مخيم رمضاني يستهدف العمال الأجانب والسعوديين

يقيم دورات تدريبية ورياضية وعروضا تمثيلية

اجتماع عشرات المسلمين على مائدة الافطار في المخيمات السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

يطبق ملتقى رمضاني في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية تجربة جديدة في فكرة المخيمات الرمضانية التي عادة ما تعج بها الأحياء في المدن السعودية، فالمخيم لم يقم للتفطير فقط، وإنما يضع ضمن أجندته مسابقات رياضية وعروضا تمثيلية يشارك فيها رواد المخيم. ويشير القائمون على المخيم إلى أنهم قصدوا من إدراج برامج ترفيهية أكثر والتوسع فيها كان لهدف دمج العمال الوافدين من بلدان عديدة ومن ثقافات مختلفة في المجتمع المحلي، وذلك من خلال إقامة فعاليات مشتركة بين العمال أنفسهم وبينهم وبين السعوديين من خلال الفقرات التي تبدأ بوجبة الإفطار وتنتهي بعد صلاة التراويح بعدد من المسابقات الرياضية والثقافية والمشاهد التمثيلية التي يقدمها بعض الجاليات أو بعض الفرق المسرحية التي يتم دعوتها للمخيم. فمخيم هداية الذي يقام لتفطير الصائمين في مدينة الخبر يستقطب أكثر 5000 من الوافدين وعمال الشركات على وجبة الإفطار يومياً، وتكون فترة ما بين المغرب والعشاء مخصصة للدروس الدينية التي تقدم لكل جالية بلغتها، وبعد صلاة العشاء والتراويح، تبدأ المسابقات الرياضية في كرتي السلة والقدم، حيث تخصص كل جالية فريقا يمثلها في المسابقات، كما تكون هناك مسابقات ثقافية وعروض تمثيلية تقدمها الجاليات بالإضافة إلى فرقة مسرحية تقدم الأناشيد للصغار وبعض العروض التمثيلية.

يقول طارق الصقير أحد المشرفين على المخيم: الملتقى يعنى بشؤون الجاليات في جو مليء بالأخوة والترابط والذي يعكس تفاعل المجتمع السعودي مع مختلف الجاليات الأخرى. ويضيف الصقير: تتضمن فعاليات الملتقى الرمضاني (هداية) إفطار أكثر من خمسة آلاف صائم، ودوري الصداقة الرمضاني لكرة السلة للجالية الفلبينية الذي يشارك فيه منسوبو الشركات والمؤسسات في المنطقة الشرقية، كما تتضمن الفعاليات أيضا المسرح الرمضاني الذي يحتوي على فقرات ترفيهية ومسابقات ثقافية، كما أن هناك نشاط الجاليات الدعوي والثقافي حيث تتوافر لكل جالية خيمة خاصة لتعزيز تبادل وترابط الجاليات فيما بينهم وإرساء التوعية الهادفة للمسلم والحث على المشاركة في نشاطات المجتمع المتعددة.

لم يقتصر مجهود الملتقى لهذه السنة على الجاليات فقط بل تعداه إلى أبناء المنطقة الشرقية، فما إن تنتهي صلاة التراويح حتى تبدأ الفعاليات الاجتماعية للسعوديين، فهناك خيمة الفعاليات للمحاضرات والفرق المسرحية، وكذلك خيمة الدورات التدريبية المجانية، على أيدي متخصصين في كل المجالات. ويشير الصقير إلى أن الفكرة التي تبناها الملتقى هذا العام ساهمت في جعل الأجواء الرمضانية للعمال أكثر حميمية، كما أنها أخرجت فكرة المخيم الرمضاني من تقليديته، بحيث ينظر له كموقع لتقديم الطعام للعمال في فترة محددة من اليوم، فالمخيم يستقطب السعوديين من خلال الدورات التدريبية التي تقام داخل المخيم، أو من خلال الدورات الرياضية، أو من خلال البرامج الترفيهية، ويعج بالحركة من قبل السعوديين والعمال حتى وقت متأخر من الليل.