خالد الفيصل يضع النقاط على الحروف حول مستقبل الثقافة والفكر في منطقة مكة المكرمة

48 ساعة تفصل بين إعلان ملامح تطويرها خدميا وتطويرها ثقافيا وفكريا

TT

أكد احمد قران، عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بجدة لـ«الشرق الأوسط»: «إن زيارة الأمير خالد الفيصل إلى النادي الأدبي أعطت تصورا لما ستكون عليه المنطقة ثقافيا وفكريا من عدة نواح، وأظهرت توجهه ودعمه للأندية الأدبية في المدن الثلاث (جدة ومكة والطائف)، ودعم وتبني مشروع مجلس جدة الثقافي، إضافة الى دعم مشروع سوق عكاظ، ووضع الخطط المدروسة له ليصبح نشاطا ثقافيا كبيرا على المستوى العربي والدولي».

وأشار قران إلى إعلان الأمير خالد الفيصل إقامة مشروع مجمع ثقافي للفعاليات في جدة، مشيرا إلى أن القاعة التي دشنها الأمير خالد الفيصل أول من أمس، تتسع لنحو 1000 شخص، وان تكلفتها الإجمالية بلغت 10 ملايين ريال، تكفل بها رجلا الأعمال عبد الرحمن وإبراهيم الشربتلي. موضحا «ان النادي الأدبي سيستضيف خلال الأيام المقبلة مهرجانات كبيرة منها ملتقى قراءة النص والرواية في الجزيرة العربية». وكان الأمير خالد الفيصل، قد وضع عشية أول من أمس، النقاط على الحروف حول الحراك الفكري والثقافي الذي يترقب الجميع ان تشهده منطقة مكة المكرمة، خلال الفترة المقبلة.

وشكلت الساعتان اللتان قضاهما الأمير خالد الفيصل تحت قبة النادي الأدبي في جدة في أول زيارة من نوعها، التوجه المستقبلي الثقافي والفكري الذي اجمع عليه الحضور رجالا ونساء وما ستكون عليه المنطقة من تطور وحراك ثقافي.

ويبدو ان أمير منطقة مكة المكرمة تعمد أن تكون زيارة النادي الأدبي في هذا التوقيت، فبعد اقل من 48 ساعة من إعلان ترتيب أهم ملف ظل يؤرق «أجساد» سكان مدينة جدة امنيا واجتماعيا ونفسيا، وهو ملف العشوائيات التي أعلن عنه أخيرا، بتنفيذ اكبر مشروع لتطوير هذه المناطق وإصلاح أوضاع ساكنيها بمختلف فئاتهم، جاءت هذه الزيارة لتكمل مشوار الترتيب وترسم ملامح ما ستكون عليه «العقول» في المنطقة في المجال الفكري والثقافي بعد ان رسمتها في المجالات الخدمية.

الى ذلك وجه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، «دعوة مفتوحة» من منصة نادي جدة الأدبي للمثقفين ورجال الفكر والعلم لنشر ثقافة الأمل والمستقبل، خصوصا في المدارس والجامعات والمعاهد والأندية، مؤكدا ان «الأمم المتقدمة تقاس بمدى تقدمها بالعمل الثقافي والفكري والإبداع الأدبي والفني».وطالب أمير منطقة مكة المكرمة المثقفين بشحذ الهمم وبذل الجهد لما فيه صالح بلادهم وتطويرها والسعي بكل ما يملكون من أفكار وآراء تسهم في بناء مجتمع مثقف وبث روح التعاون والأمل بين أبنائه ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات التي تواجههم في المستقبل. وقال أمير منطقة مكة في تعليق على مداخلات الحضور عن ثقافة الإحباط التي استشرت في الأوساط الثقافية «انه عندما نرى هذه المكانة التنموية للبلاد وهذه الانجازات الكبيرة والنهضة، ما زلنا نرى تعليقات تبنى على إحباط كبير، دائما نستكثر على أنفسنا ولا نثق ونجهل بمكانتنا في العالم العربي والإسلامي وعلى المستوى الدولي وتشويه كل ما هو جميل».

