مطابخ شعبية تروج لإفطار الصائم والكفارات والنذور

6 ملايين ريال دخلها في رمضان

TT

بحلول شهر رمضان تتحول اهتمامات المطابخ بعد انتهاء اجازة الصيف ومواسم الأعراس إلى الدخول في تنافس لتسويق إعداد وتجهيز وجبات الموائد الرمضانية ومشروع إفطار صائم ودفع الكفارات والوفاء بالنذور مقرونة بمزايا متعددة ومتنوعة. ويحتدم الترويج لمواجهة حالة الكساد التي تشهدها المطاعم والمطابخ الشعبية مع بداية شهر شعبان عبر طباعة بروشورات دعائية او لوحات مضيئة أو ضمن لوحات شبكات الطرق وإمساكيات وكروت، وقد يصل الأمر إلى الإعلان في الدوريات الإعلانية المطبوعة وبعض الصحف اليومية للفوز بحصة في سوق يقدر حجمه بحوالي ستة ملايين ريال.

ويهدف الجميع، كما يقول خميس أحمد وهو احد المتطوعين في مشروع إفطار صائم بإحدى الجمعيات الخيرية، إلى كسب ثقة المحسنين من الموسرين في المقام الأول ثم الجهات الخيرية عملاً بالحديث الشريف (من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء)، وذلك بطرح عدة عروض تصل في بعضها إلى ثمانية اختيارات للوجبات، القاسم المشترك فيها الدجاج والأرز وتتفاوت من حيث إضافة التمر والعصير والسمبوسة والزبادي وقارورة مياه معدنية، وتتفاوت سعرياً ما بين 7 ـ 15 ريالا للوجبة الواحدة.

ويضيف أن معظم المطابخ والمطاعم تعد عملاءها بأن تقوم بتوزيع الوجبات على المستحقين وإيصالها لهم، وهو ما يصفه بأنه غير صحيح، حيث يقول ان بعض المطابخ يقوم بإنزال الوجبات فقط وتركها عند أبواب المسجد قبل الإفطار وعدم العناية والاهتمام بتوزيعها أو تسليمها لإمام المسجد، إلا أن هذه الطريقة للأسف تكون سبباً لإثارة المشاكل وأحيانا لامتهان الطعام ونثره على الأرض. ومن بين 47 مطبخا شعبيا يتعاقد نصفها مع الجمعيات الخيرية وكبار الموسرين وفاعلي الخير بالكامل لاعداد وتجهيز وجبات الإفطار والعشاء التي تأتي عقب صلاة التراويح والسحور وتكون عادة اما بالتوزيع على مساجد محددة أو أربطة محددة او موائد تقام في الساحات الواقعة أعلى الطرق المؤدية إلى المسجد النبوي الشريف. ويقول أكرم خياط ان مطبخه يقوم بطبخ 1600 دجاجة يومياً مع الارز موزعة على 6400 وجبة في الإفطار والسحور، وبعض المطابخ يقوم بتوزيع وجبات اللحم على السحور، وهناك من يقوم بتوزيع ذلك بشكل منظم بحيث تشمل الأربطة فقط وآخرون يضيفون المساجد وآخرون بوقوف السيارات على الطرقات وهي محملة بقدور الأرز، واللحم أو الدجاج حيث يتم توزيعها بما يعادل ربع دجاجة مع الأرز لكل صائم. ويصف خياط ان افطار الصائم يعد من القربات التي حث عليها الإسلام، وهو من وجوه البر التي تسهم في تحقيق مبدأ التكافل والتعاون بين المسلمين، إلا أن المبالغة من بعض الناس بأخذ ما يزيد على حاجته من الطعام، والتهاون من بعض القائمين عليها يخرجها عن معناها السامي الى الدخول في المحظور ومجانبة المقصد.