شركة سعودية تنتهي من تحديد خريطة جينوم وراثية لمواطن

هي الأولى على مستوى الشرق الأوسط والعالمين العربي والإسلامي

TT

أعلن الأمير أحمد بن سلطان بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية الحيوية للعلوم والتقنية والرئيس الفخري للجمعية السعودية للأورام عن انتهاء الشركة من تحديد خريطة جينوم وراثية لمواطن سعودي خلال الشهر الحالي، وهي الخريطة الوراثية الأولى على مستوى الشرق الأوسط والعالمين العربي والاسلامي.

وأشار الأمير أحمد إلى أن هذا الانجاز العلمي هو إسهام متواضع لهذا البلد المعطاء يؤذن بعهد جديد في مفهوم الشراكة العلمية بين القطاعين الخاص والحكومي.

ونوه الفريق السعودي العلمي إلى أنه لم يكن بالإمكان العمل على خرائط الجينوم الشخصية في فترة وجيزة إلا بعد حدوث ثورة في التقنيات الحيوية المستخدمة في الهندسة الوراثية وفي مقدمتها ما يعرف بتقنية (Next-Generation Sequencing) التي مكنت الباحثين في الشركة السعودية الحيوية للعلوم والتقنية من اختصار الوقت إلى عدة أشهر تم خلالها تحديد أكثر من 3 مليارات قاعدة نترو جينية. وكان من أبرز النتائج المستخلصة من المرحلة الأولى هو وجود أكثر من 500 ألف علامة فارقة تدعى (SNP) في خريطة الجينوم العربي عن خريطة الجينوم الدولية الأولى والتي يعتقد الباحثون أنها تسهم في تفسير انتشار بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والسمنة في البلدان العربية.

أما فيما يتعلق بالمادة الوراثية الموجودة فى المايتوكندريا فقد تم اكتشاف 46 علامة فارقة (SNP) في خريطة الجينوم السعودي ـ العربي مختلفة عن مثيلتها في النسخة الدولية الأولى للجينوم.

ومن أبرز نتائج هذة النسخة الأولية هي تحديد المجموعة الوراثية البشرية (Haplogroup) للعرب والتي يرمز لها بالرمز L0a وتعود إلى أقدم قبائل ما قبل التاريخ الحديث. جدير بالذكر أن مجموعة L0a تتفرع من المجموعة الرئيسية L0 التي يعدها بعض العلماء أول عرق بشري ورثت مادة الميتوكندريا من المرأة الأولى التي ورثتها للبشر. ومن المعتقد أن L0 عاشت قبل 150 إلى 170 ألف سنة مضت في القارة الأفريقية. وتتفرع مجموعة L0 إلى أربع مجموعات رئيسية هي L0d,L0k,L0f  إضافة إلى L0a التي يعتقد أنه يتحدر منها سكان الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا. وبفحص السلسلة الوراثية القصيرة التكرار المحمولة على الكروموسوم الذكري (Y) يظهر أنه من المحتمل أن العرب يعودون لمجموعات بشرية  استوطنت الشرق الأوسط لمدة ترجع إلى 20 ألف عام بعد هجرتها من موقعها الأم.

ويتم حالياً تغطية الجينوم العربي أكثر من 11 مرة ليتعدى حجم البيانات للجينوم العربي الأول أكثر من 75Gb  من البيانات خلال الشهرين الأخيرين من عام 2008. أما حجم البيانات المتوقع بعد الانتهاء من مشروع المائة جينوم العربي فسيتعدى 8 تيرابايت (ما يعادل ثمانية آلاف مليار) من البيانات الوراثية وسينتهي في عام 2010.

ونظراً لضخامة كمية البيانات الناتجة تقوم الشركة السعودية الحيوية للعلوم والتقنية بتجهيز مركز المعلومات والسوبر كومبيوتر حيث يتم تخزين البيانات وتحليلها وتصميم الأدوات والبرامج الموجهة لمساعدة الباحثين في الإستفادة من هذه الثروة الطبية والعلمية من أجل إرساء معايير ومفاهيم (الطب الشخصي) القائم على الاستفادة من البيانات الوراثية في الكشف المبكر للأمراض واستخدام الأدوية المناسبة لكل مريض على حدة.