وهو يدير أحد المكاتب الاستشارية، عن عملهم بالتعاون مع مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، عن إطلاق برنامج تهيئة وتسهيل الوصول الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة في البيئة العمرانية السعودية ووسائل النقل والسياحة.

وقال الشيباني «نعمل على هذا البرنامج الذي سيبصر النور قريبا مع فريق عمل تابع لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بمشاركة أمانة منطقة الرياض وكل من وزارة البلديات والنقل، ولقد تم الانتهاء من وضع المعايير التصميمية ودراستها».

ويرى الشيباني أن من ضمن إشكاليات توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، أو التحديات الخاصة بمعنى أصح، ضعف البيئة العمرانية، باعتبارها تخلو من المداخل والخدمات الداخلية وحرية الحركة الخاصة بهم، موضحا وجود شكاوى فعلية من عدم تهيئة مواقع عملهم للتحديات التي يخوضونها في اقتحام سوق العمل.

يشار إلى أن السعودية كانت من ضمن 150 دولة وقعت في شهر مارس (آذار) الماضي، على اتفاقية دولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تهدف إلى تهيئة البيئة العمرانية ووسائل النقل والمرافق للجميع من دون تمييز.

من جانبه، اعتبر قصي الفلالي، مدير مكتب العمل في محافظة جدة، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قرار إلزام الشركات والمؤسسات بتهيئة المباني للمعاقين الموظفين لديهم أمرا صعبا، حيث يعتمد على ثقافة أفراد المجتمع نفسه.

وأكد الفلالي سعي مكتب العمل لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في القطاعات المختلفة، خاصة بعد قرار احتساب الفرد المعاق بأربعة موظفين سعوديين، والذي شجع معظم الشركات على دمج المعاقين بالأصحاء بهدف رفع نسبة السعودة لديهم.

وأضاف «ذوو الاحتياجات الخاصة يمتلكون قدرات كبيرة على العمل وينتجون فيه بشكل ممتاز، وينبغي على أفراد المجتمع الوعي بأن تلك الفئة هم جزء منهم، إضافة إلى أهمية مبادرة أصحاب الشركات بتهيئة المرافق لهم قبل توظيفهم، والمتمثلة في المصاعد ومواقف السيارات ودورات المياه واستراحاتهم والمداخل المخصصة لهم».