دراسة: 51% من طلاب الثانويات تعرضوا لحوادث مرورية

57% منهم لا يحملون رخص قيادة.. وجامعة سعودية تتجه لمخاطبة «التربية والتعليم» لتضمين المناهج الدراسية مواد عن قوانين المرور

خطط لإدراج مواد عن قوانين المرور ضمن المناهج التعليمية («الشرق الأوسط»)
TT

تسبب حادث مروري نتيجة السرعة الزائدة بوفاة وإصابة 9 طلاب في مدينة القريات (شمال السعودية) الأسبوع الماضي، حيث أن السيارة التي كان يقودها أحد الشباب برعونة، أودت بحياة 3 طلاب أشقاء وإصابة 6 من نفس العائلة في ذات الحادث.

أمام ذلك كشفت دراسة وصفت بأنها الأولى من نوعها على مستوى السعودية، عن نتائج غير مرضية في جانب السلامة المرورية، حيث بينت النتائج الإحصائية للدراسة، أن أكثر من 50% من طلاب المرحلة الثانوية تعرضوا لحوادث مرورية. وكان باحثون قد أعدوا دراسة حول السلامة المرورية، استطلعت آراء طلاب ست مدارس ثانوية على مستوى المنطقة الشرقية، هي مدارس الخليج الثانوية بالدمام (طُبق فيها برنامج السياقة الوقائية)، صفوة الثانوية، أم الساهك الثانوية، العوامية الثانوية، القديح الثانوية، دار السلام الثانوية الأهلية. وكان القائمون على الدراسة قد طرحوا 20 سؤالا حول السلامة المرورية على عينة البحث البالغة 1408 طلاب تتراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة، من مختلف صفوف التعليم الثانوي، حيث سئل الطلاب فيما إذا وقع لهم حادث مروري، فأجاب 51.4% منهم بالإيجاب و 48.6% بالنفي، ووصفت هذه نسبة بأنها عالية جدا في وسط طلاب المدارس الثانوية. وعن عدد المرات التي ارتكب الطالب فيها الحوادث المرورية أو وقعت للطلاب فإن معظمها قد وقع مرة واحدة وذلك بنسبة 51.1% بينما وقعت مرتان بنسبة 23.9% ووقعت ثلاث مرات بنسبة 13% ووقعت أربع مرات بنسبة 3.2%. وتؤكد هذه النتائج ما ورد في إحصائيات مرورية تكشف عن تعرض فئة الشباب والفتيان لحوادث أكثر بسبب عدم احترامهم لقوانين المرور. وأعد الدراسة وأشرف عليها مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية (سايتك) التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الذي نفذ برنامجاً للسياقة الوقائية بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية، خصص جزء كبير من هذا البرنامج للتوعية في المدارس الثانوية بالمنطقة الشرقية. ويعتزم القائمون على الدراسة بحسب الدكتور فالح السليمان وكيل جامعة الملك فهد للبترول لتطوير التقنية والعلاقات الصناعية، والمعادن ومدير مركز (سايتك)، مخاطبة وزير التربية والتعليم لتضمين المناهج الدراسية، خصوصاً منهج مادة التربية الوطنية معلومات أوسع عن السلامة المرورية وشروط السياقة الوقائية، وذلك للحد من الهدر الذي تسببه الحوادث المرورية. كما كشفت الدراسة عن ان ما نسبته 73,5% من المستطلعة آراؤهم، يسوقون السيارات حاليا وأن 57,1% منهم ليس لديهم رخص سياقة أو ترخيص بالسياقة ورغم ذلك فهم يمارسون قيادة السيارات، كما أوضحت الدراسة أن ما يقارب الثلث من هؤلاء الطلاب قد بدأ السياقة منذ أكثر من ثلاث سنوات. كما توصلت الدراسة إلى أن 43.4% من الطلاب الخاضعين للبحث يذهبون إلى المدرسة بسيارات يقودونها بأنفسهم، وبين القائمون على البحث أن هذه النتيجة تدل على أن نسبة مرتفعة من طلاب المرحلة الثانوية لديهم سيارات يذهبون بها إلى المدرسة بصفة دائمة كما يتضح من النسب التالية حيث سئل الطلاب فيما إذا كانوا يستعملون السيارات للذهاب إلى المدرسة؛ فأجاب 37.1% منهم أنهم يستعملون السيارات بصفة دائمة للذهاب إلى المدرسة وأن 13.4% منهم غالبا ما يستعملون السيارات للذهاب إلى المدرسة بينما أجاب 12.7% أنهم يستعملون السيارات أحيانا للذهاب إلى المدرسة وأن 7.4% قليلا ما يستعملون السيارات بينما 29.4% منهم نادرا ما يستعملون السيارات للذهاب إلى المدرسة.

وفي جانب المخالفات المرورية سئل الطلاب هل سبق لهم ارتكاب مخالفات مرور سواء ضبطوا فيها أم لا؛ فصرح 48% بأنهم ارتكبوا مخالفات مرور بينما نفى ذلك 52% منهم. وتدل هذه النتائج على أن نصف المشاركين تقريبا قد ارتكبوا مخالفات مرور وهذه نسبة عالية نسبيا.

وبحسب تقارير صحفية فان عام 2006 سجل ما يزيد عن 283 الف حادث أصيب فيها حوالي 358 الف شخص فيما بلغ عدد الوفيات 5883 حالة. كما تحدثت إحصائية أخرى عن عدد السعوديين الذين لقوا حتفهم في الـ12 شهرا الماضية، التي سبقت مسحا قامت به مصلحة الإحصاءات العامة العام الماضي، ناهز الـ7 آلاف حالة، لتحتل الحوادث المرورية المرتبة الثانية في أسباب الوفاة لدى السعوديين، وتصدرت منطقة مكة المكرمة، قائمة المناطق الأكثر ارتفاعا في تسجيل الحوادث المرورية المميتة، حيث سجلت 1793 حالة وفاة، في الفترة التي استهدفها المسح الحكومي، تلتها الرياض بـ1551 حالة، فيما جاءت الـ11 منطقة الأخرى، دون حاجز الـ1000 حالة، كانت أقلها منطقة الباحة، التي سجلت 98 حالة وفاة فقط. وأكدت منظمة الصحة العالمية، في أحدث تقاريرها، إلى أن أكثر من 1.4 مليون شخص حول العالم، يلقون حتفهم جراء حوادث المرور، من بينهم 400 ألف، تقل أعمارهم عن 25 عاما. وتتوقع المنظمة الدولية، تزايد معدلات الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث بحلول العام 2020، لتصل الى أن تكون السبب الثالث في الوفيات عالميا.