«الغش» و«التقليد» يدفعان 4 جهات لإقامة أول منتدى «عربي» لحماية المستهلك

الجامعة العربية: دول الخليج هدف مغر للسلع المغشوشة بسبب الامتيازات والتسهيلات

TT

دفع انتشار المنتجات المغشوشة والمقلدة في الكثير من الدول العربية وفي مقدمتها السعودية 4 جهات حكومية وخاصة لإقامة أول منتدى عربي لحماية المستهلك من الغش التجاري وذلك في 19 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في جدة.

وأوضح الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية أن «الهدف الرئيسي خلف إقامة هذا المنتدى هو أن تجارة المنتجات المغشوشة والمقلدة تزايدت في الآونة الأخيرة، وأصبحت هدفا لضعاف النفوس من تجار القرصنة والاحتيال ليتسببوا في إلحاق أكبر الأضرار الاقتصادية والصحية بالدول العربية ومواطنيها».

وتستعد جدة لاحتضان المنتدى الذي يستمر 3 أيام ويشارك فيه نحو 45 متحدثا ومشاركة من مختلف الدول العربية والعالمية برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.

ويأتي المنتدى بالتعاون بين جامعة الدول العربية والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة وتنظيم مصلحة الجمارك السعودية وشركة حماية العالمية، وذلك في الفترة 19 ـ 21 أكتوبر 2008 بفندق الهيلتون بجدة.

وبين الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري «أنه من المقرر أن يناقش المنتدى الدعوة إلى تعاون القطاع الحكومي، بما فيه الجهات التشريعية، جنبا إلى جنب مع القطاع الخاص والجهات الإقليمية والعالمية المعنية بمكافحة هذه الآفة بالإضافة إلى المستهلك من خلال حملات التوعية المكثفة». وقال الدكتور التويجري: «الغش التجاري بكافة أنواعه أصبح ظاهرة عالمية واسعة الانتشار تستحق الاهتمام ومن الضروري تضافر الجهود المشتركة للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة من أجل حماية المستهلك في المجتمعات المختلفة وتقليل أثر هذه الظاهرة في اقتصادات الدول».

وأكد«نظرا للآثار السلبية للظاهرة التي تعدت المسار الاقتصادي إلى جوانب عديدة أهمها الأخطار التي تنعكس على الصحة العامة للمستهلك والبيئة، ونظرا لضرورة تفعيل دور القطاع الخاص بالمشاركة في الجهود الهادفة إلى مكافحة الغش التجاري وحماية حقوق الملكية الفكرية، وإيماناً من الجامعة العربية بأهمية الدور المحوري الذي يلعبه القطاع الخاص للمشاركة في الجهود الهادفة إلى مكافحة الغش التجاري وحماية حقوق الملكية الفكرية، فإن الجامعة قامت بتبني المبادرة وتنظيم المنتدى العربي لحماية المستهلك ومكافحة الغش التجاري والتقليد، التي بمقتضاها ستعمل الجامعة على التنسيق بين الجهات صاحبة الاختصاص في الدول العربية من وزراء ومنظمات لتفعيل آليات وقوانين تحد من تفشي هذه الظاهرة».

وحول أسباب تزايد الظاهرة أوضح الدكتور التويجري قائلا: «في ظل توجه الكثير من الدول إلى فتح أسواق لها في جميع بلدان العالم وتنافسها الشديد بهذا الاتجاه وتبني الكثير منها سياسات تمكنها من تحرير القيود التي تحد من تنامي التبادل التجاري في ما بينها وإزالة كافة المعوقات التي تمنع سهولة انسياب السلع والبضائع تماشياً مع التوجه الاقتصادي العالمي الذي يركز على إزالة كافة المعوقات التي تعترض مرونة وانسياب الحركة التجارية بين الدول.. من هنا بدأت ظاهرة الغش التجاري تبرز وتتنامى بشكل يهدد اقتصادات هذه الدول مستغلة التسهيلات الإجرائية التي انتهجتها الكثير من دول العالم لتسهيل حركة التبادل التجاري بين المصدرين والمستوردين، وعلى الأخص دول الخليج العربية التي أصبحت أسواقها هدفاً مغرياً للكثير من السلع التجارية المغشوشة بسبب الامتيازات والتسهيلات التي اعتمدتها هذه الدول إلى جانب وفرة السيولة وتنامي القوة الشرائية بين المستهلكين». وأكد الدكتور التويجري على الأهمية الكبيرة التي توليها جامعة الدول العربية للمنتدى العربي الأول لمكافحة الغش التجاري والتقليد، كونه أول خطوة فاعلة في الاتجاه الصحيح نحو توحيد الجهود بين الجهات العربية ذات الاختصاص، وبينها وبين نظيراتها من الجهات الغربية والعالمية الساعية إلى تحقيق ذات الهدف.