عودة التنافس التقليدي بين بريدة وعنيزة.. عبر بوابة التمور

«ثمرة النخيل» لم تستثن من التنافس.. ونائب أمير المنطقة يؤكد أن الأمر «مدعاة للإبداع»

التمور البوابة الجديدة القديمة للتنافس التقليدي بين بريدة وعنيزة في القصيم (تصوير: خالد الخميس)
TT

مع تزامن مهرجاني التمور في كل من بريدة وعنيزة، وهما من مدن منطقة القصيم (370 كيلو مترا شمال العاصمة السعودية)، يبدو بأن الصراع أو التنافس التقليدي بين المدينتين السعوديتين، عاد إلى السطح من جديد، وهو ما يفسر الاستعدادات الكبيرة التي قام بها كلا الجانبين، والتصريحات المتبادلة التي يزعم فيها منظمو كل مهرجان بأفضلية وأقدمية مهرجان كل منهما على الآخر.

وفيما يعتقد منظمو مهرجان تمور عنيزة، أن مهرجانهم السنوي، والذي ستبدأ نسخته الرابعة في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل، هو أول مهرجان سنوي في البلاد، بحسب عارف العضيلة مسؤول المهرجان الإعلامي، يصر أحد مسؤولين مهرجان بريدة، فضل عدم ذكر اسمه، بأن سوق «الجردة» والذي يقام مهرجانهم السنوي على أرضه، هو أقدم الأسواق بلا منافس.

لكن، ما يتفق عليه منظمو المهرجانين، أنه لولا وجود هذا التنافس، لما تمكن الآخر من تطوير نفسه وقدراته، وهو ما أكد عليه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، نائب أمير منطقة القصيم، والذي اعتبر في تصريحات أدلى بها أمس لدى افتتاحه مهرجان بريدة الدولي للتمور أن التنافس بين مدن المنطقة الواحدة «مدعاة للإبداع».

وكان آخر محطات الصراع الخفية بين مدينتي بريدة وعنيزة، واللتان لا يبعدان عن بعضها البعض، سوى 20 كيلو مترا تقريبا، هو الاعتراض على توصيف الأولى بـ«عاصمة التمور»، الأمر الذي استدعى القائمين على المهرجان لتغيير هذا العنوان، والاستعاضة عنه بـ«بريدة.. مدينة التمور».

غير أن هذا الأمر، لم يمنع من تسجيل مؤتمر بريدة الدولي للتمور، حضورا بارزا من رجالات عنيزة، يتقدمهم محافظها المهندس مساعد السليم، ورئيس بلديتها المهندس إبراهيم الخليل، والمشرف العام على مهرجانها يوسف الدخيل، والذين شاركوا منافسيهم التقليديين جنبا إلى جنب.

وتشهد منطقة القصيم هذه الأيام، تزامن 4 مهرجانات للتمور، تتمركز في مدن: بريدة، عنيزة، ومحافظتي المذنب ورياض الخبراء، فيما كان مقررا إقامة مهرجانا مماثلا في محافظة البدائع، غير أن الحريق الذي التهم سوق التمور فيها، بدد أحلام أهالي هذه المحافظة من مشاركة نظرائهم في مدن المنطقة إقامة مهرجان للتمور خاص بهم.

ولا يرى الأمير فيصل بن مشعل، أية إشكالية في تزامن مهرجانات التمور في منطقة القصيم، معتبرا أن الهدف منها هو خدمة المزارعين والمنتجين والمستهلكين النهائيين، على حد سواء.

ويصر عارف العضيلة، مسؤول مهرجان عنيزة للتمور، بأن مهرجانهم السنوي، هو أول مهرجان على مستوى السعودية، ويدلل على ذلك بتسجيله كأول مهرجان في قوائم الهيئة العامة للسياحة والآثار، فيما يعتقد محمد الحربي المسؤول الإعلامي لسوق بريدة الدولي للتمور، أن من الأجدى بعد منظمي المهرجانين عن التوصيفات، وترك الحكم الأول والأخير للضيوف زوار تلك الفعاليات.

وبدأ منظمو مهرجاني التمور في بريدة وعنيزة، مبكرا، في عمليات استقطاب واسعة للإعلاميين القادمين من خارج المنطقة، حيث تم حجز أفخم الفنادق في كلتا المدينتين، لتسكين الضيوف.

وكان ملاحظا، تأكيدات نائب أمير منطقة القصيم، على أهمية التنافس الشريف بين مدن المنطقة، والتي اعتبرها «كتلة واحدة»، مهيبا بالجميع بالبعد عن الحزازيات، وعدم النظر للمهرجانات من منظور مناطقي.

وستشهد مدينة بريدة السعودية، قيام أكبر مدينة عالمية للتمور، حيث أعلن الأمير فيصل بن مشعل، عن ترسية المرحلة الأولى من المشروع بتكلفة 52 مليون ريال سعودي.

وأسهمت 50 أسرة سعودية منتجة، في مهرجان بريدة الدولي للتمور، من خلال مشاركتها في عمليات التعليب والتغليف، والتي لا تزال منطقة القصيم متأخرة فيها بعض الشيء، وهو ما اعتبره الأمير فيصل بن مشعل، أحد أبرز المعوقات التي تقف في وجه فتح التصدير للدول الأوروبية.

وساعد المهرجان ذاته، في القضاء على البطالة في صفوف الشباب السعوديين، وذلك بتوفير فرص عمل لقرابة الـ5 آلاف شاب سعودي.

ويوجد في منطقة القصيم وحدها، أكثر من 30 نوعا من التمور، وهو الأمر الذي شجع على إنشاء جمعية للتمور في منطقة القصيم، تعد الثالثة على مستوى البلاد، إلى جانب مثيلتيها القائمتين في المدينة المنورة والأحساء.

وسيكون من ضمن أساسيات عمل جمعية تمور القصيم، تكريس مفهوم التعليب والتعبئة، وخلق ثقافة التصدير لدى مزارعي المنطقة.