الدفاع المدني يعقد دورة تدريبية في عمليات التدخل للوقاية من حرائق المباني الشاهقة

الفريق التويجري: التأخر في الإبلاغ وراء استشراء النيران في حريق برج مكة

TT

عقد جهاز الدفاع المدني دورة تدريبية في «عمليات التدخل عند حدوث كوارث والوقاية من الحرائق في المباني الشاهقة»، وذلك بعد ايام قليلة من حدوث حريق في احد الابراج «تحت الانشاء» في مكة المكرمة.

ويحاضر في الدورة التي أقيمت لعدد من ضباط جهاز الدفاع المدني، عدد من الخبراء الفرنسيين في مجال الحرائق زاروا السعودية اخير. وأشار الفريق سعد التويجري، مدير عام الدفاع المدني في السعودية، الى أن مديرية الدفاع المدني تنظم دورات مستمرة لمعرفة الطرق السليمة في مواجهة الحرائق التي تحدث في المباني الشاهقة، وتجري تجارب فرضية وتقوم بتحليل النقاط بهذه الأبراج وكذلك الاتصال بالعالم الخارجي ليواكب رجال الدفاع المدني التطور الذي تشهده هذه المباني كما هو موجود بدول العالم.

وأرجع الفريق التويجري استشراء النيران في حادثة حريق البرج التي وقعت بمكة قبل أيام، إلى التأخر في إبلاغ الدفاع المدني بنشوب الحريق، ما ترتب عليه وصوله متأخرا بشكل كبير، معلقاً على ذلك بأنه أمر خطير، خاصة أن الحريق شب في موقع بالقرب من عمائر سكنية وأبراج، ورغم وجود مشرفين وأكثر من 80 عاملا في المكان.

وأشار إلى أن الدفاع المدني استطاع من خلال خططه المسبقة بالعاصمة المقدسة السيطرة على الحادث في وقت قياسي، مؤكدا أن تفاصيل الحادثة سوف يكشف عنها قريبا بعد استكمال إجراءات التحقيق الذي أمر به الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة.

وأوضح الفريق التويجري أن المديرية العامة للدفاع المدني لديها خطط كثيرة وتعرف متى تتدخل طائرات الدفاع ومتى لا تتدخل، وأن ضابط العمليات بالمنطقة هو المخول بتدخل الطائرة من عدمها بالإضافة إلى قائد الطائرة، مؤكدا أنه بعد المشاورة في حادثة البرج بين ضابط العمليات مع قائد طيران الدفاع المدني رأوا عدم تدخل الطائرة، وذلك لسببين أولهما أنه يفضل عدم تدخل الطيران في المباني الشاهقة، وذلك لصعوبة وصول الطائرة بالقرب من الحريق لتطاير ألسنة النيران للأسفل، الأمر الذي قد يسبب ضغط المراوح على النيران لتصل إلى المباني المجاورة، والسبب الثاني للسلامة العامة وللطائرة لكي لا تسقط، نظرا لارتفاع الحرارة ولوجود الدخان بدرجة كثيفة، والدليل أن جميع دول العالم تفضل عدم تدخل الطيران في مثل هذه الحالات.

من جانبه، أفاد العميد محمد القرني، مدير الإدارة العامة للتدريب أنه كان هناك استشعار للمسؤولية من قبل المديرية العامة للدفاع المدني من وقت مبكر من العام الماضي، وتم التنسيق على تنفيذ مثل هذه البرامج التي خرجت 40 من رجال الدفاع المدني من ضباط وصفوف ضباط، ويشمل ذلك المرحلة الحالية والقادمة خاصة مع قرب مهمة تأمين موسم الحج ومهام أخرى في مدن السعودية الرئيسية وهي انطلاقة لدورات لاحقة، مبينا أنه ستلي هذه الدورة دورة لمدة أطول ستصاحبها تجارب بالإضافة إلى دورات تخصصية قادمة في كلية خدمات الإطفاء في بريطانيا في مجالات البحث والإنقاذ والإطفاء المتقدم، إلى جانب برنامج الإنقاذ المائي المزمع إطلاقه خلال الأسابيع المقبلة بالاستعانة بالجانب الإيطالي الذي سيساعد بشكل كبير في إيضاح أهمية هذا الجانب، وخاصة أنها ستعقد للمدربين.

وأضاف القرني أن الدفاع المدني استقطب في السنتين الأخيرتين ما يزيد عن 800 متدرب في مجال الإنقاذ المائي، مؤكدا أنهم سيكونون مستقبل الإنقاذ بهذا الجانب التخصصي الدقيق. وتحدث العقيد فرانكو جيليان، خبير الحماية المدنية بفرنسا، عن حريق برج مكة فقال إنه كان يجب أخذ الاحتياطات اللازمة من البداية، وإخلاء التجمعات السكنية القريبة، وبعد ذلك يتم تدخل رجال الإطفاء بالمرحلة الأخيرة، مشيراً إلى أن ما يتم ببلاده هو إجبار مالكي العمارات والمقاولين على أخذ رأي الحماية المدنية والدفاع المدني حول إجراءات السلامة التي يجب أن تكون في مثل هذه المباني الشاهقة، وإذا ما تمت الاستجابة إلى هذه الشروط فإن الجهة المختصة تصدر ترخيص البناء لمثل هذه المباني، بناءا على موافقة الحماية، وتكون مسؤولية مالكي المباني والمقاولين مستمرة منذ فترة البناء وحتى تسليم المبنى للتشغيل.

وأشار جيليان إلى أن هذا الحريق يتحمل مسؤوليته المقاول وصاحب المبنى، حيث أن المبنى لم يكن مجهزاً بأدوات السلامة، مبيناً أنه في مثل هذه الحالة كان يجب أن يعين فريق أمني خاص بالمبنى، وذلك للتدخل الأولي ولتمهيد قدوم الحماية المدنية.

ولفت العقيد جيليان إلى عدم إمكانية تدخل الطائرات في مثل هذه الحالات، لأن الحرارة المنبعثة من ألسنة النيران والدخان ربما تتسبب في كارثة للطائرة، مبيناً أن الطائرات العامودية يمكن أن تتدخل عندما تكون النيران على مستويات أرضية.

وأكد جيليان أنه بعد معرفة الملابسات التي أحاطت بالحريق فإن تدخل الحماية المدنية يعتبر عملاً بطولياً، لأنه في أغلب الحالات لا يمكن السماح لرجال الإطفاء بالتدخل لما يشكله ذلك من خطر على حياتهم، خاصة أن الإبلاغ عن الحريق كان متأخرا، وكانت عمليات التدخل التي جرت مغامرة ومخاطرة من قبل رجال الدفاع المدني.