السعودية والخليج يتنفسان الصُعداء بأجواء ربيعية «عليلة»

خبير يتوقع ربيعا لم يسبق له مثيل

TT

يبدو أن أبناء منطقة الخليج، موعودون هذا العام، بموسم ربيعي، قد يقودهم لاستعادة ذكرياتهم، التي يُفضلون أن تكون في مناطق صحراوية، خلال موسم الربيع من كل عام، جراء الإقبال الـ«مُنقطع النظير» على الخروج للمناطق الصحراوية، والتنزه بعيداً عن المُدن وازدحاماتها.

وتنفس السعوديون، وأبناء منطقة الخليج الصُعداء، عقب أن شاب أجواءهم نوع من نسمات الهواء الباردة، خلال ساعات الليل الأخيرة، في الفترة التي تمتد منذ منتصف شهر رمضان المبارك.

وأرجع الدكتور علي الشكري رئيس قسم العلوم الجيوفيزيائية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، التحسن الملحوظ في المناطق الوسطى من السعودية، لبعدها عن المسطحات المائية، خصوصاً في فترة انتقال الشمس من موازاتها لخط الاستواء، تجاه الجنوب، خلال نهاية شهر سبتمبر من كل عام، مقبلة من الجزء الشمالي للكرة الأرضية.

وقال الشكري لـ«الشرق الأوسط» ان التحسن الملحوظ في الأجواء على المناطق السعودية، الوسطى، والشرقية والغربية، كان نتيجة مرتفع جوي على المحيط الهندي من الاتجاه الجنوبي، وهو ما قاد إلى تحويل اتجاه الرياح إلى شمالية، وهي التي في الغالب ما تكون عاملاً مُساعداً على تحسن الأجواء والطقس على حد وصفه.

وحدد الدكتور علي الشكري نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وهو ما وصفه بـ«موسم هطول الأمطار» موعداً لبداية هطول الأمطار على مناطق البلاد، لافتاً إلى أجواء ربيعية حُرمت منها السعودية العام الماضي، اذا هطلت الأمطار خلال شهري نوفمبر وديسمبر المُقبلين.

وتوقع أن تشهد البلاد خلال هذا العام، موسماً ربيعياً حافلاً بأجواء وصفها بـ«الخلاّبة» مع إشاراته إلى إمكانية ظهور «الفقع أو الكمأ» وهو ما يحرص على تناوله السعوديون بعد جمعه من الأراضي الصحراوية، خلال المواسم الربيعية، التي تسبقها مواسم هطول أمطار كافية على البلاد.

وحُرمت السعودية ومنطقة الخليج العام الماضي، من موسمٍ ربيعي، جراء عدم هطول أمطار كافية في المواسم التي يتوقع خبراء الأرصاد أنها العامل المساعد على أن تعيش المنطقة أجواءً ربيعية، في الغالب ما يحرص السعوديون، والخليجيون بشكل عام، على الخروج لمناطق صحراوية في تلك الفترة، وهو ما بات ملموساً خلال الأعوام الماضية، التي شهدت فيها السعودية هطول أمطار، أهّلها أن تكون موقعاً لاستقطاب الأسر الخليجية من كل صوب.

وعاشت السعودية، ومنطقة الخليج العربي بشكل عام، الصيف الماضي، موسماً «لاهباً»، تخطت خلاله درجات الحرارة في عدد من المدن الخليجية والمناطق، حاجز الـ«55» درجة مئوية.

وتخلل فصل الصيف أجواء ترابية، عاشها مُعظم مناطق السعودية ومنطقة الخليج، جراء خروج فصل الربيع إلى فصل الصيف، وهو الأمر الذي في الغالب ما يُسبب عواصف تُرابية.

وتعرضت المنطقة لمرتفع جوي، سبب عواصف ترابية رملية من بين تلك المناطق، المنطقة الوسطى في السعودية، والمنطقة الشرقية، التي عانت هي الأخرى، من انخفاض مُعدل الرطوبة هذا العام، وهو ما ساعد على مرور المنطقة بأجواء، مالت إلى الأجواء الخريفية، التي غالباً ما تكون أيامها تُرابية.