السعودية تتجه لتعميم ربط منافذها الأمنية الحدودية بالأقمار الصناعية

اللواء البليهد لـ«الشرق الأوسط»: نجاح التجربة دفعنا لتعميمها.. والتنقل بالبطاقة مع الكويت قريبا

جهود حثيثة لربط المنافذ الحدودية بالأقمار الصناعية في الأيام المقبلة («الشرق الأوسط»)
TT

كشف اللواء سالم البليهد مدير عام الجوازات في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، عن توجه السعودية خلال الفترة القريبة المقبلة إلى ربط منافذها الحدودية البرية والجوية، للاتصال عبر الأقمار الصناعية v.sat، للحيلولة دون توقف الأنظمة الحاسوبية المعمول بها في تلك المنافذ، ولضمان عدم تأثر حركة القادمين والمغادرين عبرها.

وأكد اللواء البليهد أن هذه الخطوة تأتي عقب تطبيق النظام ذاته، على عدد من المنافذ الحدودية للبلاد في وقتٍ سابق، ومنها: منفذ جسر الملك فهد الرابط بين السعودية ومملكة البحرين، ومنفذ الطوال، وحالة عمّار، ومنفذ الخفجي الحدودي، والمطارات الدولية الرئيسية في البلاد.

ويعمل النظام، على عمل أجهزة المنافذ الحدودية الحاسوبية العاملة في منافذ البلاد البرية والجوية، عن طريق الأقمار الصناعية، حال حدوث أي عطل، قد يُربك آلية عمل تلك المنافذ.

ويحول النظام عقب ربطة «تقنياً» عبر موجات جوية بالأقمار الصناعية دون حدوث توقف لحركة المسافرين القادمين والمغادرين من وإلى الأراضي السعودية، وهو ما كان يؤرق عدد من الأجهزة الرسمية المسؤولة عن ضبط حركة المسافرين على الحدود في البلاد في أوقات سابقة.

ويرتبط النظام الفضائي، مُباشرةً بالأقمار الصناعية، حال تعطل العمل على موجات النظام الحالي «الأرضية» ليبدأ العمل فضائياً، بدون توقف لأجهزة الحاسب الآلي المعمول بها في منافذ البلاد البرية والجوية.

من جانب آخر، تلقت الجوازات السعودية تطمينات من نظيرتها الكويتية، عن تجاوز عقبات، أعاقت تطبيق التنقل بالهوية الوطنية بين مواطني البلدين، كانت قد طرأت في وقتٍ سابق.

ووضعت الكويت البصمات النهائية على نظام يُجيز تنقل مواطنيها للسعودية ودول الخليج، ببطاقة الهوية الوطنية، أسوةً بدول الخليج الأخرى، التي طبقت النظام مع السعودية خلال الأعوام القليلة الماضية.

وتأتي هذه الخطوة متزامنة مع تأكيدات كويتية بأن مواطني دول الخليج سيتمكنون من استخدام البطاقة الذكية للتنقل بين دولهم وذلك بعد ثلاثة اشهر من عام 2009 ، ويأتي ذلك الإجراء في إطار سلسلة التدابير التي تتخذها دول مجلس التعاون لتحقيق التكامل فيما بينها، وتيسير تنقل مواطنيها بين دول المجلس. وأشار العميد كامل العوضي، مدير عام الإدارة العامة للهجرة الكويتية عقب الجلسة الافتتاحية للاجتماع الثالث والعشرين للمديرين العامين للجوازات بمجلس التعاون، والذي استضافته دولته قبل أيام، إلى أن البطاقة ستكون من أحدث البطاقات في العالم وأكثرها أمنا، موضحاً أنه تم خلال ذلك، التطرق إلى تطبيق سياسة المنفذ الواحد، وتسهيل إجراءات تنقل المقيمين، إلى جانب مناقشة إنشاء مركز تدريب موحد للعاملين في قطاع الجوازات وتبادل المعلومات من خلال نظام الربط الآلي لمكافحة ازدواجية الجنسية.

وقال اللواء البليهد الذي تطبق بلاده اتفاقية التنقل بالبطاقة مع دول الخليج الأخرى، بأن الجانب الكويتي، أكد قربه من الفراغ من إصدار البطاقات «الذكية» الكويتية، التي من خلالها، يتمكن مواطنو بلادهم، من التنقل مع السعودية عبرها، بدون الحاجة لجوازات السفر.

وأرجع أسباب تأخير تنفيذ التطبيق، إلى عدم الانتهاء من البطاقات الذكية لدى الجانب الكويتي، والتي من خلالها، يتمكن أبناء دولة الكويت من الدخول إلى السعودية، مُقارنةً ببطاقة الهوية الوطنية في الجانب السعودي.

وكانت عمان، أول دولة خليجية، تبرم السعودية معها اتفاقية ثنائية، تسمح لمواطني البلدين بالتنقل بينهما بواسطة البطاقة، حيث أبرمت الرياض ومسقط اتفاقية بهذا الشأن في السادس من مايو (أيار) عام 2006، إلا أن عُطلاً تقنياً طرأ على أجهزة الجانب العُماني، أعاق تطبيق النظام، تجاوزته السلطات العمانية عقب أشهر، ليبدأ عقبها تطبيق قرار التنقل بين مواطني البلدين بالبطاقة الوطنية.

وعقب عام من تلك التجربة، وقعت السعودية وتحديدا خلال مايو عام 2007، اتفاقية تنقل مع نظيرتها دولة الإمارات العربية المتحدة على بيان ثنائي مُشترك، للبدء في تفعيل قرار تنقل مواطني البلدين بالهوية الوطنية.

وفي مايو الماضي وقعت السعودية وقطر، على بيانٍ مُشترك، لتنفيذ آلية التنقل بالبطاقة الشخصية «الهوية الوطنية» لمواطني البلدين عبر المنافذ الرسمية لها، وكان ذاك البيان، آخر الاتفاقات من هذا الشأن، الذي تصل إليه السعودية مع نظيراتها إحدى الدول الخليجية.

وأتت البحرين الدولة الرابعة من دول الخليج، التي تُبرم مع نظيرتها السعودية على اتفاقية تنقل مواطنيها بالبطاقة الوطنية، عقب توقيع الجانب السعودي والبحريني على بيان مشترك في العاصمة الرياض، خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2007، ليأتي تنقل المواطنين عقب التوقيع بأشهر قليلة.

ومن أبرز منافع الربط الآلي ما بين منافذ دول مجلس التعاون الخليجي، ضبط المطلوبين أمنياً من الأشخاص، والمركبات المطلوبة أمنياً، إضافةً إلى حصر مواطني دول المجلس من «مُزدوجي الجنسية» الحاملين لأكثر من جنسية خليجية في آنٍ واحد.