في السعودية.. «شعوب العالم» تعيش أجواء عيد بعادات ووجبات مختلفة

الجاليات تنظم برامج احتفالية وتستحدث فعاليات خاصة خلال أيام العيد

جانب من الاحتفالات
TT

شاركت شعوب العالم من خلال جالياتها المقيمة في السعودية من شتى بقاع الأرض وقاراتها في احتفالات العيد ولكن كل على طريقته وأسلوبه، في الوقت الذي ذهب فيه بعض الجاليات إلى استحداث برامج احتفالية وتنظيم فعاليات تتواءم مع طبيعة بلدانها الأصلية.

وتعج السعودية بشتى جنسيات العالم وأعداد كبيرة من الجاليات التي وفدت إليها بغرض العمل بلغ عددها 6.5 مليون نسمة، إذ عمدت كل جالية إلى ممارسة طقوسها وعاداتها في استقبال العيد وقدمت نوعية الهدايا والأكلات بطريقتها المعتادة في بلدها، في حين ترتب بعضها إلى الاستمرار في برامجها من ليلة العيد وعلى مدى أيامه الثلاثة الأولى.

ويقول لـ «الشرق الأوسط» عبد المنعم عبد العال رئيس الجالية السودانية ان مناسبة عيد الفطر المبارك تشكل محطة دينية وروحية مهمة لدى الجالية السودانية في السعودية، حيث تقوم كل أسرة سودانية بتجهيزاتها كاملة لاستقبال العيد، إذ تشتري الهدايا بأشكالها المختلفة، بما في ذلك كساء العيد الجديد، وتصنع أنواعا معينة من الحلويات منها الخبيز والكيك بجانب التمور.

وأفاد عبد العال أن الفرد السوداني يعتاد تناول التمر في صباح العيد الباكر مع كوب الشاي، بعدها تتجه المجموعات السودانية إلى ميدان العيد أو مساجد كبيرة لأداء صلاة العيد مع السعوديين والجاليات المقيمة الأخرى ثم يقومون بزيارات متبادلة لتقديم التهاني للأقارب والجيران. ويضيف عبد العال أن المرأة السودانية تستمر في تجهيزاتها الخاصة في السعودية كما هو الوضع في السودان حيث ترسم الحناء ولبس الجديد، كما على الزوج تقديم ما تيسر من هدايا تشتمل على الحلي والمجوهرات والساعات والملبوسات وغيرها، في الوقت الذي تقوم المرأة السودانية بتجهيز وجبة سودانية خالصة مثل العصيدة.

وأضاف أن السعودية تحتوي على أكثر من 300 جمعية سودانية تقوم كل منها بتقديم خدمات العيد للجالية بأشكال مختلفة أهمها تجهيز استراحات لاستقبال الزوار من السودانيين للمشاركة في مهرجان العيد والذي قد يشتمل على يوم ثقافي رياضي وتراثي ترفيهي مع برامج للأطفال، تقدم خلالها عروض مفرحة ومضحكة لتبعث الأفراح في قلوب المعيدين.

أمام ذلك، لا تختلف ممارسات الجالية المصرية كثيرا عن السودانية، حيث يضيف الدكتور عبد الله القصبي (مصري الجنسية) في حديثه لـ «الشرق الأوسط» أن السيدة المصرية المقيمة في السعودية تواصل عادتها التي تقيمها في مصر حيث تجهز فيه أكلات عيدية معينة من أهمها (الترمس والفول السوداني والحلويات) لتقديمها للزائرين من الجيران والأقارب، موضحا أن العيد مناسبة تواصل مهمة لدى المصريين المقيمين حيث بدأوا مؤخرا يكونون جمعيات، لتجمع أهالي كل منطقة مصرية ليمارسوا شيئا من عاداتهم في العيد. وأضاف القصبي أن الجمعيات تقوم بحجز استراحات قبل مدة كافية من حلول العيد تتجمع فيها أفراد الجالية ليستمتعوا ببرامج ترفيهية متنوعة تشمل الأشعار والطرف، مفيدا أنه خلال يوم العيد تتناول الأسرة المصرية وجبة دسمة كاملة من أول الصباح بديلا لوجبة الغداء، تحتوي على (الرز المصري والدجاج أو اللحمة بجانب الخضار والمعكرونة بالباشاميل أو المحشي).

أما الجاليات الآسيوية فهي تتشابه إلى حد كبير في ممارساتها وعاداتها الخاصة بالعيد، وبحسب محمد توفيق (هندي الجنسية)، فإن عادات الجاليتين الهندية والباكستانية تتطابق تماما في ممارساتها الخاصة بالعيد، إذ يبدأ استقبال العيد من ليلة 27 رمضان (ليلة القدر) بزيارة مهمة للسوق الكبير لشراء الهدايا والذهب والفضة والملابس، فيما تبدأ ليلة العيد لدى المرأة برسم الحناء والأطفال باللباس الجديد وتوزيع قليل من المال عليهم. وتؤدي الجاليتان نوعا معينا من السلام الخاص بالعيد وهو سلام يبدأ بالأحضان ثلاث مرات لا تنقص ولا تزيد التزاما بخصوصية العيد والتصافح والتسامح والزيارات المتبادلة بين أفراد الجالية الواحدة، مبينا أن للعيد وجبات معينة، منها شعيرية بالحليب، منرود، فيني، كينو، سميا، كيير.

وللجاليات الآسيوية الأخرى كثير من العادات، غير أن علاء الدين أبو الخير (بنغلاديشي الجنسية)، يضيف وجبات عيد خاصة بهم تشمل سماي، وميقروني وطبخ المقدونيا، مضيفا: «تتشارك أغلب الجاليات الآسيوية في الرياض باهتمامها بالتوجه نحو شرق البطحاء الكبير وسط الرياض ويتجمعون فيه بأعداد كبيرة ليبادلوا تهاني العديد والتحايا ويعيشوا جوّا من الأنس الخاص بالعيد».