شركات الاتصالات السعودية تنفي تورط موظفيها في كتابة «الرسائل الرمضانية» ونشرها

مسؤول في «الاتصالات» لـ«الشرق الأوسط»: أصحاب التفكير «السطحي» هم مَن يرددون ذلك

TT

نفت شركات اتصالات في السعودية، الأقاويل التي رددها الكثير من عملاء الهاتف النقال عبر المجالس والمواقع الالكترونية، عن تكليف موظفيها بمهمة كتابة وتأليف الرسائل النصية في المواسم ومن ثم نشرها بين الناس، خاصة مع تضخم حجم الرسائل المتداولة خلال شهر رمضان المبارك، التي بدأت منتصف الأسبوع الماضي وما زالت متواصلة حتى الآن.

ووصف محمد الفرج، مدير عام الشؤون الإعلامية في شركة الاتصالات السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، هذا الأمر بأنه «غريب وغير واقعي بتاتاً»، وأفاد بأنه لا توجد شركة بقدرات وحجم شركة الاتصالات السعودية تلجأ لمثل هذه الأساليب غير المنطقية، وأضاف قائلاً «إن منسوبي الشركة لديهم أعمال تهم عملاءنا، وهم أرقى من هذا التفكير السطحي الذي قد يردده البعض».

وتابع الفرج «نحن في مجتمع مسلم وله ترابط اجتماعي كبير وطبيعي أن نلمس زيادة في عدد الرسائل بمناسبة رمضان والأعياد». موضحاً أن الرسائل القصيرة هي خدمة سهلت على الناس التواصل، واعتبرها الكثير بديلا عن التهاني بوسائل أخرى من وسائل الاتصالات المعروفة، وأضاف قائلاً «إنه مما يؤكد أن هذه الرسائل ليست من مصدر واحد، تنوعها بالمئات وبالآلاف بين المتواصلين للتهاني من خلالها».

من جانبه، أكد حمود الغبيني، مدير العلاقات العامة لشركة «موبايلي»، والمتحدث الرسمي باسمها، لـ«الشرق الأوسط»، أن شركة «موبايلي» لا تستخدم أبداً مثل هذه الأساليب التي قد تستخدمها شركات اتصال أخرى، بحسب قوله. وأوضح الغبيني أن الرسائل النصية لا تحتاج إلى ترويج لانتشارها بقوة بين الناس، وأضاف أن رسائل الوسائط المتعددة (MMS) أصبحت هي الأخرى تنافس بقوة على حصة التهاني بشهر رمضان.

يأتي ذلك بعد أيام قليلة من إعلان شركة «زين» السعودية، المشغل الثالث للهاتف الجوال في البلاد، بدء تشغيلها الرسمي، التي من المتوقع أن تنافس بقوة على سوق خدمات الرسائل خلال الفترة المقبلة، خاصة أن فئة كبيرة من السعوديين ما زالوا يفضلون هذه الوسيلة للتهنئة، لسرعتها وانخفاض تكلفتها. وبالعودة إلى كتابة وتأليف الرسائل النصية، ما زال يشد الكثير من السعوديين السؤال الصعب (مَن يكتب هذه الرسائل؟)، التي تتنوع بين الكلمات الأدبية الدينية والأدعية الموروثة، في حين يغلب على الكثير منها القصائد الشعرية والتهاني الطريفة التي تربط بين الشهر الكريم وبعض الأكلات كالسمبوسة واللقيمات، أو تربط بينه وبين الشخصيات التلفزيونية التي تبرز خلال الشهر المبارك.

ولا تقتصر الرسائل الرمضانية على التهاني فقط، بل تشمل أيضاً الحث على فعل الخير، التي عاد الفرج ليكشف أنها وصلت لنحو 750 مليون رسالة نصية خلال الثلاثة أيام التي سبقت الشهر المبارك، وأفصح أن عدد الرسائل ليلة دخول رمضان زاد على 300 مليون رسالة نصية، بينما تحفظ الغبيني على ذكر حجم الرسائل الفعلي التي تبادلها عملاء «موبايلي»، مرجعاً ذلك لعدم ثقته بالأرقام التي تعلنها الشركات المنافسة، وهو ما يراه قد يضر بوضع شركته.

فيما لا يمكن التكهن بمتوسط عدد الرسائل الرمضانية التي يتبادلها الفرد السعودي، إلا أنه بناء على الأرقام المعلنة لإجمالي هذه الرسائل، فإنه قد يتراوح بين 60 إلى 100 رسالة للعميل الواحد عن كل يوم سبق الشهر المبارك أو صادف الأيام الأولى، وهو رقم مرتفع مقارنة بعملاء شبكات الاتصالات في بقية دول العالم.