وأضاف «ان بلادنا لها أعداء وحساد يحسدوننا على كل شيء نتمتع به من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، ويحسدوننا على تغلبنا على الحركات الإرهابية، ويحسدوننا على الوقفة الجماعية من اكبر مسؤول في الدولة الى اصغر طفل على هذه الأرض، حين ينادي قائد الأمة لموقف معين فيتبعه جميع أفراد المجتمع، فالإنسان السعودي يسير في أمان وبكل ثقة ويتصرف بحرية تامة في كل أموره، وعلينا تجاه ذلك ان نشكر الله على ما وصلت إليه بلادنا من خير في كل الجوانب التي تهم أبناءها». وعبر الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، عن شكره وتقديره لكل مَن ساهم في تنشيط الحركة الثقافية في المنطقة الذين قدموا الكثير لخدمة دينهم ووطنهم وساهموا في بناء مستقبل أبنائهم في هذا البلد، حاثا المثقفين والمفكرين على المساهمة فكريا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا في إثراء الحركة الثقافية في وطنهم ومنطقتهم بما يعود على مجتمعهم بالفائدة، مؤكدا ان ما يقدم لهذه المنطقة إنما هو في المقام الأول يعود لأبنائها، مؤكدا «نريد منكم المساهمة فكريا وثقافيا وأدبيا، ونريد حملة ثقافية تُخرج المواطن من حالة الإحباط إلى حالة الأمل، وإنني اعتبر الجامعات والمدارس والكليات والأندية هي الأساس لهذه الحملة. نريد ثقافة تعيد إلى الإنسان الثقة وتعيد له الأمل ونحن لدينا كنوز لا توجد في الدول الأخرى».

وبشر الفيصل الحضور بأن العمل جار على إنشاء مركز ثقافي بجدة وتحويل ارض المعارض بأبحر لقاعة دائمة للأنشطة الثقافية، واقتصاديا واجتماعيا، في كل أمر من أمور المنطقة وكل مشروع يُعد وينفذ في هذه المنطقة وكل ما يقدم لإنسان هذه المنطقة وهو منكم واليكم». مشيرا الى انه «يسعى الى إنشاء مكتبة في كل حي»، مبينا أننا «نقبل النقد، لكن نرفض الانتقاد لأن التجريح والتهكم هو سلوك لا أخلاقي».

واستعرض الفيصل موضوع الحركة الثقافية في المنطقة وما وصلت إليه من قفزات كبيرة يفخر بها الجميع وما تمر به المملكة العربية السعودية من حركة تنموية غير مسبوقة في تاريخها ونهضة حضارية كبيرة.

وقال «علينا ألا نتوقف وألا نقول اكتفينا، بل علينا أن ننجز أكثر وأكثر، وهذا ما يتردد كثيرا في خطابات خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، اللذين ساهما ويساهمان في دعم جميع المشاريع والأنشطة في شتى المجالات في هذه البلاد المباركة».

وتطرق أمير منطقة مكة المكرمة الى الوضع الثقافي الذي تحظى به مدينة جدة التي تعد بوابة الحرمين الشريفين، ولنادي جدة الأدبي، الذي يعد من أكثر أندية المملكة اهتماماً بالنشاط الثقافي والأدبي، وتعد اصداراته المتنوعة مرجعاً للباحثين.

وكان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، ورئيس مجلس مكة الثقافي، قام بزيارة للنادي الأدبي الثقافي بجدة مساء أمس الأول، تفضل خلالها بوضع حجر الأساس لقاعة حسن عباس شربتلي، بمقر النادي، كما اطلع على مجسم للمشروع واستمع إلى شرح من المسؤولين عن مراحل تنفيذه. وعقد الأمير خالد الفيصل لقاء ثقافيا مع أعضاء مجلس إدارة النادي والنخب الثقافية بالمنطقة، ألقى خلاله رئيس النادي الأدبي بجدة الدكتور عبد المحسن القحطاني، كلمة عد فيها زيارة الأمير خالد الفيصل للنادي الأدبي بجدة، ووضع حجر الأساس لقاعة حسن عباس شربتلي، مكسباً للنادي ولمثقفي جدة، قياسا على ما سيطرحه من أفكار ورؤى حديثة تعد رافداً مهماً للنادي.

وأشار القحطاني إلى أن أمير منطقة مكة المكرمة أولى الجانب الثقافي اهتماما كبيرا، وقال «خير دليل على ذلك هو زيارته اليوم للنادي، وقد سعدنا في النادي باهتمامه وتشجيعه لنا، وهذا ليس بمستغرب عليه، وهو واحد من أبرز المفكرين والشعراء».