حصاد التمور بعد رمضان يهدد بـ«أزمة» ويسرّع مشروعات «الخزن الاستراتيجي»

مسؤول سعودي: المستودعات الحالية لا تفي بالغرض * 100 مليون ريال لشراء «ثلاجات تبريد» في القصيم وحدها

هذا المنظر لن يعود مألوفا إلا بعد شهر رمضان المبارك، في الوقت الذي ستخضع فيه غالبية كميات التمور المنتجة لعمليات التخزين (تصوير: خالد الخميس)
TT

أزمة تخزين حقيقية، تلك التي ستواجهها السعودية في العام 2009، بحسب تحذيرات خبراء زراعيين، تنبع من أن موسم رمضان سيسبق دخول موسم حصاد التمور، الأمر الذي يستدعي تخزين التمر لمدة 11 شهرا، للاستفادة منه في شهر واحد.

وتدعم بوادر الأزمة المقبلة، والمتوقع أن تحل بعد موسم حصاد التمور العام المقبل، ضعف عمليات التخزين القائمة حاليا.ويرى عبد الله الوابلي، عضو مجلس إدارة البنك الزراعي في السعودية، أن مستودعات التبريد الموجودة في بلاده المعدة للتأجير، «لا تفي بغرض تخزين كامل الإنتاج من التمور».

وبحسب التقديرات، فإن السعة الاستيعابية لمستودعات التبريد، طبقا للوابلي الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس، تبلغ 150 ألف طن فقط، في الوقت الذي يشار فيه إلى أن إنتاج السعودية من التمور، يبلغ 900 ألف طن سنويا، يستهلك ما يزيد عن نصفها في شهر رمضان المبارك وحده، دون بقية الأشهر.

جميع هذه المعطيات، دفعت بعضو مجلس إدارة البنك الزراعي، إلى التحذير من أزمة تخزين حقيقية، قد تعصف بالمنطقة، وهو الأمر الذي دفع بالبنك للتحرك بشكل كبير نحو إقراض تمويل إنشاء مستودعات تبريد للقطاع الزراعي.

وتتحدث أرقام، شبه مؤكدة، عن أن منطقة القصيم وحدها، مقبلة على بناء مستودعات تبريد تفوق قيمتها الإجمالية حاجز الـ100 مليون ريال، على اعتبار أنها المنطقة المعنية بأزمة تخزين التمور. ويعتقد عبد الله الوابلي، والمسؤولون في البنك الزراعي، أن لمستودعات التبريد «بعد استراتيجي»، كون أنه سيتم التعامل معها على اعتبارها مستودعات «خزن استراتيجي». ويتفق معهم أحد المهتمين في المجال الزراعي والذي قال ان مستودعات التبريد من الممكن أن تكون أحد الخيارات المتاحة للاستفادة منها في حال وقوع أي طارئ. وعادة ما تتم عمليات تخزين التمور بالنسبة للداخل السعودي، في شهر شعبان، تسبقه في رجب عمليات شراء الكميات التي ستصدر للخارج، فيما يعد شهر رمضان المبارك، وهو الموسم الذهبي لناحية استهلاك التمور، حيث تبلغ الكمية المستهلكة فيه 450 ألف طن.

وأكد عبد الله الوابلي، حاجة بلاده الماسة، لمستودعات تبريد، على اعتبار أنها بلد صحراوي. ويشير إلى أنه حتى في سيبيريا والتي تعتبر منطقة جليدية، لا يستغني قاطنوها عن بناء مستودعات تبريد، وذلك لوجود نوع من الأسماك تبرز احتمالية فساده إن لم يحفظ في درجة حرارة تقل عن الـ30 تحت الصفر المئوي.

وأضاف متسائلا «إذا كان هذا هو الحال بالنسبة إلى سيبيريا، بلد الثلج، فكيف بالسعودية ودرجات الحرارة تكاد تصل لمستويات تتعدى الـ50 في فصل الصيف».

وأبرز عضو مجلس إدارة البنك الزراعي، إمكانية الاستفادة من مستودعات التبريد، في تخزين البطاطس، البصل، الفواكه، والخضروات، وغيرها من المواد الغذائية. وطرحت إدارة البنك الزراعي السعودي، فكرة ضرورة الاستعانة بمستودعات التبريد منذ أكثر من 5 سنوات، طبقا للوابلي عضو مجلس الإدارة. لكن الموضوع لم يأخذ منحى جديا إلا مع اقتراب أزمة تخزين التمور. هذا المتغير الجديد على مواسم حصاد التمور، دفع بالقائمين على المهرجانات السنوية في منطقة القصيم، وتحديدا مدينة بريدة، الى التفكير في مواكبة هذا الأمر. يقول محمد الحربي المسؤول الإعلامي لمهرجان بريدة الدولي للتمور «نفكر الآن في إطلاق فعالية جديدة تحت اسم (التمور المثلجة) في العام المقبل، على اعتبار أن مواسم رمضان المقبلة سيكون الاستهلاك الأكبر فيها للتمر المخزن».