أجواء العيد.. تحول «عوائل الرياض» للشاليهات والمدن الترفيهية

لم تثنهم نسمات باردة بدأت تلطف الأجواء.. ومؤجرو الخيام يشكون من ضعف الإقبال

على الرغم من الأجواء الدافئة التي تنعم بها السعودية إلا أن للنار طابعا خاصا عند عشاق المخيمات (تصوير: خالد الخميس)
TT

يبدو أن هواة المخيمات من السعوديين، الذين اعتادوا قضاء إجازات عيد الفطر المبارك من كل عام في المناطق الصحراوية خلال الأعوام الأخيرة الماضية، سيزاحمون هذا العام مرتادي المدن الترفيهية والشاليهات والاستراحات المتناثرة على أطراف المدن السعودية، وسط ارتفاعات تشهدها أسعار إيجارات ودخول تلك المواقع الترفيهية.

ففي الوقت الذي اعتاد فيه الكثير من المحتفلين بإجازة عيد الفطر في السعودية، إقامة المخيمات البرية وسط أجواء جميلة كانت تشهدها العاصمة السعودية والمناطق المحيطة بها، حتى العام ما قبل الماضي، سيكون الأمر مختلفاً خلال إجازة عيد هذا العام والأيام التي تسبق عودة الدوام الرسمي للحكومة في 11 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، والذي بدأت بوادره تتضح للعيان، انطلاقاً من مشاهد عيد السنة الماضية، حيث لم يشهد إقبالاً ملحوظاً كمثيله من الأعياد السابقة، تاركاً وراءه توقعات كثيرة، بأن تختلف القاعدة وتتركز الاحتفالات على المواقع المجهزة مسبقاً من بعض الجهات الحكومية، وفي المدن الترفيهية والاستراحات.

ويرجع كثيرون هذا التوجه إلى تغير الأجواء المناخية، إذ ان هواة المخيمات يفضلون إقامتها في أجواء باردة لا تتوفر هذا العام، الأمر الذي يجعلهم يلجأون إلى أماكن أخرى تضاهي المخيمات في رسم بسمة الفرح بالعيد مع الأهل والأصدقاء.

وتتفاوت الرغبات والتوجهات لقضاء إجازة العيد هذا العام الذي يمتد لـ 10 أيام، ففي حين يفضل البعض حزم أمتعته استعداداً لقضاء الإجازة القصيرة في بعض الدول المجاورة، إلا أن آخرين لا يجدون أفضل من قضاء صبيحة العيد في التجمعات الأسرية المنزلية ثم أخذ قسط كاف من الراحة ليتمكنوا بعد ذلك من الاندماج في برنامج ترفيهي داخل المدينة، في حين تقوم فئة بعمل زيارات سريعة إلى المدن المجاورة لزيارة الأقارب والأصدقاء.

ويقول المواطن طارق السلوم لـ «الشرق الأوسط» إنه اعتاد على إقامة رحلة برية تبدأ عادة بعد اليومين الثاني والثالث من العيد، يقوم خلالها بنصب الخيام في أحد الأماكن الصحراوية القريبة من العاصمة مع أصدقائه، وممارسة هواية التطعيس، وتجاذب أطراف الحديث في جلسة مسائية حول زفوات النار، والتمتع ببعض الممارسات ذات الطابع الصحراوي مثل الشوي والمسابقات على الرمل وغيرها، إلا أن دفء الأجواء منعهم من تحقيق ذلك هذا العيد.

واستبعد طارق أن يقوم هذا العام «بالتخييم» المعروف عند السعوديين بنصب الخيام في الصحراء، مقتصراً على قضاء بعض الأوقات في المناطق البرية القريبة للاستمتاع ببعض الهوايات كالتطعيس وركوب الدراجات النارية، مرجعاً السبب في ذلك إلى الدفء الذي يشهده الجو المناخي هذا العام، إضافة لوجود البديل المماثل كالاستراحات والشاليهات.

من جهته توقع أحد العاملين في محل للوازم الرحلات البرية في العاصمة السعودية الرياض، أن يتراجع الإقبال على مستلزمات الرحلات البرية خلال عيد هذا العام، أكثر من العام الماضي الذي شهد أيضاً قلة في شراء تلك المستلزمات، مضيفاً أنه سيكون هنالك إقبال على بعض الاحتياجات البسيطة التي تتطلبها بعض الرحلات القصيرة بالمناطق الصحراوية القريبة من المدينة.

إلى ذلك أوضح مسفر محمد، أحد المستثمرين في تأجير الخيام، أن التوقعات بضعف إقبال المحتفلين بالعيد على المخيمات، ترجع إلى عدة عوامل من أهمها الأجواء الدافئة نسبياً، الأمر الذي شجع الكثيرين على السفر إلى مناطق أخرى، وجودة نوع الخدمات التي تقدمها الاستراحات والشاليهات الترفيهية، وقرب مواقع تلك الاستراحات من المدينة، إضافة لكثرة البرامج الترفيهية التي تقيمها مدينة الرياض. ولكن مسفر محمد ذهب بالإشارة إلى أن هنالك عشاقاً كثيرين «لهواية التخييم»، حيث تلقى محله عدة حجوزات خلال هذه الأيام، لكنه وصف الإقبال بأنه أقل من المستوى الذي شهدته أعوام قريبة مضت.