20 مليون دولار مبيعات سوق الأحجار الكريمة لموسم العيد في السعودية

مستثمرون يشيرون إلى انخفاض المعدل قياسا بالسنوات الماضية

خبير يتفحص أحد الأطقم الذهبية التي تتضمن أحجارا كريمة («الشرق الأوسط»)
TT

باع سوق الأحجار الكريمة في السعودية ما قيمته 75 مليون ريال (20 مليون دولار) منذ اقتراب حلول عيد الفطر بحسب تقديرات عاملين في السوق، في الوقت الذي اعتبر العاملون هذا الرقم «منخفضاً» قياساً بما حققه السوق في السنوات القليلة الماضية.

ووصف العاملون أداء السوق لموسم عيد هذا العام بالمنخفض لافتين إلى أنّ خيارات تقليدية حديثة وبديلة للأحجار أثّرت بدورها على أداء السوق، خاصة في المنتجات المخصصة للإناث.

وأبلغ «الشرق الأوسط» يوسف المسعري مالك متجر «ثين» للأحجار الكريمة بأن المتاجر العاملة في هذا النشاط انخفضت مبيعاتها بنسبة 50 في المائة تقريبا عن الموسم للعام المنصرم بسبب عوامل عدّة أبرزها موجة غلاء الأسعار التي تجتاح العالم إلى جانب ارتفاع سعر الذّهب الذي انعكس بدوره على ركودٍ حاد في مبيعات الأحجار الكريمة.

ويفضّل السعوديون تركيب الأحجار الكريمة على معدن الذهب بالدرجة الأولى ثم الألماس إلا أن سعر الذهب الذي وصل إلى 700 دولار للأونصة الواحدة خلال العشر الأواخر من سبتمبر «أيلول» الماضي، دفع النساء الشريحة الأهم لدى تجّار الأحجار الكريمة، إلى اللجوء إلى خيارات أخرى بديلة.

ولم تشهد أسعار الأحجار الكريمة طوال العام، إلى جانب موسم العيد أي ارتفاع في الأسعار وظلت ثابتة على سعرها العاديّ رغم ارتفاع كل ما حولها من السلع المختلفة والمعادن النفيسة. ويقول مالك متجر «ثين» وهو أحد أهم خمسة متاجر متخصصة في استيراد وتصميم وقص الأحجار الكريمة في العاصمة السعودية الرياض، بأن العام الماضي شهد حركة شرائية تفوق هذا العام بشكل كبير، لافتاً إلى أن كثيراً من النساء انصرفن عن شراء الأحجار الكريمة هذا العام بسبب ارتفاع سعر الذهب، بالإضافة إلى الروّاج المتصاعد الذي تشهده الإكسسوارات المقلدة والأحجار الملونة التقليدية.

ورغم الركود الذي شهده السوق خلال موسم هذا العيد، إلا أن يوسف المسعري توقّع زيادةً كبيرة لأسعار الأحجار الكريمة تبدأ مع العام المقبل 2009، بعد أن تنفد الكميات المتداولة في السوق، وتبدأ عمليات الحفر واستخراج الأحجار من باطن الأرض في الدول الزاخرة بالأحجار الكريمة لتصديرها إلى الخارج. وبحسب المسعري فالمتاجر السعودية موسم عيد هذا العام باعت أصنافاً متعددة من الأحجار، إضافة إلى الألماس الأبيض والبنّي، لكنّه أوضح أن إقبالاً منقطع النظير من فئة الشباب تركّز على حجر الياقوت وحجر الزفير.

وذكر المسعري أنه منذ انتصاف شهر رمضان المنصرم، تقاطر الشباب على سوق «الثميري» وسط العاصمة السعودية الرياض ـ وهو سوق يحتضن كبريات محلات الذهب والمعادن النفيسة ـ ليتمكنوا من اختيار تصاميم تلائمهم لاستلامها جاهزةً قبل حلول «العيد»، لافتاً إلى أن التصاميم تركّزت على (السّبح) التي يقتنيها عدد كبير من الرّجال السعوديين وتراوحت أسعارها من ألف ريال (266 دولارا) حتى 10 آلاف ريال (2600 دولار).

وأشار المسعري إلى أن مقتنيات السعوديين من «السّبح» الثمينة انعكست على طلب حجر الياقوت الذي تراوح سعره من 560 ريالا (150 دولارا) للقيراط الواحد، ووصلت حتى 11 ألف ريال (3 آلاف دولار)، مؤكداً بأن حجر الزّمرد بدوره شهد إقبالاً كبيراً، خصوصاً على مقتنيات السعوديين من الخواتم، وتراوحت أسعاره من 1120 ريالا (300 دولار) ووصلت حتى 9300 ريال (2500 دولار) للقيراط الواحد.

وأكد المسعري بأن الشباب السعودي الذي كان الفئة الأكثر إقبالاً على الأحجار الكريمة استعداداً لموسم العيد، أصبحوا أكثر قناعةً بأن الأحجار الكريمة لها من المظهر الجميل والأثر الشيء الكثير، إلى جانب قيمتها المعنوية، وأضاف بأن متجره قام ببيع حجر واحد من معدن «الزّفير» النفيس قبل حلول يوم العيد لأحد الشباب من محبي اقتناء «الخاتم» بقيمة 30 ألف ريال (8 آلاف دولار).