الأطفال العرب يبحرون من جدة إلى برشلونة في مهمة لإنقاذ العالم

يناشدون زعماء العالم بذل الجهود للحفاظ على مياه البحار

TT

كشف الدكتور محمد الجهني المشرف العام على رحلة الإبحار إلى برشلونة عن مشاركة 12 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 11 إلى 14 عاما من مختلف الدول العربية في مهمة إنقاذ العالم ضمن المؤتمر العالمي للبيئة هذا العام.

وقال في تصريح لـ «الشرق الأوسط» تم اختيار أربعة أطفال سعوديين حتى الآن، غير أنه سيتم قبول الآخرين من قطر وسورية ومصر، إضافة إلى الدول العربية المطلة على البحار وخط سير الرحلة، لافتا إلى أن الحصول على التأشيرات لهؤلاء الأطفال لم ينته بعد، لا سيما وأنه يعد من أبرز الصعوبات التي تواجههم.

وأفاد الجهني بأن اختيار الأطفال قائم على معايير عدة، من ضمنها انتقاء من سبق لهم المشاركة في مثل تلك البرامج، وأضاف «لم تكن هناك فرصة لإجراء مسابقات تحدد إمكانات الأطفال، خاصة أن معظمهم لم يوجد في موسم الإجازة الصيفية»، مشيرا إلى أنهم سيشاركون في برامج الدول العربية كاملة، إضافة إلى البرنامج الرئيسي الذي سيبدأ في أثينا وموناكو وبرشلونة حين وصولهم في 1 أكتوبر، إلى حين اجتماعهم معا بجدة في نهاية الرحلة بتاريخ 7 أكتوبر.

وذكر المشرف على الرحلة أن المؤتمر الذي يعقد كل أربع سنوات يتناول في موضوعاته كل ما يخص الطبيعة وحمايتها، مثل المحميات والبحار والتلوث البيئي، مؤكدا أن هذا العام يعتبر الفرصة الوحيدة التي ستتاح لمشاركة الأطفال العرب فيه، المتمثلة في المؤتمر الذي يختص بالمياه البحرية وكيفية المحافظة عليها.

وبيّن الجهني أنه سيتم استقبال الوفد العربي بشكل رسمي وشعبي على الموانئ فور وصوله إلى برشلونة ومن ثم سيلتقي الأطفال بزعماء العالم الحاضرين للمؤتمر عن طريق البحر على ظهر اليخت الخاص بالأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز رئيس البيئة وممثل السعودية.

وأضاف «سيلقي أحد الأطفال كلمة يوضح بها اهتمام العرب وعلمائهم بالبحار منذ القدم، إضافة إلى مناشدة الزعماء في العالم بذل الجهود للحفاظ على مياه البحار والمحيطات التي تمثل مستقبل الشعوب والأجيال القادمة»، منّوها إلى أنه تم دعوة زعماء العالم وممثلي رؤساء وملوك الدول لحضور هذا المؤتمر.

ويعقد المؤتمر العالمي للبيئة هذا العام في برشلونة من 5 إلى 14 أكتوبر، بدعوة من الإتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة (IUCN)، وسيضم 8000 قائد في العالم، من 187 حكومة و 860 منظّمة غير حكومية، وذلك للبحث في قضايا البيئة واتخاذ القرارات الضرورية لحمايتها وإنقاذ أنظمتها المتنوعة.

وستبحر من مختلف المرافئ حول العالم أكثر من 150 قارباً وغوّاصة بحث وسفينة محابية للبيئة، بما فيها الخليج والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، تجاه برشلونة بهدف إيصال رسالة التزام نحو حماية بيئة البحار والسواحل.

وسيتيح مشروع «الإبحار إلى برشلونة» للمشاركين فرصة زيارة مدن الخليج والمتوسط الساحلية، لمشاهدة اللوحات الطبيعية في أعماق البحر وعلى الشواطئ وفي المدن الساحلية، يتم نقلها بالصوت والصورة عبر وسائل الإعلام إلى العالم بأسره.

وسيرافق الأطفال المشاركين فريق من المدربين وعلماء البحار ليعلموهم أحدث طرق الغوص، ويساعدوهم على استكشاف الطبيعة البحرية والساحلية.

ونظّمت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة (PME) في السعودية رحلة استكشاف للأطفال إلى جزيرة فرسان وتعليمهم الصيد البحري المستدام.

ويتضمن البرنامج العام للرحلة زيارة السعودية والأردن ولبنان وتصوير اللقطات التلفزيونية والفوتوغرافية للعديد من البرامج والمشاركات والمهرجانات ومحميات الصيد والمحميات البحرية وبرامج حماية البيئة البرية والبحرية.

كما سيقوم الفريق الفني لبرنامج الإبحار المكون من 16 شخصاً بقيادة المخرجة زينة صفّان بتسجيل وقائع انطلاق الرحلة من جدة إلى اليونان جوا، ومن اليونان إلى إيطاليا بحرا، ثم إلى إمارة موناكو في طريقهم إلى برشلونة ومشاركتهم في المؤتمر العالمي لحماية الطبيعة.

يشار إلى أن مشروع الإبحار إلى برشلونة يهدف لحشد الجهود العالمية من أجل حماية البحار والسواحل والمحيطات، وإيصال الجهود المبتكرة للمحافظة على البحار إلى منصة القرارات الدولية، وزيادة الوعي حول ضرورة حماية البيئة البحرية والساحلية، إضافة إلى إتاحة الفرصة للتبادل الحضاري بين الغرب والشرق، والكشف عن التراث الحقيقي للبلدان المشاركة من خلال زيارة أبرز جزرها ومدنها الساحلية.