«جامايكا» اسم ارتبط بالذهب في بكين.. وبالمخدرات في جدة

جهود أمنية من عدة جهات للقضاء على الخلل

حارة جامايكا احد الاحياء العشوائية القديمة في جدة وارتبط في ذاكرة المدينة وسكانها بالجريمة («الشرق الأوسط»)
TT

في الوقت الذي يسجل فيه العداءون الجامايكيون المشاركون في دورة الالعاب الاولمبية في العاصمة الصينية بكين رعبا لكل المشاركين في سباق السرعة، تشكل جامايكا في جدة نفس الهاجس والخوف، لكل سكان المدينة، فجامايكا هنا تعد الوكر الاكبر لترويج المخدرات، بكافة انواعها، وهي بالتالي مركز للجريمة وملاذ للمتخلفين. حارة جامايكا الواقعة في جنوب المدينة والتابعة لحي غليل الشعبي، احد الاحياء العشوائية القديمة في المدينة وارتبط في ذاكرة المدينة وسكانها بالجريمة، وتؤكد تقارير صحافية ان نسبة الجريمة في هذا الحي تبلغ نحو 62 في المائة، وهو الامر الذي دفع الجهات الحكومية في جدة الى الاجتماع لوضع خطة شاملة للقضاء على كافة الاحياء العشوائية وأوكار الجريمة من خلال حملات منظمة ومتتابعة. بعض سكان الحي الذين التقتهم «الشرق الأوسط» من كبار السن رفضوا ذكر اسمائهم بحجة الخوف من ردة الفعل مما قد يصيبهم من مجرمي الحي، رغم حرصهم الشديد على ازالة كل السلبيات من الحي. احدهم رمز لنفسه بأبو أحمد قال «الحي كان قديما مركزا للناس الطيبة والأثر الصالح كان باديا بين جميع سكانه، ولكنه الآن يعد وكرا للجريمة والترويج العلني للمخدرات حتى اصبح الأمر عاديا»، وأضاف «أن هذا الامر حول الحي الى بؤرة ومركز للذعر لكل سكانه، ولولا حاجتنا للسكن لما استمررنا به».

وعن سبب تسمية تلك الحارة بـ«جامايكا»، يقول احمد عايش مفسرا «بسبب انتشار الجريمة وصعوبة الوصول الى داخلها، كما سميت بذلك نسبة الى أن عددا كبيرا من السكان من الاصول الافريقية».

الغريب في الامر ما اضافه عايش، ان الحارة تخضع لحدود، وتنتشر على هذه الحدود سلسلة من المراقبين من على اسطح المنازل، تعينهم العصابات للإبلاغ عند وصول أي مداهمة أمنية للمنطقة، كما ان شوارع الحي الضيقة تخضع لرقابة صارمة على كل شخص غريب داخل اليها، وينظر لكل غريب على انه احد رجال المباحث. من جهته اشتكى عبد الله الحطامي وهو أحد السكان، من عدم وجود وقت للراحة في الحارة فهي تعج بالحركة في كافة الاوقات وحركة البيع مستمرة فيها ولا يستطيع أي شخص التحرك او صد هذه السلبيات، لانه قد يتعرض للاعتداء والضرب من المجرمين الذين يعيشون في الحي وهم من مجهولي الهوية، الذين يقتاتون على السرقات والاجرام اضافة الى النقص الكبير في الخدمات سواء المياه او المجاري التي تنتشر معظم الاوقات وتتسبب في كثير من الامراض بسبب عشوائية الحي.

اللواء علي الغامدي مدير شرطة جدة قال لـ «الشرق الأوسط» ان شرطة جدة تقوم بحملات امنية لمحاربة الجريمة في كافة مناطق المدينة ولا تقتصر على حي او شارع محدد، مشيرا الى ان زيادة نسبة الجريمة في هذه الاحياء ترجع الى عشوائيتها وكثافة السكان، اضافة الى تعدد الجنسيات، خصوصا من المتخلفين.

ومن جانبه اكد الرائد محمد الحسين، الناطق الاعلامي بجوازات منطقة مكة المكرمة على زيادة نسبة المتخلفين في هذه المنطقة، مشيرا الى ان الجوازات تقوم من وقت لآخر بحملات مداهمة مع الجهات الامنية الاخرى، رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهها الفرق بسبب الشوارع الضيقة في تلك الاحياء. وحدد مشكلة هذا الحي وغيره من الاحياء في جنوب جدة في تمركز وانفراد كل جنسية محددة بحارة محددة، مما يجعل تلك الجنسية تسيطر على المكان وفق مزاعم تراها، مما يجبرها على بيع المحظور وامتهان مهن خاصة بهم في المنطقة، فمحلاتهم تبيع المواد الخطرة، وهو الامر الذي شاهدناه في العديد من الحملات. وعن ابرز المخالفات التي تم القبض عليها، قال الحسين، تم القبض على عدد كبير من المخالفين والمزورين والمطلوبين في قضايا امنية دون تحديد جنسية معينة، لكنه ابان ان غالبية من تم القبض عليهم هم من ذوي الاصول الافريقية.

امانة جدة من جانبها اعلنت عن خطة شاملة لتطوير وتوسيع شوارع الحي، وقال أحمد الغامدي مدير المركز الاعلامي بالامانة لـ«الشرق الأوسط» بان الكثير من العشوائيات سيتم ازالتها، خصوصا بعد انتشار العديد من الجرائم في الحي، ومن خلال التوجيه من الجهات الامنية. كما اشار الغامدي الى قيام سكان الحي من المتخلفين وممتهني الجريمة بتكسير واتلاف جميع اعمدة الانارة وذلك لتوفير الاجواء المواتية للجريمة. يذكر ان محافظة جدة تحظى بالعديد من الاحياء العشوائية والمسميات الغريبة لبعض احيائها مثل حارة المليون طفل وشارع جهنم.